[نوره عبدالرحمن "سما"]

ليس كل ما يكتب يقرأ..ولكل طريقة مختلفة في القراءة..!



بعض مما قيل في القراءة السريعة
حدد الهدف مما تريد قراءته ..وانتبه لطريقة تنفسك ..فكلما كان الإنسان أكثر عمقا في تنفسه ..كلما استطاع الوصول إلى إمكانيات عقله أكثر ..وركز على حركة العين وانتقالها ..فهذا ما يميز القارئ الماهر وغيره ..فالأكثر ترددا الأقل قراءة و سرعة ..


إن الصفحة الواحدة من الكتاب قد تأخذ لدى البعض منا الوقت الكثير دون فائدة ..وهذا ما يسبب الضجر والملل ..و هنا مكمن المشكلة !
الكثير منا راغبون في القراءة لكن لم نتعلم بعد كيف نقرأ و هذه مهارة وعلم في حد ذاته ..

القراءة عادة و مهارة ...و كما تريد أن تقرأ بشكل أكبر .. يجب أن تتعلم كيف تقرأ بشكل أكثر ..

ضع في حسبانك بأنك ستجابه طرق مختلفة للقراءة ..نوع في أسلوب قرائتك ..كن متكيفا مرنا مع ماتود قراءته.. فلكل طريقة تختلف ..و حدد هدفك مما تريد ..
القراءة ستختلف باختلاف المواد التي تقرأها، فالمقالة تقرأ بأسلوب، والكتاب له أسلوب، والأخبار والتحقيقات لها أسلوب مختلف، لذلك ليس من المجدي أن تتبع طريقة واحدة فقط في القراءة.
و في نفس الوقت ليس من المنطق أن يتشابه أسلوب قرائتك مع فلان فلكل طريقة ..أيضا نقول هنا أوجد لك طريقتك الخاصة .
وانتبه لحركة عينك و ترددها ..!

أبدأ من أول كلمة وانطلق نحو آخر كلمة بخطى بطيئة متثاقلة، ثم توقف في منتصف الطريق قد ينتابك ضجرا مللاَ بديهي استمر ..كيف ؟!

أولاً: (ليكن نظرك شاسع ؟!) أي لا تقرأ الفقرات والجمل كلمة كلمة، بل مد نظرك -اشمل بنظرك- ثلاث كلمات وأكثر إن استطعت،- ولا تتردد حركة عنيك - ترجع لقراءة كلمة سابقة، بل امضي ولا تخشى فوات كلمة أو معنى، ضع في حسبانك بـ أنك ستعاني في بداية الأمر
بشيء من الضيق بعدم الفهم ،نحن نقول هنا
أمر طبيعي استمر لأن الأمر استجد عليك ولم تعتاده بعد ،
هو شعور مؤقت و سيزول مع التكرار و الممارسة حتى تصبح عادة مألوفة ،
بعد ذلك أيضا
قم بزيادة سرعتك أكثر كلما استطعت ذلك، وتمرن على الصحف اليومية وانظر إلى النتائج خلال أيام .

ثانياً: عند قراءتك للمقالات والتحقيقات والأخبار الصحفية، اقرأ أول فقرتين ثم آخر فقرتين وفي أكثر الأحيان يكون هذا كافياً لفهم موضوع المقالة، وإن أردت أن تفهم التفاصيل فأكمل قراءة المقال كاملاً، وإلا فلا تضيع وقتك في قراءة ما لا ترغب فيه، وقد يكفي أن تقرأ العناوين فقط لكي تحدد إذا ما كنت ترغب في قراءة المقال أو الخبر أم لا

ثالثاً :عندما تشتري أو تستعير كتاباً لا تستعجل الشراء حتى تقرأ اسم الكتاب والعناوين الفرعية له إن وجدت، ثم اقرأ الفهرس، وانتقي بعض الصفحات واقرأها بسرعة حتى تأخذ فكرة سريعة عن الكتاب، ثم عند قراءتك للكتاب اقرأه مرتين، الأولى قراءة سريعة قد تأخذ منك من خمس إلى عشر دقائق، قلب فيها صفحات الكتاب بسرعة متأملاً في العناوين وبعض الكلمات المتفرقة، ثم اقرأه قراءة متأنية وفي نفس الوقت سريعة، بحيث تستطيع قراءة الكتب الكبيرة ذات 300 صفحة في غضون يوم أو يومين

رابعاً: أوجد طريقتك الخاصة ، اصنع لنفسك رابطا ، ذهنيا ، ماديا أيا يكن : و حتى تقرأ بتعمق،دون انقطاع و ملل أو تردد.. أوجد لنفسك طريقة مبتكرة ..
أوجد لنفسك رابط ذهني قبل أن تبدأ و تمسك به حتى تنتهي
كأن تطرح تساؤلا أو تحددهدفا ..و حتى و إن لم يكن ذو علاقة مباشرة..
أو رابطا ماديا كأن تمسك بقلم ذو لون مختلف ، أو تجلس في مكانا معينا أو تتناول مشروبا معينا مع كتاب ما معين !

لا تنسى أن العقل لا يفرق بين الواقع والخيال ...لأنه يستجيب للمشاعر و بناءا عليها سلوكك

المهم اخلق لنفسك بيئة ذهنية بقدر ما تستطيع تستحث فيها دافعيتك ... تحاول من خلالها بالعبور حتى ممر النهاية من مطاف قرائتك ..

هنا ستـ كز في القراءة؟ ستقوم بإزالة كل ما يشتت ذهنك،
وكل ماليس له علاقة بالقراءة،


خامساً: تدرج في قراءتك، فلا تبدأ بالكتب الكبيرة والمعقدة لغوياً، ابدأ بالقصص القصيرة والطرائف والكتيبات الصغيرة، ثم ارتقي بنفسك إلى الروايات الطويلة والكتب المتوسطة الحجم، ثم بعد ذلك انتقل لكتب الكبيرة أو ذات المواضيع الصعبة، ولا تنقطع عن القراءة،لأن القراءة مهارة و عادة

وأنت ماعتد عليه !


ماذكر أعلاه حول القراءة ، خلاصة تم جمعها من قراءات متخلفة مع التصرف -
لكن نحن ذكرنا بأن لكل طريقة تختلف وتميزه في قراءته ..كيف ؟!

ليتضح مقصودنا ..أضع بين يديك

نماذج طريفة لكيف يقرأ بعض المشاهير- منقولة -


يروى ان شيللي الشاعر الانكليزي(1792-1822):

كان يمزق اوراق كل كتاب يقرؤه بعد ان يفرغ من قراءته ليصنع من الاوراق زوارق صغيرة يطلقها في مياه البحيرات والانهار ويتفرج عليها و هي تبحر بعيدا.






ويروى ان ادوارد فيتزجيرالد(1809-1883)وهو مترجم رباعيات عمر الخيام الفارسي

هذه صورة لتمثال عمر الخيام

كان يقوم بتمزيق الكتاب الذي لا يعجبه ويلقيه في سلة المهملات او النار ,ولذلك لم يكن في مكتبته الا بضع عشرات من الكتب التي احبها.........



ويروى ان تشارلز داروين (1809-1882)صاحب كتاب اصل الانواع الشهير

كان يقسم الكتاب نصفين ويحمل كا نصف في جيب من جيوبه وكان يقول انه لا يستطيع حمل الكتاب بيده وكذلك من الصعب وضع الكتاب كله في جيب واحد.


وكذلك برناردشو(1856-1950)الكاتب الانكليزي الساخر المعروف:

كان يبدأ بقراءة الكتاب أثناء ارتداء ملابسه فيلبس القميص ويجلس ليقرأ,ثم يلبس الببطال ثم يعود للقراءة ,ثم يلبس ربطة العنق ثم يعود للقراءة ,ثم الجوارب,ثم الحذاء,ويفعل نفس الشئ عندما يخلع ملابسه!

إذا :
لكل رسام طريقته في خلط الألوان و مسك الفرشاة وتحريكها على اللوحة ولكل لاعب تنس طريقته في مسك المضرب و ضرب الكرة ,ولكل عازف كمان طريقته في تحريك القوس على الأوتار و بما ان القراءة فن وكما ان لكل فنان اسلوبه وطريقته :

والقول هنا
ان يكون لكل قارئ يريد التميز .. بأن يتعلم كيف يقرأ وبصورة صحيحة بأن يتعلم أساليب القراءة المختلفة ..فيعرف متى و كيف يطبقها و حتى يوجد له طريقته الخاصة المختلفة ..