|  19-01-2011, 04:38 PM | #1 (permalink) | 
  | خبيرة في التنمية البشرية 
				   العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009 
					المشاركات: 3,870
				 
الـجــنــس: أنثى  
 |   هل المودة و الرحمة مفتاح البيوت ..أم الحب ؟!! -د. مصطفى محمود 
 
   
 
 من دلائل عظمة القرآن و إعجازه أنه حينما ذكر الزواج، لم يذكر الحب و إنما ...ذكر المودة و الرحمة و السكن
 
 سكن النفوس بعضها إلى بعض
 
 و راحة النفوس بعضها إلى بعض
 
 و قيام الرحمة و ليس الحب.. و المودة و ليس الشهوة
 
 
 قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً …}
 [الروم : 21]
 
 
 إنها الرحمة و المودة.. مفتاح البيوت
 
 و الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة.. و الحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدوانا.
 
 
 و الرحمة أعمق من الحب و أصفى و أطهر
 
 و الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم
 
 و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية
 
 و قليل منا هم القادرون على الرحمة
 
 و بين ألف حبيبة هناك واحدة يمكن أن ترحم، و الباقي طالبات هوى و نشوة و لذة
 
 و لذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزل علينا من الحق.. يذكرنا عند الزواج بالرحمة و المودة و السكن.. و لم يذكر كلمة واحدة عن الحب، محطما بذلك صنم العصر و معبوده الأول، كما حطم أصنام الكعبة من قديم
 
 و الذين خبروا الحياة و باشروا حلوها و مرّها، و تمرسوا بالنساء يعرفون مدى عمق و أصالة و صدق هذه الكلمات المنزلة
 
 و ليس في هذه الكلمات مصادرة للحب، أو إلغاء للشهوة و إنما هي توكيد، و بيان بأن ممارسة الحب و الشهوة بدون إطار من الرحمة و المودة و الشرعية هو عبث لابد أن ينتهي إلى الإحباط
 
 و الحيوانات تمارس الحب و الشهوة و تتبادل الغزل
 
 و إنما الإنسان وحده هو الذي امتاز بهذا الإطار من المودة و الرحمة و الرأفة، لأنه هو وحده الذي استطاع أن يستعلي على شهواته؛ فيصوم و هو جائع و يتعفف و هو مشتاق
 
 و الرحمة ليست ضعفا و إنما هي غاية القوة، لأنها استعلاء على الحيوانية و البهيمية و الظلمة الشهوانية
 
 الرحمة هي النور و الشهوة هي النار
 
 و أهل الرحمة هم أهل النور و الصفاء و البهاء، و هم الوجهاء حقا
 
 و القسوة جبن و الرحمة شجاعة
 
 و لا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل
 
 و لا يشتغل بالانتقام و التنكيل إلا أهل الصغار و الخسة و الوضاعة
 
 و الرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض.. تعرفهم بسيماهم و سمتهم و وضاءتهم
 
 و علامة الرحيم هي الهدوء و السكينة و السماحة، و رحابة الصدر، و الحلم و الوداعة و الصبر و التريث، و مراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة و المنافع الشخصية، و التنزه عن الغل و ضبط الشهوة، و طول التفكير و حب الصمت و الائتناس بالخلوة و عدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، و لأنه في حوار دائم مع الحق، و في بسطة دائمة مع الخلق
 
 و الرحماء قليلون، و هم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض و من عليها
 
 و لا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، و يتفشى الغلّ، و تسود المادية الغليظة، و تنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض و تتهدم هياكلها من القواعد
 
 اللهم إني أسألك رحمة..
 
 اللهم إني أسألك مودة تدوم..
 
 اللهم إني أسألك سكنا عطوفا و قلبا طيبا..
 
 اللهم لا رحمة إلا بك و منك و إليك..
 
 
 د مصطفى محمود
 الكتاب:: عصر القرود : Dr.Moustapha Mahmoud Blog
      __________________   لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
 
  
    | 
  |   |   |