09-02-2009, 11:15 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| هل يوجد ملحدون في كوريا والصين!؟ قرأت مؤخرا تقريرا عن ديانات العالم يشير الى أن عدد من لا ينتمون لأي دين يبلغ 887 مليون نسمة (أو 15% من مجمل البشر).. وهذا الرقم لا يشمل الملحدين الذين لا يؤمنون بوجود خالق للكون ويقدر عددهم ب 222 مليون نسمة (وهو ما يشكل 4% من مجمل البشر)!!
وأنا هنا لست بمعرض الحديث عن هذه الأرقام - وما إن كانت قليلة أو كثيرة - بل عن تحديد معنى الإلحاد والتدين في دول لا تملك (من الأساس) ديانات تتضمن وجود خالق أو مدبر وحيد للكون.. ففي ديسمبر الماضي مثلا كنت في كوريا الجنوبية حيث لفت انتباهي عدم وجود دين واضح ينتمي إليه الناس هناك.. نعم.. قد توجد فلسفة أخلاقية وأعراف اجتماعية ولكن لا وجود لفكرة الإله أو الآخرة أو الجنة والنار أو حتى يوم النشور...
وهذه الحقيقة لم تكن مفاجئة لي كوني لاحظت سابقا أن شعوبا كثيرة (في جنوب شرق آسيا خصوصا) لا تملك دينا حقيقيا - أو على الأقل - دينا يوافق مفهومنا السماوي للأديان.. فمعظم اليابانيين مثلا يدينون ب «الشنتو» التي لا يمكن اعتبارها أكثر من مبادئ أخلاقية وطقوس موجهة لاحترام الأسلاف وليست دينا يعتمد على فكرة الآلهة والثواب والعقاب.. وحين نتأمل «الكونفوشية» الصينية نلاحظ أنها بدورها مجرد قائمة طويلة من المبادئ والتعاليم الأخلاقية التي لا تتعرض لفكرة البعث والنشور أو الجنة والنار..
أضف لهذا هناك كم هائل من الاعتقادات الفلكلورية والشرائع المختلطة والأديان الجديدة (New Religions) التي تؤمن بها ملايين الشعوب الآسيوية ومع هذا تصنف كديانات من قبل المنظمات الدولية والجهات المعنية!!
ففي اندونيسيا مثلا (التي تصنف كأكبر دولة إسلامية في العالم) يعتنق ربع السكان ديانات فلكلورية واعتقادات خرافية مطعمة بتعاليم إسلامية أو مسيحية عامة.. وفي الصين يعتنق 220 مليون مواطن «الكونفوشية» بجانب «الطاوسية» و «البوذية» (وهي خليط مشترك أصبح يجتمع تحت مسمى الفلكورية الصينية).. ونفس الوضع المختلط يلاحظ في كمبوديا وفيتنام وتايلند حيث لا يمانع الناس من الصلاة في المعابد البوذية - في المناسبات الحزينة - ودخول المعابد الكونفوشية في المناسبات السعيدة!!
- هذا بخصوص ملاحظتي الشخصية على المفاهيم الدينية في الشرق الأقصى..
أما في الشرق الأوسط وأوربا والأمريكتين فتبدو الأمور أكثر تفصيلا ووضوحا (بل وأكثر حدة وتشددا).. ففي هذا الجزء من العالم تسيطر الديانات الإبراهيمية على انتماءات الناس بصورة قوية وشخصية عميقة (بحيث لا يمكن الخلط بين المسلم والمسيحي واليهودي).. ومع هذا.. يشترك أتباع هذه الديانات في فكرة الخلق والبعث والثواب والعقاب ووجود الجنة والنار (وهي الأفكار التي تشكل مفهومنا الخاص للدين وتختفي من معظم الديانات الشرق آسيوية)..
وبسبب مظاهر الفصل الواضحة بين الانتماءات الدينية - في هذا الجزء من العالم - لا توجد طقوس مشتركة أو مساحة رمادية مختلطة؛ بل خيار وحيد بين الإيمان والتدين - من جهة - أو الإلحاد والعلمانية من جهة أخرى.. ففي أوربا كما في الشرق الأوسط لا تجد رجلا يمارس الصلاة في الكنيسة والمسجد في نفس الوقت، ولكنك ستجد بالتأكيد رجلا متدينا وآخر ملحدا يتشدد كل منهما لموقفه..
وعلى هذا الأساس أرى أن فكرة الإلحاد والتدين غير موجودة أو مفهومة لدى معظم الشعوب الآسيوية (لأنها من الأساس) لا تملك و لا تعتنق ديانات تؤمن بوجود خالق أو مدبر واحد للكون!
....... وأخشى أنها ستظل كذلك في ظل عجزنا عن تبليغ الرسالة!! http://www.alriyadh.com/2009/02/09/article408337.html
الأثنين 14 صفر 1430هـ - 9 فبراير2009م |
| |