كيف تكتب تقريراً عن فيلم ! غالباً ما تشاهد فيلماً سينمائياً فيؤثر فيك، وتجيش مشاعرك مع مشاهده، وتراك تقص بعضاً من أحداثه على أترابك، وتقتبس بعضاً من جمل الحوار، ترى.. لماذا؟
لماذا قد يذهب بك الأمر لأن تحث آخرين لمشاهدته والاستمتاع بطريقة عرضه وأسلوب تناوله للقصة؟ وحبكته للأحداث، وأداء الممثل في تعابير ملامحه وعمق دوره وصعوبة إتقانه، وقوة المخرج في ترتيب الأحدث وسردها، واهتمامه بأدق التفاصيل، ورسمه لكل كادر بعناية، وجمال الصور وقوة الصوت و..
وأي من العوامل الأخرى التي من شأنها أن تزيد قيمة الفلم لديك، وكلما شاهدت المزيد من الأفلام المميزة ، ستجد أنه من الصعوبة بمكان أن تسمح لفلم هابط المستوى رديء المحتوى أن يتسرب إلى وقتك أو ينهش من فكرك، هنا تكون قد وصلت لمرحلة الانتقائية والاصطفاء في الاختيار.
لا جدال، ستكره ما يعرض على القنوات الفضائية من استهبال لفكر وعقول الشباب من غثاء يطلق عليه جوراً وبهتاناً “أفلام”.
الأفلام العربية التي تزكمنا بها قنوات روتانا والنيل والـ art نادراً ما تحظى بفلم ذا قيمة فعلية، بينما الأفلام الأجنبية التي تبثها قنوات الـ mbc بين الشباب على أنها منتقاة بعناية ما هي إلا اختيار عشوائي لمحتويات الدرك الأسفل من أفلام القمة في عالم صناعة الأفلام..
حتى وإن كانت مميزة، فإن القطع المتواصل لتدفق الأحداث بما يسمى “الإعلانات التجارية” يفسد متعة المشاهدة حتماً، فما نشاهده فعلياً على هذه القنوات هو شريط إعلانات تجارية طويلة يتخلله بعض من الأفلام وليس العكس.
لا يوجد معيار ثابت لتقييم قوة الفلم وروعته.. ترى بعينيك أعداداً مهولة من الشباب الذين يتدافعون على شِباك التذاكر لمشاهدة فلم الإثارة والأكشن الفلاني، لتكتشف لاحقاً أنه لا يتعدى عن ساعة ونصف من الضرب والعنف غير المبرر وكثير من الدماء التي لا تنفع إلا لتفريغ الكبت الذي تعانيه هذه الشريحة من المجتمع.
كثيراً ما تجذب أفلام الرعب شريحة الفتيات رغم أن أقواهن قلباً ترتجف فرقاً من فأر يختبئ تحت طاولة المطبخ، بينما الشريحة المتبقية منهن تذوب هياماً في أفلام العواطف والقصص الرومانسية كيما تتقن فن التنهيدة وتعرف الفروق الدقيقة ما بين النظرات الحالمة والشاحبة..
حتى أفلام الأنيميشن (الكرتونية) لم تعد حكراً على الأطفال بعدما نهجت بعداً اجتماعياً عميقاً، وأصبحت الأفلام تحت هذا التصنيف تجسد قصصاً غاية في الأهمية لكافة فئات وأطياف المجتمع..
لذا فما ينفع عند زيد ليس بالضرورة يفيد عند عمرو، وما أراه من أفلام درامية راقية في أدائها وهادفة في محتواها، قد لا يعجب محبي أفلام الحركة لطول الأولى وبطء أحداثها، وخلوها من اللكمات والركلات.
وعند الحديث عن الكتابة عن الأفلام أو طرح رؤية كاملة إليك بعضاً من الخطوات التي قد تفيد، لا أدعي أنها كاملة، كما لا أدري إن كانت هناك المزيد من الخطوات الأفضل اتباعاً، إنما هي تجربة أردت أن أنقلها لباحث عن فائدة.. خطوات مفيدة قبل الكتابة عن فيلم: أولاً: لابد أن تنتقي الوقت المناسب لمشاهدة الفلم، حيث تضمن ألا تتعرض لانقطاع أو انشغال مفاجئ، وأفضل الأوقات هو فترة ما بعد المساء والسهرة. ثانياً: اختر فيلماً يناسب حالتك النفسية، فلا معنى لمشاهدة فيلم كوميدي وأنت في حالة كرب، والفلم غالباً للخروج من عالمك لعالم جديد، وكذلك اختر رفيقاً مناسباً، وابتعد عن الذي يستبق الأحداث دوماً ويستنتج منحنى خيالياً لأحداث الفلم.
ثالثاً: اختر فيلماً سبق وأن أشاد به آخرون، وقيّمه غيرك بأنه يستحق المشاهدة، وفيه من قوة الأداء والإبهار في العمل ما يجعلك تصدق ما تشاهد، فأجمل الأفلام هي التي تخدعك حتى النهاية، وأنجحها ما يجعلنا نصدقها تماماً. (توجد قائمة بالأسفل بأفضل الأفلام الأمريكية في تاريخ السينما منذ نشأتها حسب تقييم موقع IMDB مصنفة حسب السنوات) رابعاً: اختر فيلماً لمخرج له وزنه، مثل (ستيفن سبيلبيرج) أو (جيمس كاميرون) ، أو (يوسف شاهين) أو (عاطف الطيب) أو (صلاح أبو سيف) أو من في وزنهم..
أو لممثل قدير مثل (شون كونري) (براد بيت) (روبرت دي نيرو) (ميل جيبسون) (كلينت ايستوود) (جوني ديب) (أنتوني هوبكينز) (جاك نيكلسون) (مورجان فريمان) (دانزيل واشنطون) (راسل كرو) (توم هانكس) (آل باتشينو) (جورج كلوني) (محمود المليجي) (زكي رستم) (نجيب الريحاني) (يوسف وهبي) (أحمد السقا) (خالد صالح) (أحمد حلمي) (جمال سليمان) أو من في روعتهم..
أو لقصة هادفة أو رواية إنسانية أو قضية عالمية أو لفكرة عميقة ذات أثر وفائدة.. المهم أن يكون هناك دافع لثقافة ورغبة لاستزادة. خامساً: شاهد الفيلم حتى النهاية ثم اذهب لموقع IMDB واقرأ ما كتبه الآخرون عن الفلم ، وكذلك يمكنك قراءة النهفات والطرائف التي حدثت أثناء إنتاج الفلم تحت بند Trivia أو الأخطاء التي حدثت بعد الانتهاء من الفلم تحت مسمى Goofs ويمكنك مشاهدة الفلم من جديد لترى بعينك هذه الأخطاء في تتابع المشاهد أو الجغرافيا أو الخلل في السيناريو أو..
(طبعاً هذه الـ Trivia و Goofs تفيدك في عيش أجواء الفلم، وتقربك من أبطاله، وتصقل خبرتك في مشاهدة الأفلام لاحقاً ، وملاحظة أدق التفاصيل) سادساً: اقرأ سيناريو الفلم جيداً ، وغالباً ما تجده متاحاً في موسوعة WikiPedia أو موسوعة الأفلام Internet Movie Data Base – IMDB سابعاً: استهل موضوعك بمختصر في سطور عن تاريخ إصدار الفلم، وتصنيفه، وأهم الشخصيات، واسم كل من المؤلف والمخرج وتقييمه ورابطه على IMDB ومدته الزمنية وشعاره الذي يطلق عليه اسم: Tagline والجوائز التي حصل عليها أو رُشح لها، وأهمها الأوسكار Oscar والكرة الذهبية Golden Globe و The British Academy of Film and Television Arts – BAFTA
ثامناً: اكتب السيناريو كما رأيته أنت، ومن منظورك، وكيف أثر فيك، معتمداً على ما قراته مسبقاً عن سيناريو الفلم في الخطوة رقم 6. تاسعاً: ضع بوستر الفلم في مقدمة الموضوع، يمكنك البحث عنه وعن أي بوستر من موسوعة الأغلفة Internet Movie Posters Award – impaward، وخلال السيناريو يمكنك اختيار بعض من مشاهد الفلم
عاشراً: اكتب بإيجاز عن مواطن القوة التي أثرت فيك خلال مشاهدة الفلم، (خللي بالك تحرق الفلم)، ولا تفسد متعة المشاهدة على الآخرين، فلا تحل لغزاً حائراً أو أحجية الفلم، ولا تدعي أنك كنت تعرف أن البطل سيموت في النهاية، وليس من الطريف أن تصنف الفلم تحت بند نهايات سعيدة وحزينة. حادي عشر: قارن بين الفيلم وأفلام أخرى تناولت نفس القضية، وطريقة معالجة كل منهما وحبكة المخرج. وأداء الممثل لدوره، حاول أن تعرف من المسيطر، الممثل، المصور، أم المخرج؟
ثاني عشر: جرب أن تكون ناقداً لبعض الوقت واسلخ بعضاً من المشاهد التي لم ترق لك بكلمات مناسبة، لربما وجدت أنها بحاجة لعناية أكبر، وأداء مختلف، واكتب رؤيتك الإخراجية لها.
قرأت لكثير من النقاد الأجانب لبعض أفلامهم، والغريب أنني حتى نهاية المقال لا أعرف إذا كان الناقد قد أحب الفلم ويشيد به أم العكس، ربما تختلف طبيعة المتحدث بالعربية عنها بالإنجليزية..
ثالث عشر: حافظ على دوام البحث عن إجابة السؤال دائم الإلحاح خلال مشاهدتك للفلم: ما هي قوة هذا الممثل في هذا الدور؟ ما هو إبداع المصور في هذا المشهد؟ ما هي بصمة المخرج في هذا الفلم؟ يعني.. ماذا لو قام شخص آخر بهذا الدور، وحمل الكاميرا مصور آخر، وأخرج العمل مخرج آخر، كيف سيكون العمل؟ كيف تميز هذا العنصر عن غيره في مكانه؟
عجبني فنقلته لكم للإفاده
|