مجتمعات غاضبة !
متابعة و تحرير - هاشم
في ظل الأزمات الحقيقية التي تعيشها المجتمعات العربية هذه الأيام ، نتيجة انفجار بركان الغضب على الظلم و الطغيان الذي أدى إلى تلاشي الحدود بين الدور العربية .. استضاف "حديث الساعة" عينة من الشباب الذين كان لهم الدور الكبير في إطلاق فوهة التغيير نحو الحرية المنتقلة من بلد عربي لآخر ..
"أيمن جبوري" من بلاد العراق يفسر العوامل التي صنعت الإستفاقة العربية "إن المجموعة التي حكمت البلدان الغربية قد تخرجت من مدرسة واحدة قبل ثلاثة عقود و إن الراعي لهذه المدرسة هي أمريكا و إسرائيل و نتيجة أعداد الرعاة التي ساهمت في قمع الشعوب العربية الأصيلة و الحريات و العقول و الفكر العربي ، أصبح من الواجب تغييرها ، فالبعض منها قد تغير و الباقي في طريقه إلى مزبلة التاريخ" موضحاً أن عوامل الجوع و الحرمان و عدم المساواة و الظلم لها تأثيراً كبيراً على هذه الصحوة العربية و يتفق الشاب "أحمد عفيفي" مع "جبوري" بأن التطورات بالنسبة للشعوب العربية هي نتيجة "التراكمات من الاستبداد و الظلم الإجتماعي و التفاوت بين الطبقات و الظلم السياسي و الإحساس بتهميش الشخصية العربية"
أما "عبدالرحمن الأشول" الذي يرى المشهد العربي بعين يمنية فقد أكد على أهمية الشباب المتواجدين على صفحات الفيس بوك "إن شباب الفيس بوك هم النخبة و الشباب المثقف من الشباب العربي و هذه الوسيلة أتاحت لهم التواصل لبدء الثورات و خرج 30 شاب إلى الشارع و تحديداً أمام جامعة صنعاء و وصلوا اليوم إلى مئات الآلاف" منوهاً أنه رغم الاختلاف البسيط بين الدول العربية "إلا أن القاسم المشترك هو الفقر و الكبت الذي يتعرض له المواطن العربي من قبل الأنظمة الفاسدة"...
وعن مدى تضحية الشاب التونسي "بو عزيزي" بذاته و تركه للأثر المدوي و العميق في وجدان الشباب العربي ، تحدث "إدريس المتلي" "إن ما قدمه البو عزيزي هو قربان للشعب الذي عانى الكثير من الويلات و قدم نفسه ليكون بمثابة نقطة التحول ، ليكون محطة مضيئة في تاريخ الشعب التونسي و الأمة التي أهلكها هؤلاء الطغاة الذين جاؤوا على صهوة الدبابات و الاستخبارات الأجنبية" ..
وحيث أن مضمون الرسائل التي أراد أن يوجهها الشعب العربي من خلال هذه الثورات و كسر حاجز الخوف و العجز عبر الشاب من مملكة البحرين "مجتبى المؤمن" "إن ما حدث في تونس كشرارة انطلقت لهذا التحول حيث أن كل الصحفيون كانوا يتحدثون على أن الشعب العربي نائم مخدر ، ولدينا في البحرين ظروف سياسية و معيشية صعبة كما في العراق و الأردن ، وكشعوب عربية بعد ثورة الشعب التونسي شعرنا بأننا نملك جزء من الثقة لاستعادة حقوقنا ، و قد شاهدنا على الإنترنت و القنوات الفضائية شباب بصدور عارية يواجهون الدبابات و الرصاص الحي ، وكل نظام عربي يتحسس رقبته و الطاغية لا يفكر بالتنازل إلا في لحظة يكون فيها الشهداء على الأرض و الشعوب لا تقبل بهذه التنازلات" ...
في حين تحدث الفلسطيني "زين عبد العال" عن معاناة شعبه من سلوك الأنظمة العربية و تواطؤها مع العدو الصهيوني و الأمريكان "إن الشعب الفلسطيني عانى ولم يكن له أي حضن يحضنه ، ولا أقلل من قيمة قنوات الإعلام و الفيس بوك ، ولكن ما جرى يثبت ان البانزين كان موجودا بسبب عوامل داخلية و خارجية ومنها القضية الفلسطينية ، بينما العامل الداخلي هو عامل مشترك متعلق بالقمع و الاستبداد " بينما يفسر "جاد عيسى" حول ما إذا كان يجري في المنطقة العربية ليس عفوياً وإنما بوجود المؤامرة الأمريكية في سبيل تحقيق مشروع الفوضى الخلاقة "إن الإدارة الأمريكية وعملاءها من أنظمة هي من أساءت فهم شعوبها ، والإنتفاضة التي بدأت منذ العام 1982م ، عندما أساء الأمريكي و الإسرائيلي التقدير في الشباب اللبناني حينما واجه اسرائيل وقام بدحرها من بيروت وأخرجها في العام 2000 من الجنوب ، ثم انتفاضة الأقصى المستكملة للتحرير ثم حرب تموز و غزة وهي المسمار الأخير الذي دق في عرش حسني مبارك ، ثم أتى الإذلال القومي عندما يحاصر مبارك غزة و يرى أطفال يذبحون بطائرات أمريكية و اسرائيلية وكان مبارك يحاصر غزة و يغلق معبر رفح و يضحك على شعبه ، لكنه أساء التقدير كما الأمريكي الذي كان رئيسه الأسبق جيمي كارتر الذي زار ايران قبل ثلاثة أشهر من سقوط الشاه وعندما عاد أعلن ان نظام الشاه حديدي ولن يسقط ، وبعد ثلاثة أشهر سقط النظام و ما يجري في مصر حالياً هو ذات الأمر و الدور الأمريكي خلف هؤلاء الزعماء ، لكن هناك عدة تجارب تثبت تخلي أمريكا عن عملاءها"
في حين يستنكر "المتلي التونسي" حول اختلاف العراق عن بقية الدول العربية بعامل الديموقراطية "لا وجود للديموقراطية في ظل الإحتلال و القول بأن العراق يختلف عن باقي الدول العربية ، وهذا الإستثناء يطرح الكثير من التساؤلات ، ان اصبحت الديموقراطية في العراق تحت سلطة الإحتلال ، يكون قد انشق هذا الصف العربي و التظاهرات اليوم في العراق هي للإطاحة بهذا النظام الخائن" .