|  01-05-2011, 05:07 PM | #1 (permalink) | 
  | خبيرة في التنمية البشرية 
				   العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009 
					المشاركات: 3,870
				 
الـجــنــس: أنثى  
 |   قل لي فيم تفكر .. أقل لك من أنت ( د. مصطفى محمود) 
 
  
 
 
 
 قل لي فيم تفكر .. أقل لك من أنت
 
 هل أنت مشغول بجمع المال و امتلاك العقارات وتكديس الأسهم و السندات ؟
 ...
 أم مشغول بالتسلق على المناصب و جمع السلطات و التحرك في موكب من الخدم و
 الحشم و السكرتيرات ؟
 
 أم أن كل همك الحريم و موائد المتع و لذات الحواس و كل غايتك أن تكون لك القوة و السطوة و الغنى و المسرات ..
 
 إذا كان هذا همك فأنت مملوك و عبد .. مملوك لأطماعك و شهواتك ، و عبد .. لرغباتك التي لا شبع لها و لا نهاية
 
 فالمعنى الوحيد للسيادة هو أن تكون سيداً على نفسك أولاً قبل أن تحاول أن
 تسود غيرك
 
 أن تكون ملكاً على مملكة نفسك أن تتحرر من أغلال طمعك و تقبض
 على زمام شهوتك
 
 و القابض على زمام شهوته ، المتحرر من طمعه و نزواته و أهوائه لا يكون خياله مستعمرة يحتلها الحريم و الكأس و الطاس ، و الفدادين و الأطيان و العمارات ، و المناصب و السكرتيرات
 
 الإنسان الحقيقي لا يفكر في الدنيا التي يرتمي عليها طغمة الناس
 
 و هو لا يمكن أن يصبح سيداً بأن يكون مملوكاً ، و لا يبلغ سيادة عن طريق
 عبودية .. و لا ينحني كما ينحني الدهماء و يسيل لعابه أمام لقمة أو ساق
 عريان أو منصب شاغر ، فهذه سكة النازل لا سكة الطالع ...
 
 و هؤلاء سكان البدروم حتى و لو كانت أسماؤهم بشوات و بكوات ، و حتى و لو كانت ألقابهم ، أصحاب العزة و السعادة .
 فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني و الطلب
 
 و ممكن أن تكون رجلا بسيطاً ، لا بك ، و لا باشا ، و لا صاحب شأن ، و لكن مع
 ذلك سيداً حقيقياً ، فيك عزة الملوك و جلال السلاطين ، لأنك استطعت أن تسود
 مملكة نفسك
 
 و ساعتها سوف يعطيك الله السلطان على الناس ، و يمنحك صولجان المحبة على كل القلوب
 
 انظر إلى غاندي العريان ..
 البسيط .. كم بلغ سلطانه ؟
 
 كان يهدد بالصوم فيجتمع مجلس العموم البريطاني من الخوف و كأن قنبلة زمنية
 ستقع على لندن ، و كان يجمع أربعمائة مليون هندي على كلمة يقولها .. و كأنها
 السحر
 
 هذا هو السلطان الحقيقي .. هذا هو المُلك الحقيقي .. الذي لا يزول .. الحريم و القصور و الكنوز و الثروات و العمارات مصيرها إلى زوال
 
 لن تأخذها معك إلى تابوتك ، سوف تنتقل إلى الورثة .. ثم إلى ورثة آخرين ، ثم تصبح خرائب مع الزمن
 
 أما محبة الملايين فسوف تصاحبك في تابوتك و تظل علماً على اسمك مدى الدهر ..
 
 
 كما تفوح الذكرى عطرة تضوع بالشذا كلما جاء اسم غاندي على الألسن
 
 الغنى الحقيقي أن تستغني .. و الملكية الحقيقية ألا يملكك أحد ، و ألا تستولي عليك رغبة ، و ألا تسوقك نزوة
 
 و السلطنة الحقيقية أن تكسب قيراط محبة في دولة القلوب كل يوم
 
 تذكر أن الذين يملكون الأرض تملكهم .. و الذين يملكون الملايين ، تسخرهم
 الملايين ..
 
 ثم تجعل منهم عبيداً لتكثيرها ، ثم تقتلهم .. بالضغط و الذبحة و
 القلق .. ثم لا يأخذون معهم مليماً
 
 صدقني هؤلاء هم .. الفقــراء حقاً
 
 
  
 
 http://www.facebook.com/dr.mostafa.mahmoud
 
 د/ مصطفـى محمـــود
 الشيطــــان يحكــــــم
      __________________   لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
 
  
    | 
  |   |   |