[الفنون]

حسمت القيادة العسكرية الامريكية في افغانستان ترددها وقررت اعتماد مقاربة الصحوات العراقية بتشكيل قوة محلية شبه عسكرية تختار عناصرها من افراد القبائل والعشائر في الولايات الاكثر تعرضا للعنف المسلح لتولي مهمة مقاتلة طالبان والجماعات المتحالفة معها وفي مقدمتها تنظيم القاعدة.

وستقوم الولايات المتحدة بتمويل القوة الجديدة ووضعها تحت تصرف وزارة الداخلية الافغانية التي قال وزيرها محمد حنيف أتمارانها »ستنفذ مهمات امنية خاصة مثل حماية القرى والمدارس والمباني وطرق المواصلات« ولكن لم يعلن عن اي تفاصيل عن عددها اوتسليحها، وقال السفير الامريكي في افغانستان وليام وود»ان القوة ستحمل اسم »حراس المجتمع«.

وسيتولى انتقاء عناصر هذه القوة التي قال انمار انها »لن تكون ميليشيا« زعماء القبائل التي ترفض نهج طالبان وتفضل التعاون مع الحكومة لارساء الامن والاستقرار في البلاد.

وتواجه الحكومة الافغانية والقوات الاطلسية منذ سنتين تحديات كبيرة مع نهوض طالبان واستعادتها قوتها ونفوذها في المناطق الجنوبية، وتضاعف هجماتها المسلحة.

وتسعى القيادة العسكرية الامريكية في افغانستان الى تجربة هذا المشروع في مقاطعة وردك الواقعة جنوب العاصمة كابول، وقال حاكمها محمد حليم فيداي»ان تسليح الاهالي يساعد القرويين على الدفاع عن انفسهم، لان عدد رجال الشرطة قليل ولا يوجد وقت لتعيين وتدريب جدد لان ذلك يستغرق وقتا طويلا« على حد قوله.



مخاوف



الا ان اوساطا افغانية كثيرة تتخوف من ان يؤدي ذلك الى ظهور جيل جديد من الميليشيات المسلحة والخارجة على القانون تقوم بترويع المدنيين، الا ان القادة العسكريين الامريكيين اكدوا انهم سيزودون القوة بمعدات محددة وبزات رسمية خاصة بعد تدريبهم عسكريا وادخالهم في دورات خاصة حول مبادئ حقوق الانسان.

ويحذرمراقبون افغان من ان يتسبب تشكيل هذه القوات في زيادة التوتر بين الافغان على خلفية ان عددا كبيرا من قبائل الشمال امراء الحرب السابقين تخلوا عن سلاحهم، وسينظرون بعين الشك الى تسلح قبائل الجنوب.

وقال رئيس منظمة نزع السلاح في افغانستان »ان عناصر القوة سيستخدمون اسلحتهم الخاصة« موضحا »ان هذا سيكون فرصة لتسجيل هذه الاسلحة رسميا«.

وتحرص وزارة الداخلية الافغانية على منع تكراراخطاء الماضي وتبديد مخاوف الناس من تحول هذه القوة الى ميليشيا درجت في السابق على اضطهاد المواطنيين العاديين، وقال اتمار »ان القوة ستخضع لاشراف مجالس الشورى في كل قرية، او المجالس التمثيلية التقليدية«.

ولمنع تحول ولاء عناصر هذه القوة من الدولة الى قادة القبائل، عمدت القيادة الامريكية الى ربطهم بالداخلية مباشرة وان تتولى الحكومة منحهم الرواتب من الاموال المخصصة للقوة التي ستدفعها الولايات المتحدة.


http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=481697



تاريخ النشر 03/02/2009