المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,524
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | عفواً سمو الأمير ... الكويت تحكم من قصر السيف وليس بالغوغاء بقلم احمد الجارلله رئيس تحرير صحيفة السياسة
نستميحك عذرا سمو الامير أن نقول ما يدور في نفوسنا, وما يشعر به الناس من ألم في ما وصلت إليه حالنا, وأن نتحدث بصراحة حتى وإن كانت النبرة عالية بعض الشيء فالألم يعتصرنا, وليس لنا من ملجأ الا كنف ولي الامر نكاشفه بما لدينا من دون تزييف, فاعذرنا, سموك, على صراحتنا هذه.
الكويتيون, يا صاحب السمو, ومنذ مئات السنين ارتضوا آل الصباح حكاما, ووضعوا ثقتهم بهم, وهم بايعوك وبايعوا الأسرة على ذلك, ولم يبايعوا بعض أولئك الذين تسيرهم اجندات شخصانية او مصلحية أو حتى خارجية.
ان امننا السياسي والاقتصادي والاجتماعي, يا سمو الأمير, أمانة في عنقك وعنق من وضعت ثقتك السامية بهم لحفظ هذا الوطن, وانتم خير من يعرف معنى الامانة واهمية حفظها, ولذلك حين تأمر ترى الشعب كله طوع الامر, لا يخرج عن الاجماع الا كل من استحكم الجهل والفوضى بسلوكه وذهنه, واولئك ليسوا إلا نفرا قليلا لن يقبل الكويتيون ان يأخذوهم الى مصير مجهول او فوضى العبث مهما حاولت تلك الفئة الضالة زخرفة شعاراتها بالحرية والديمقراطية, هذه الديمقراطية التي سنت بالتجربة اليومية منذ صباح الأول حتى يومنا هذا وكانت الاساس الذي بني عليه المجتمع الكويتي.
عفوا سمو الأمير
الكويتيون وضعوا ثقتهم بكم بعد الله سبحانه, ولم ننتخب لا احمد السعدون ولا مسلم البراك او وليد الطبطبائي وجمعان الحربش او فيصل المسلم ومبارك الوعلان وعادل الصرعاوي ومن لف لفهم ليحكموا البلد, بل لقد ارتضيناكم وبكامل ارادتنا, ربانا لسفينتنا, ولكم وحدكم الطاعة في ما تأمرون به, ولذلك سررنا كثيرا حين اصدرتم توجيهاتكم بأن تكون التجمعات في الديوانيات وليس خارجها ونحن لا نريد إلا تطبيق القانون على الجميع, لأن لا فضل لكويتي على آخر الا بالاخلاص لهذا الوطن, ومن أراد غير ذلك فليس منا.
عفوا يا صاحب السمو لن نرضى لحفنة من الديماغوجيين الفوضويين ان تغتال الكويت تحت ستار شعارات مزيفة, لأن الجميع يعرف ان اولئك يضمرون عكس ما يقولون, فلا هم اخذوا بالحرية التي يتغنون بها حين الناس اكتشفت زيفهم وانفضت من حولهم ولم يلتزموا إرادة الناس, ولا ارتضوا بالديمقراطية التي جعلتهم قلة في مجلس الامة, ولا ركنوا الى المنطق حين عزمت الحكومة على تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء او محاباة, ولا هم التزموا بالقانون والدستور والتوجيهات الاميرية السامية, بل أعمت أنانيتهم بصيرتهم وحاولوا الدفع عنوة الى الفوضى واثارة القلاقل الامنية عبر الندوات التي ارادوها ان تكون مصدر العدوان على أمن الناس العزل والتعدي حتى على رجال الامن المولجين حفظ أمنهم وأمن الناس. هذه الحفنة سقطت عنها كل الاستار والاقنعة وظهرت نياتها المبيتة بكل عوراتها التي لن تسترها كل محاولاتها الفاشلة. هؤلاء لن يستطيعوا اخفاء شمس الحقيقة لا بغربال الاستجوابات ولا بتجييش الناس, بل الجميع ادرك من هم بكل وضوح.
اعذرنا, سمو الأمير, اذا تحدثنا بصراحة ونحن نشهد محاولات هؤلاء الجنوح بسفينة الحكم, فالوضع لم يعد يحتمل اكثر من ذلك, ولن نسكت عن الحق حتى لا نكون شياطين خرسا في ساحة الحق, فنحن منذ سنوات يغمرنا الشعور اننا نعيش في تسيب لدرجة ان الكويتي اصبح غريبا في وطنه, وتعطلت كل امور حياتنا بفعل عناد حفنة التخريب والتدليس ورفضها لغة العقل.
هذه الفئة, التي استمرأت اختطاف الكويت وجعلها رهينة مصالحها الخاصة, وحده المولى, يعلم نياتهم, بعدما أصبحت رؤوسهم مراجل تغلي بتحقيق اجنداتهم حتى لو كان ذلك على اعناق وجثث العباد, هم أنفسهم في كل مرة يتحدون القوانين, ويصدرون البلاغات الثورية وكأنهم في حرب شعواء, فلا يخافون الله بالوطن والمواطنين.
ليس للذين يتوهمون انهم نيرون اي مكان بيننا, فاذا اخذهم غيهم الى ان بمقدورهم احراق البلد لاشعال سيجارة فهم مخطئون, ويجب تأديبهم ليعرفوا ان الكويت ليست مزرعة لهذا او ذاك, فهذا الدستور الذي احتكم اليه الكويتيون, ورضيت هذه الحفنة ان يكون طريقها الى مجلس الامة عليها ان تحترمه وتخضع له لا ان تجعله مطيتها لفرض ارادتها على الشعب, فارادة الوطن فوق كل الارادات, وتوجيهات أبي السلطات فوق كل الشعارات.
عفوا سمو الامير, اذا تجرأنا على رفع وتيرة اللهجة الى هذا الحد, فالجرح غائر والدم ينزف وهناك بعض الرعناء الذين لا ينفكون عن وضع الملح عليه, ولقد آن لنا ان نفيء الى ظلال واحة الهدوء والاستقرار ونخرج من زنزانة الخداع والتزييف التي سجنتنا بها هذه القلة من المأخوذين بالديكتاتورية النيابية, آن لنا ان نخرج من دهليز المصالح الشخصية ونبصر نور الشمس لنسير في طريقنا الى المستقبل من دون خوف على امن او استقرار او مصير الوطن, ومن دون عراقيل تفرضها شهوات الانفس المريضة, وكل ذلك لا يتحقق الا بالحزم وفرض هيبة الدولة على الجميع.
عفوا يا صاحب السمو
نكررها مرة اخرى, ان الكويت ومصيرها ومستقبلها امانة في عنق القيادة, وهي خير من يتحمل الامانة فوجهوا الحكومة والمؤسسات الى مزيد من الحزم مع حفنة الجهل والتجهيل والتخريب والتعطيل, فهؤلاء لم يدركوا ماذا يعني غضب الحليم, وخصوصا اذا استمرأت حفنة الرعونة التخريب وتمادت في قلة التهذيب والتطاول على الوطن ورموزه وحماته, فهي لن ترعوي الا حين يحصحص الحق, وحين يعرف, من يجب أن يعرف, ان الكويت تحكم من قصر السيف وليس من شارع الغوغاء المعمية بصيرتهم بكل انواع استار الخداع الذي يتنفسونه بلا خجل أو وجل كأنه الهواء. http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...6/Default.aspx __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|