«بلطية العايمة» أنشودة سينمائية غنية عن كفاح البسطاء وسحر الطبيعة بحر الإسكندرية شارك في بطولته
«بلطية العايمة» أنشودة سينمائية غنية عن كفاح البسطاء وسحر الطبيعة
عبلة كامل وخلفها بحر الإسكندرية
| كتب - هشام بن الشاوي | مثلما تغنى أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل بسحر مدينة الاسكندرية، يحذو حذوهما المؤلف بلال فضل والمخرج علي رجب في فيلمهما الأخير «بلطية العايمة»، وقد سبق للكاتب ان برع في أعمال سابقة في الكتابة عن المهمشين والكادحين، وفي «بلطية العايمة» تجسد الممثلة عبلة كامل دورا مغايرا عن بقية أدوارها السينمائية... دور المرأة المصرية البسيطة الأرملة التي تواجه أعباء الحياة - بمفردها - من أجل أسرتها، وترعى أمها العليلة التي لا نراها الا في مشهد واحد قبيل وفاتها، وأختها «موجة» مي كساب المخطوبة لـ «قاهر» ادوارد، وثلاثة أبناء... وتدور أحداث الفيلم في منطقة المكس العشوائية بالاسكندرية، ويحاول رجل الأعمال «عز» سامي العدل الاستيلاء على المنطقة لانجاز مشروعه السياحي، والفكرة قد سبق وتطرق لها بلال فضل في «هيما»، وهو ما يربك المشاهد نوعا ما.
وبعكس فيلم «حين ميسرة» لخالد يوسف لم يلجأ الفيلم الى تشويه حياة البسطاء، والمتاجرة بمعاناتهم، واقحام مشاهد السحاق والشذوذ الجنسي، وهو ما تشي به تعاليق الكثير من القراء عبر حيز التعاليق في مواقع الصحف، الذين هاجموا المخرج بدل التضامن معه، حين اطلعوا على خبر مقاضاته للقناة الفضائية التي اقتطعت مشاهد معينة من الفيلم... والفيلم أقرب الى يوميات للسيدة بلطية التي تواجه الكثير من الصعاب من أجل لقمة العيش، فبعد مصادرة عربة بيع الحمص والقبض عليها، ويدفع الكفالة المصور الذي التقط لها الصور، وتعمل في مطعم «جودة» والذي سبق وان وشى بها من قبل، لكنه يطردها بعد رفضها له خطيبا لأختها، لانه تاجر مخدرات، لكن اختها توافق على الزواج به للهروب من الفقر، وحتى «قاهر» صار شبه مخبول، والذي سبق وان ألقي عليه القبض بعد ان ضبط بحوزته الأرجوحات التي سرقها من الحديقة، حيث يعمل حارسا، ولم تجد بلطية وسيلة لانهاء الزيجة، غير ارسال صورتها مع قاهر ليلة الزفاف الى «جودة»، وتتعرض بلطية لمحنة أخرى، حين يتنامى الى علمها ان ثمة زيارة يقوم بها المحافظ الى المنطقة، فتتخذ قرارا بالمخاطرة لمقابلته، فيتم القبض عليها بتهمة عرقلة الموكب، ويتم دس ضابطة شرطة معها متنكرة، لمعرفة من يقف وراءها... وتعمل بائعة متجولة، وتنزل للصيد مع الرجال، ثم خادمة في بيت القاضي.
والملاحظ ان ثمة مشاهد كثيرة لبلطية وهي تسبح في البحر، كاشارة الى ارتباط المرأة المتحدرة من الاسكندرية بالبحر في كل حالاتها النفسية، وحتى الأم وهي في سيارة الاسعاف تطلب من سائقها ان يتوقف لكي ترى البحر.. ليكون آخر شيء تراه. اضافة الى وجود كادرات آسرة للكورنيش والبحر وللشروق والغروب، مثلما في عملهما المشترك السابق «صايع بحر»بطولة احمد حلمي وياسمين عبدالعزيز، حيث الكاميرا تتغنى بسحر مدينة الاسكندرية، المدينة التي فتنت العديد من المبدعين والفنانين.
وبعد رحيل الأم، تلجأ بلطية الى رجل الأعمال من أجل بيع بيتها، لكي تزوجه أختها، لكنه يرفض، ومن درة مشاهد الفيلم، بعد ان يدعوها المصور لحضور حفل افتتاح معرضه الفوتوغرافي، حين برعت عبلة كامل في التعبير عن خيبة أملها، مستعينة بملامح وجهها ونظراتها، عند ترقبها سماع اسمها بعد اعلان الجائزة، فالأولى ذهبت للفنان وزير الثقافة، رغم أنها- وكما سيشعر المشاهد- بأنها أولى بتلك الجوائز، فهي أساس نجاحه، والجائزة المادية منحها للطلبة المتفوقين، أما جائزتها فكانت باقة ورد(!!) ودعوتها الى المنصة لالقاء كلمة... كما تجلت براعة المخرج علي رجب في المزاوجة بين صور المعرض وهي لبلطية وفي أوضاع مختلفة، وهي في طريق عودتها وأفراد أسرتها سعداء بهذا الاحتفاء الرمزي، وتقدم الجرافات في الليل، دون ان ننسى الايقاع الساحر لأغنية ايمان البحر درويش «يا ظالم»، التي أضفت على الأجواء الدرامية مسحة شجن، وهذا المشهد يذكرنا بنهاية مسلسل «الراية البيضا» لأنور عكاشة والمخرج محمد فاضل. وتختار الرحيل مهزومة، حاملة أغراضها تحت جنح الظلام، متخفية مثل اللصوص، لتعيش بجانب البحر، بعد ان ضاقت بها اليابسة.
وينتهي الفيلم باتجاه عبلة كامل ومي كساب الى البحر في لقطة غنية بالدلالات.
لقطة من فيلم «بلطية العايمة»
لحظة المواجهة
تاريخ النشر : 9-2-2009
الرابط : http://www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=110639 __________________
[[ الــــحـــــب الـــكــــــبـــــيــــــر ]] الحب عتب .. الحب لهب ^^ الحب هو راحة وتعب والحــب لـو ما هو حلــو ^^ ما غنّ فيه أهل الطرب > الله على الحب الكبير < - - - حيّاك الله يا بوصلاح .. نوّرتنا يا كـــبــــيـــر : ) |