الغناء بعد الـ 70 بين حُمى الاستمرار والتوقف العادل تمتلئ الساحة العربية بالكثير من أسماء المطربين الذين قدموا ابداعاتهم عبر سنوات طويلة فحفروها في ذاكرة الغناء العربي على مر العصور، يبدأ منهم ويستمر المطرب بالغناء منذ شبابه ويوازيه في ذلك تغطيات لمختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ومع مرور السنوات يكبر الفنان ويكبر جمهوره معه وتتأثر أحبال صوته بكبر سنه فتفقد قوتها ولا تساعده على الغناء كما يريد فيلجأ البعض منهم الى التقنية الحديثة لتنقية صوته بينما يفضل البعض منهم التوقف حفاظا على صورته فيعيش الفنان حالة من الصراع في داخله بسبب خصوصية حياته مع الشهرة والمال.
وهناك بعض الظواهر لبعض المطربين الذين قاموا بالغناء في سن متأخرة مثل محمد عبدالوهاب الذي غنى أغنية «من غير ليه» في العام 1988م فأحدثت ضجة كبيرة كونه غناها بسن التسعين بينما مازال الفنان محمد عبده الذي يقترب من سن السبعين يشكل «ظاهرة» اذ انه مازال يغني ويقدم ابداعاته ويحيي الحفلات الغنائية بصورة رائعة، ولا ننسى أيضا ان الفنانة الكبيرة أم كلثوم التي غنت بعد سن السبعين والفنانة فيروز طرحت ألبوما لها أخيرا اما الفنانة وردة الجزائرية فقد غنت في مهرجان «ليالي فبراير» بالكويت.
«الوطن» طرحت ظاهرة الغناء بعد سن السبعين على مجموعة من المطربين الكويتيين والخليجيين والعرب واستمعت لآرائهم حول ذلك الموضوع.. فكانت السطور التالية: قرار صعب
كانت البداية مع الفنان عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» الذي أكد أنه على الفنان ان يستمر بالعطاء طالما هو قادر على ذلك ولكن تأثر صوته وجمالياته وقدراته الفنية الأخرى في الأداء مسألة عادية تحدث بحكم تقدم الفنان بالعمر.
وقال المفرج ان حياة الفنان تختلف عن حياة بقية الناس فهي مرتبطة بالعديد من الشخصيات ووسائل الاعلام حيث الشهرة والمال ناهيك عن علاقته بجمهوره الذي تابع بداياته وأهم محطاته الفنية ونجاحاته الغنائية على مدى عقود من الزمن وبالتالي فانه من الصعب ان يتخذ قرارا بالتوقف عن الغناء لذا تجده يلجأ الى التقنية الحديثة التي نجحت في معالجة بعض القصور في صوت الكثير من المطربين. تقييم ذاتي
وايده في رأيه الفنان عبدالمحسن المهنا فقال على الفنان ان وجد لديه القدرة ان يستمر بالعطاء سواء أكان مطربا أم ممثلا أم موسيقيا أم فنانا تشكيليا مهما تقدم به السن.
وأضاف المهنا ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفنان اذ ان عليه ان يكون واقعيا ومنطقيا في التعامل مع نفسه كفنان فيقوم بعملية تقييم لنفسه ليعرف ما اذا كان قادرا على العطاء وتقديم أعمال فنية لا تقل ابداعا عما قدمه في السنوات الماضية عندما كان في فترة الشباب فاذا رأى انه قادر على ذلك فعليه الاستمرار لان نهر العطاء والابداع لا ينتهي أما ان أدرك انه لم يعد قادرا على العطاء أو انه لا يستطيع تقديم أعمال راقية كما قدمها في السابق فان عليه ان يتوقف كي يحافظ على صورته.
وبيّن المهنا ان المطرب الذي يدرك تماما قوة وتميز صوته يعرف ما اذا ظل صوته على قوته نفسها كما كانت في السابق أم لا، ووقتها عليه ان يتخذ القرار بالتوقف اذا كانت الاجابة سلبية، خاصة ان هناك عناصر مهمة تضاف الى قوة الصوت ونقائه مثل اختيار الكلمات الجميلة فتكون صادقة وعميقة كي يقدم للجمهور فنا راقيا يليق بمكانته. التوقف افضل
أما الفنان أبو بكر سالم فرأى ان المطرب يستمر بالغناء ويشدو بصوته العذب غناء جميلا يملأ الدنيا حاملا عشقه وفكره نحو الناس ليكون قريبا منهم ويكون هذا ديدنه في مسيرته الفنية التي يرتبط بها بالجمهور أولا ثم الاعلام.
واعتبر أبو أصيل انه من الصعب ان يتوقف المطرب عن الغناء لأنه أصبح عنصرا رئيسا في حياته المليئة بالغناء في شتى المناسبات ولكن ان يصبح المطرب كبيرا بالسن فهذه سنة الحياة التي علينا تقبلها، وعليه ان يستمر في الغناء وهو في الستين والسبعين ولكن متى ما شعر المطرب بضعف صوته وعدم قدرته على تقديم الأغاني الراقية التي يعشقها جمهوره فقد يلجأ الى التقنية أحيانا ولكن سيقرر يوما ما ان يتوقف عن الغناء كي لا يقوم بتشويه صورته الناصعة التي رسمها في أذهان الجمهور. عطاء ولكن ومن ناحيته، دعا الفنان وديع الصافي الفنان الحقيقي لان يستمر في العطاء الفني سواء أكان ممثلا أم مطربا ذلك لأنه أصبح جزءا من الحركة الفنية والثقافية التي تقاس بها حضارة المجتمع.
وقال الصافي ان المطرب الأصيل عليه ان يملأ الدنيا بالغناء الجميل طالما انه قادر على ذلك خاصة ان هناك حالة من التواصل مع الجمهور ووسائل الاعلام المختلفة.
وبيّن الصافي ان الفنان لديه معيار خاص به فبينما هو يعشق الغناء والعطاء فان هناك بعض العناصر التي قد تجعله اقل عطاء ناهيك عن جودة هذا العطاء، وبالتالي فان الفنان هو الذي يقرر متى عليه ان يتوقف احتراما لتاريخه الفني ولجمهوره الذي يعشق ابداعاته والذي كان يتابعه عبر سنوات طويلة ومتى ما كان قادرا على العطاء في سن السبعين وما بعد السبعين فان عليه ان يغني لجمهوره. آخر رمق
وقال الفنان طارق عبدالحكيم ان المطرب يشعر بتغير نقاء صوته بحكم الزمن وهذا أمر طبيعي ولكن عشقه للفن يجعله يتمسك به أحيانا الى آخر رمق بيد ان هناك مسؤولية تقع على عاتقه في اتخاذ القرار في ان يستمر بالغناء حتى بعد سن السبعين ان كان يشعر بأنه مازال قادرا على ايصال مكنون قلبه عبر صوته طربا وأداء أو انه يتخذ القرار بالتوقف عن الغناء احتراما لفنه ولتاريخه ولجمهوره وحفاظا على صورته أمامهم.
وأضاف عبدالحكيم ان عملية اتخاذ القرار ليست سهلة على المطرب الحقيقي كما انه يعيش في حالة قلق من تلك النقطة حتى ان اعتمد على التقنية في المحافظة على نقاء الصوت ولكن كان هناك الكثير من الفنانين الذين استمروا بالغناء الى ما بعد سن السبعين منهم الفنان الراحل طلال مداح يرحمه الله وهذا للذكر وليس للحصر فهناك الكثير من المطربين العرب الذين استمروا بالغناء. عمر افتراضي وبدوره اوضح الفنان أحمد عبدالكريم وهو يجمع بين الغناء والتلحين وكان يشغل منصب مراقب الاذاعة في وزارة الاعلام سابقا ان صوت المطرب له عمر افتراضي كما ان عملية الغناء بعد سن السبعين تخضع لعوامل عدة منها قوة صوت الفنان وصحته حيث ان الأحبال الصوتية للمطرب لها عمر افتراضي يشعر المطرب بتأثيره عليها مع تقدمه بالسن الأمر الذي يجعله أمام اتخاذ القرار بالتوقف أو بالاستمرار معتمدا أحيانا على التقنية الحديثة في معالجة صوت المطرب عندما يغني في الأستوديو حيث ان التقنية قادرة على رفع طبقة صوت المطرب أو رفع بعض «النوت» متى ما كان صوت المطرب به شرخ.
وشدد على ان النفس الطويل للمطرب يعتمد على الرئة الواسعة لذا تجده وبذكاء منه متى ما أراد ان يغني بعد سن السبعين مثلا فانه يغني على طبقة معينة حفاظا على صورته أمام جمهوره والمجتمع.
وأضاف ان الفنان محمد عبدالوهاب عندما غنى أغنيته الشهيرة «من غير ليه» كان قد سجلها بصوته قبل 20 سنة من وقت طرحها للجمهور وأضاف اليها بعض النكهات الموسيقية مع وجود التقنية الحديثة مما جعله عند البعض يشكل ظاهرة شاركه فيها الفنان محمد عبده الذي يقترب بعمره من السبعين ومازال مستمرا في تقديم ابداعاته الغنائية ليكون ظاهرة في الاستمرار بالغناء وبالاستمرار بتقديم أغان ناجحة كما ان هناك الكثير من المطربين الذين مازالوا يغنون بعد سن السبعين مثل فيروز التي طرحت ألبوما أخيرا والفنانة وردة الجزائرية التي غنت في مهرجان «ليالي فبراير» في شهر فبراير الماضي والفنان صباح فخري الذي مازال يغني وعمره أكثر من سبعين عاما حفظه الله اضافة الى ان الفنانة «أم كلثوم» غنت وهي بعد سن السبعين حيث غنت أغنية «حكم علينا الهوى». الرابط:http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=70302 __________________
___________ كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات ليس العبرة بعدد المشاركات!! وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار كن مميزا... في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير... مراقباً للمنتدى في غياب المراقب... مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف... للتواصل : |