07-02-2009, 12:16 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| أم كلثوم.... ذكرى كوكب الشرق
أم كلثوم إبراهيم البلتاجي، ولدت أم كلثوم في سنة 1898ميلادية وهو التاريخ الأصح لميلادها وليس 1904أو1906او 1908كما يذكر البعض وتوفيت سنة 1975 في الثالث من فبراير عن عمر يناهز 77عاما قضتها في خدمة الفن الأصيل بأشكاله المتعددة، كان ميلادها بقرية طماي الزهايرة في الريف المصري ومن قرى السنبلاوين (ومعناها بلد السنابل لأن فيها تمت زراعة السنابل في عهد يوسف عليه السلام كما يذكر المؤرخون) وهي في محافظة الدقهلية، وسماها والدها بذلك الاسم تيمنا بالسيدة أم كلثوم بنت النبي (ص) التي يروى أنه رآها في المنام وقد اتشحت ببياض وكان ذلك ليلة القدر وهو في المسجد فأعطته شيئا له بريق، عندها قالت هذه جوهرة وبشرى سعد حافظ عليها، فقال لها من أنت، قالت أنا أم كلثوم بنت النبي محمد (ص)،نشأت أم كلثوم في بيئة ريفية محافظة ولأن والدها كان مؤذن مسجد القرية والذي مازال قائما ويتقاضى كل شهر مبلغا زهيدا من المال فقد كان مداحا وقارئا للمولد النبوي الشريف وكانت تسمع والدها يقرأ القرآن والتواشيح الدينية في دارهم الصغيرة وقد وهب الله هذه الطفلة أذنا موسيقية تحفظ ما تسمع من القرآن والتواشيح وكذا كانت تلعب مع قريناتها في زقاق القرية وتحفظ الأهازيج الشعبية ويرددنها سويا،ولما كبرت غدت تحفظ بشكل أكثر تطورا ودقة، وذات يوم كان والدها الشيخ إبراهيم يلقن ابنه الشيخ خالد الصغير دروسا في حفظ القصائد الدينية التي كانوا ينشدونها في بيوتات القرية والقرى المجاورة، وعندها صعب على خالد الصغير حفظ هذه القصائد والتي كانت أم كلثوم تسمعها من والدها وتحفظها من خلال شباك حجرتها الصغيرة، هنا خرجت (ثومة) وقالت لوالدها أنا أحفظها هل أنشدها، وكان الأب غاضبا فرفض وعنفها وقال (اتلهي يابنت) وعادت إلى حجرتها، لكن ثومة كانت ذكية وفتحت شباك حجرتها على مصراعيه وأخذت عروستها الصغيرة التي صنعتها لها جدتها (نصرة) من القماش المحشو بالقطن وأخذت تنشد لها بصوت عال حتى يسمعها والدها وتلفت نظره وسمعه، فتعجب الأب من اتقانها للقصيدة وكأنها خالد فأخذها وضمها للبطانة مع خالد وأحد أقربائهم وألبسها (الكوفية والعقال) وراحت أم كلثوم تنشد أول مرة كفتاة تكسر حاجز التقاليد لكن الناس كانوا ينجذبون لهذه الطفلة على أنها شيء جديد وليس على أنها صيتة وهي ظاهرة وطفلة معجزة بنظر أهل القرية والريف المحافظ، وتقاضت أم كلثوم أجرها الأول وقد كان عبارة عن طبق (مهلبية) الذي كان سر إغرائها للإنشاد إذا رفضت الذهاب مع والدها، بدأت الطفلة تنشد مع والدها في المناسبات في القرية والقرى المجاورة، وتقول أم كلثوم (مسحت بقدمي الصغيرتين القطر المصري قرية قبل أن أنزل إلى القاهرة) ولما جاءت الصدفة والتقت بالمطرب الأول للقصائد الغزلية آن ذاك (الشيخ أبو العلا محمد) وسمع غناءها لقصائده تبنى تعليمها شخصيا وأخذ يتعاقد لها ويغني في بطانتها ويشجعها على التقدم رغم مكانته في عالم الغناء آنذاك ولحن لها أغنية (الصب تفضحه عيونه) سنة1924ميلادية وعرفها على أكابر الملحنين كالطبيب الملحن النجريدي ومحمد القصبجي وكان أول ما غنت له (خايف يكون حبك) وكان صوتها رقيقا دقيقا وقويا متقنا رغم عدم وجود (المكروفون) وقتها وانطلقت تشد الأسماع حتى نافست مطربة مصر الأولى وسلطانة الطرب آنذاك منيرة المهدية ونعيمة المصرية وفتحية أحمد والتي كانت كل واحدة منهن ذات تاريخ وصدى قوياً في القطر المصري والوطن العربي، إلا أن أم كلثوم بأسلوبها الجديد والخالي من التفاهات ومحاولة التجديد غنت وجذبت الكثيرين رغم رفضهم لأسلوبها في البداية لأنه كان يخلو من كل ما يحرك الشهوات ويثير المصورة الجنسية في عقل المستمع، وعندما غنت (إن كنت أسامح) وقد بيعت منها في السوق المصرية آنذاك نصف مليون اسطوانة ويعد ذلك رقما قياسيا وقتها، وبدأت تتعامل مع ملحنين آخرين وتتلون بشتى ألحان وألوان الغناء العربي من المونولوج والموال والطقطوقة والدور والقصيدة والأغنية وقامت مع شاعر الشباب أحمد رامي بغناء أوبرا عايدة المعربة في فيلم عايدة مع إبراهيم حمودة والذي لم ينجح وسبب لها خصومة عارمة مع القصبجي فقد كان هذا الفن المعرب غير مستساغ لدى المستمعين رغم الإبداع الكبير الذي تم تقديمه في تلك الأوبرا المعربة وهي من النوادر العربية وغنت موشحا واحدا فقط وهو(يا بعيد الدار)في فيلم سلامة، ثم أنها واصلت الغناء (الممتد سبعين عاما) وضربت رقما قياسيا في بقاء حنجرتها قوية دون أن تدخن أو تشرب كأسا واحدة من الخمر حفاظا عليها، وكانت آخر أغنية سجلتها بصوتها هي (حكم علينا الهوى) لبليغ حمدي، وعلى المسرح (القلب يعشق كل جميل) للسنباطي و(ليلة حب) لعبدالوهاب واخر حفلة مصورة لها للتلفزيون هي التي غنت بها (أغدا ألقاك) لعبدالوهاب و(يا مسهرني) لسيد مكاوي، ولم تكن أم كلثوم تقبل التصوير لحفلاتها لأنها كانت تغني والمكروفون أمامها فلما ابتكر لها ابن شقيقتها محمد الدسوقي المكروفون المعلق قبلت الفكرة بعد أن قامت بعمل بروفة وشاهدت التصوير وأعجبتها الطريقة وكان ذلك أواخر الخمسينيات، ومثلت أم كلثوم ستة أفلام وهي (وداد- دنانير- نشيد الأمل- عايدة سلامة فاطمة) ولم تتمكن من التمثيل في فيلم رابعة العدوية لكبر سنها واصابتها بنشاط في الغدة الدرقية مما سبب لها جحوظا في العين منعها من الظهور دون ارتداء النظارة الشمسية السوداء ماعدا في حفلاتها، تزوجت أم كلثوم مرتين فقط والأولى كانت من الموسيقار محمود الشريف ولم تدم أكثر من شهر كما يذكر أحد أفراد أسرتها بسبب رفض المقربين والمعجبين منها أن تكون كوكب الشرق زوجة لشخص عادي ويقال أن هناك أسباباً أخرى، وتزوجت زواجها الثاني من الدكتور حسن الحفناوي والذي دام أكثر من عشرين عاما حتى وفاتها، وكان هو الوريث لها وشقيقتها الكبرى (سيدة) ولم تنجب أم كلثوم لزواجها المتأخر عن سن الإنجاب وبقيت تراقب الأطفال بلهفة من بعيد وقريب حتى تبنت طفلا من أفراد أسرتها (عادل) سنة 1963ميلادية والذي مازال على قيد الحياة هو ووالدته ابنة عم أم كلثوم والتي عاشت معها في منزلها بالزمالك حتى وفاتها أي 12عاما.
من أشهر أغاني أم كلثوم
(إنت عمري) والتي سميت بلقاء السحاب بينها وبين الموسيقار محمد عبدالوهاب وقصيدة (الأطلال) للسنباطي التي ضربت رقما قياسيا في المبيعات وكانت من أشهر الأغاني العالمية في القرن العشرين و(رق الحبيب) للقصبجي وأغنيتها الوطنية (مصر التي في خاطري) إبان الثورة و(والله زمان يا سلاحي) التي أصبحت نشيدا وطنيا في عهد جمال عبدالناصر حتى معاهدة السلام مع إسرائيل في عهد السادات، توفيت أم كلثوم في الثالث من فبراير 1975ميلادية وشيعت في جنازة مهيبة لم تتكرر في تاريخ مصر، ورحلت مخلفة وراءها فنا عظيما ومجدا خالدا وتراثا راقيا لا يقدر أحد على الإتيان بمثله. وهو عبارة عن أكثر من 300 أغنية موجود منها 262 أغنية بعضها مجهول المؤلف والملحن والمناسبة والتاريخ.
فلاشات
أمنية: وتمنت أم كلثوم أن تسجل القرآن كاملا بصوتها على اسطوانات كما يروي (مصطفى أمين) وأنها لا ترغب بالاستفادة من هذه العملية التي قدرت إيراداتها كما يقول الخبراء بمليون جنيه سنويا واقترحت أن تكون هذه الإيرادات لطلبة الجامعة ومساعدتهم وقدمت تنازلا عند المحامي الخاص بها بهذه المبالغ، وعندما اتصلت بشيخ الأزهر آنذاك رفض أن يوافق على قراءتها للقرآن ولم تسجل منه أم كلثوم إلا مقطعا في فلم سلامة.
ألقاب: أطلق عليها اللبنانيون لقب (كوكب الشرق) وأطلق عليها جمال عبدالناصر (سيدة مصر الأولى) وأطلق عليها في الثلاثينيات (الأسطى أم كلثوم) و(كروانة الشرق) و(قيثارة الشرق) و(الست) و(سومة) و(سيدة الغناء العربي) و(صاحبة العصمة) و(قارئة المولد الشريف) و(فنانة الشعب) وألقاب أخرى كثيرة......
أوليات: كانت أول امرأة تنشد الموالد والقصائد الدينية في الريف،أول فنانة تغني في الإذاعة المصرية سنة 1934ميلادية مع محمد عبدالوهاب.
أول ريفية تنال وسام الكمال في مصر من ملكها (فاروق) وأول فنان يحصل على جواز دبلوماسي، وأول فنانة تستقبل استقبالا رسميا في الدول العربية، وأول من غنت القصائد الدينية على المسرح وفرضتها على الجمهور رغم معارضة الكثيرين ونالت إعجابهم بعد ذلك وأول نقيبة للموسيقيين في مصر وصاحبة فكرة انشائها.
من أقوالها:
يجب أن نكون شرقيين وموسيقانا شرقية حتى نثبت للعالم كله شخصيتنا.
لا سر في احتفاظي بصوتي، إنه هبة من الله والله وحده هو الذي يحفظه.
إننا قد نعجب بالموسيقى الأفرنجية ولكننا لا نطرب لها وإن الجمهور قد يعجب مثلا بأنغام الفالس المحشورة في القطعة ولكن عندما يصل اللحن إلى جزئه العربي يتغير حاله ويغلبه التأثر، وهذا هو الفرق بين شعورنا أمام الموسيقى الأفرنجية والموسيقى العربية وهو الفرق بين الإعجاب والطرب.
إذا أحس الإنسان أنه قمة وأنه نال وحقق كل ما يريد، فهذا يعني الموت ويعني النهاية.
الفن وحده هو الذي بفرض نفسه.
قيل فيها:
أم كلثوم المغنية الوحيدة التي جمعت بين القوة والعاطفة والحساسية في صوتها وإنه الصوت الوحيد الذي تمرد على ذل المكروفون (الموسيقار محمد عبدالوهاب).
أم كلثوم المطربة الموهوبة التي أثبتت أن الغناء فن عقول وقلوب وليس فن حناجر وأفواه فحسب (عباس محمود العقاد).
كان لصوتها فضل انتشار الشعر العربي على ألسنة العامة والخاصة (طه حسين).
رغم أن أم كلثوم كانت أشهر امرأة في العالم إلا أنها كانت زاهدة في الشهرة، أم كلثوم شخصيات عدة في امرأة واحدة (مصطفى أمين).
أم كلثوم والكويت
غنت للكويت الأغنية الشهيرة (يادرانا يادار) وهي من كلمات الراحل أحمد العدواني وألحان الموسيقار رياض السنباطي، كما غنت (أرض الجدود) وهي للملحن والشاعر نفسه، زارت الكويت مرتين وغنت فيها 1964 وسنة 1968ميلادية ووصل سعر بعض التذاكر إلى 1000دينار، وقابلها التلفزيون الكويتي وكانت معجبة بالتطور العمراني والتعليم في الكويت. http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=122632
السبت 7 فبراير 2009 |
| |