قالت مصادر لقناة العالم اليوم أن جيش إحدى الدول الخليجية التي دخلت للبحرين قام بهدم مسجد عند الدوار 13 في مدينة حمد البحرينية
هذا وتجمع آلاف البحرينيين الجمعة لتشييع جثمان شهيد نشط قتل في الحملة التي شنتها قوات الشرطة والامن على محتجين غالبيتهم شيعة وهو ما أغضب ايران وصعد التوتر في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.
ووقف مشيعون يحملون الرايات السوداء وصور النشط أحمد فرحان الذي قتل يوم الاربعاء عند المدافن انتظارا لوصول الجثمان. ولم تظهر في المنطقة اي قوات امن لكن طائرة هليكوبتر حلقت في الجو ولم يتضح ما اذا كانت الشرطة ستفرق المشيعين بموجب حظر كامل لكل التجمهرات.
وشارك في جنازات سبعة محتجين قتلوا في حملة لقوات الامن الشهر الماضي آلاف المشيعين الذين رددوا شعارات مناهضة للحكومة لكن زعماء المعارضة نصحوا المحتجين هذه المرة بتجنب الاشتباك مع قوات الامن والتفرق إذا طلب منهم ذلك.
وقال يوسف حسن علي الذي كان مسجونا مع فرحان (30 عاما) لاكثر من عامين "هذه خسارة كبيرة" وان بوسع السلطات ان تقول ما يحلوا لها لكن المحتجين لن يلجأوا للعنف.
واستطرد ان السلطات يمكن ان تسكت هذا الجيل لكن سينهض جيل آخر للمطالبة بالثأر من الدماء التي سفكت الان.
واعتقلت البحرين سبعة من زعماء المعارضة وأجلت المتظاهرين المنادين بالديمقراطية من الشوارع بعد أسابيع من الاحتجاجات التي تنظمها الأغلبية الشيعية والتي استدعت طلب قوات من دول خليج سنية ودفعت ملك البحرين الى اعلان الاحكام العرفية.
وقتل ثلاثة محتجين خلال حملة الاربعاء كما قتل ايضا ثلاثة من رجال الشرطة دهسهم متظاهرون بالسيارات.
واثارت الحملة غضب الشيعة في المنطقة خاصة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية التي أرسلت أكثر من الف جندي الى جارتها المملكة الصغيرة.
كما قدمت ايران التي تدعم الجماعات الشيعية في العراق ولبنان شكوى إلى مجلس الأمن التابع للامم المتحدة ودعت دول المنطقة إلى الانضمام إليها في مطالبة السعودية بسحب قواتها من البحرين.
وجاءت هذه الدعوة أيضا على لسان الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية اكبر جماعة معارضة في البحرين الذي طالب الملك عبد الله عاهل السعودية بسحب قواته من البحرين.
وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي في رسالة ارسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون وخاطب فيها جامعة الدول العربية "كيف يمكن ان يقبل المرء أن تدعو حكومة قوات عسكرية أجنبية لقمع مواطنيها؟"
وفي اشارة الى تصاعد التوترات قالت البحرين ان خطوة ايران لا تخدم الامن والاستقرار في منطقة الخليج.
وقال الشيخ عيسى قاسم أكبر رجل دين شيعي في البحرين في خطبة الجمعة اليوم إن قوات الخليج سيكون من الافضل لها أن تساعد الفلسطينيين في قطاع غزة من أن تدخل البحرين. وحيا قاسم من قتلوا في الاحتجاجات وشكر أيضا من استسلموا.
وأضاف أنه على الرغم من سياسات الاعتقال والاختلاق ضد شعب البحرين فإن الشعب سيستمر وسيكون صبورا.
ولم تشاهد أي قوات للجيش أو الشرطة بينما احتشد آلاف المصلين أمام جامع الدراز بعد خطبة قاسم ودعوا قوات الخليج إلى الخروج من البحرين وتعهدوا بمحاربة النظام الذي وصفوه بأنه فاسد وقمعي.
وردد المحتشدون هتافات تدعو قوات درع الجزيرة إلى الانسحاب من البحرين و"البحرين حرة."
وانتهت المظاهرة بعد أقل من نصف ساعة وانصرف المصلون لحضور الجنازة.
وأكثر من 60 في المئة من مواطني البحرين شيعة وغالبيتهم يطالب بملكية دستورية لكن دعوة المتشددين الى الاطاحة بالملكية أثارت قلق السنة الذين يخشون من ان تصب الاحتجاجات في مصلحة ايران.
ويقول محللون ان تدخل السعودية القلقة من انتقال العدوى الى الشيعة السعوديين في الشرق وهم اقلية قد يؤدي الى مواجهة متصاعدة مع ايران.
وقالت بحرينية كانت تصلي في جامع الدراز إنها من السنة وإن الحكومة تحول الأمر إلى مشكلة طائفية. وأضافت أنها رأت الطريقة التي عومل بها أصدقاؤها وقررت المجيء للتضامن.
وارتفعت اسعار النفط باكثر من دولار للبرميل ووصلت إلى 116 دولارا للبرميل بسبب مخاوف من التوترات السياسية في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وبدأ فرار رؤوس الأموال من البحرين في التأثير على العملة المحلية وفي تهديد موقفها كمركز تجاري في منطقة الخليج.
وحثت معظم الدول الغربية مواطنيها على مغادرة البحرين.
وصدم استخدام القوة المفرط في الحملة لفض الاحتجاجات البحرينيين الشيعة.
وامس الخميس قال نشطون شيعة إنهم سيواصلون المقاومة السلمية وسيعتصمون في المساجد بعد صلاة الجمعة وسيقفون أمام منازلهم في ساعات محددة ويرفعون الاعلام على اسطحها كما سيكبرون بالليل في اطار المقاومة السلمية.
ولابداء رغبتها في تجنب المزيد من العنف بعثت جمعية الوفاق برسالة نصية إلى أتباعها نصحتهم فيها بعدم استفزاز قوات الامن عن طريق حمل العصي وعدم استخدام الشعارات المسيئة للاسرة المالكة أو للملك.
وقال مسؤولو جمعية الوفاق ان من بين من اعتقلوا امس حسن مشيمع زعيم حركة حق وعبد الوهاب حسين زعيم حركة الوفاء اللذين قادا الدعوة الى الاطاحة بالاسرة السنية الحاكمة.
وقصرت جمعية الوفاق مطالبها على إجراء إصلاحات دستورية وسياسية. ومن بين المعتقلين أيضا إبراهيم شريف الزعيم السني لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وهي جمعية يسارية علمانية تتفق مع جمعية الوفاق في مطالبها.