شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > «الحب» و«الحرب» ..لكن حين يلتقيان !
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-2011, 08:57 AM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي «الحب» و«الحرب» ..لكن حين يلتقيان !




الحب، وما أدراك ما الحب!
الكاتب: د. سلمان بن فهد العودة
السبت 23 رجب 1432الموافق 25 يونيو 2011






هو أن تظلَّ علَى الأصابِع رعشة وعلَى الجفونِ المطلقات سؤالُ




هو هذه الأزَمات تقتلنا معًا فنموت نحن وتُزْهِر الآمالُ


هو أن نثور لأيِّ شيء تافِهٍ هو يَأْسنا هو شكُّنا القتَّالُ


قلْ ولو كذبًا حديثًا ناعمًا قد كادَ يقتلنِي بكَ التمثالُ

مؤتمر الحب مجلس طريف.
عدد المشاركين الفِعْلِيِّين: ستمائة وثلاثة وتسعون، والحضور ضعف هذا العدد.
النوعية: شباب من كافة الفئات العمرية، ما بين الأربع عشرة سنة إلى السبعين.
الجنس: إناث بنسبة غالبة، وذكور بنسبة مُقارِبة.
البلد: تشكيلة عولمية من جميع الأقطار؛ لأنَّ الأداة عالمية تتجاوز البُعْد المحليَّ.
كان مؤتمرًا "فيس بوكيًّا"، افتتحه هذا السؤال:
قالت لي: أحببتُ شخصًا في العمل، وتعلَّق قلبي؟
فأجبتها: اسألِي عقلك، ولا تستسلمي لقلبك.
«الحب» و«الحرب» يجمعهما تقارب الحروف وتباعد المعانِي، و«الحب» كـ«الحرب» يَسْهُل إشعالها ويصعب إطفاؤها.
عند البعض لا معنى؛ لأنْ نتكلَّم عن الحب وآلة الحرب الدامية تَطْحَن شعوبنا في ليبيا وسوريا واليمن وفلسطين.
ليس بعيدًا أن هذا المداخل كان يحضن طفله أثناء حديثه، أو يتناول كأسًا مُتْرَعًا بالشوق من يد حبيبه، وإذا لم يفعل فعليه أن يفعل؛ فـ«الحب» ليس عيبًا ولا حرامًا، إنما الحرام الغدر والفُحْش والإثم والخداع باسم الحب، أو التنكُّر للفطرة السوية، وحمل الناس على تَجاهُلِها ودفنها.
الحب الصافي كان يظلِّل بيت النبوة، حتى في أحْلَك الظروف وأشْرَس التحديات، وطالَمَا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «والله إنِّي لأحبكِ وأحبُّ قُرْبَكِ». أو وقف لها أمام الناس؛ لتشهد الحبشةَ وهم يلعبون بالحِراب في المسجد، وهي تتَّكِئ عليه في دَلال، وتريد أن تتحدَّث نساءُ المدينة عن مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحتى لحظة الموت التي كان يعانِي فيها السَّكَرات، ويَعْرَق جبينه الطاهر، آثر أن يستأذن أزواجه ليموت في بيتها وحِجْرِها الطيِّب المطيَّب، وكانت تقول: «مات صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي». وكان لا يتردَّد في البوح بحبِّها أمام الملإ ولا يعدُّه ضعفًا ولا خَوَرًا، و{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
بيوت خَلَّت من الحب، فصارت صقيعًا، وتجمَّدت فيها العلاقة، وغابت الرحمة؛ فأنتجت جفاءً مرًّا وقسوةً وعنفًا اجتماعيًّا، لا يرحم ولا يريد أن تنزل الرحمة، وربَّما تَتَرَّس بغَيرة شرعية وهمية،وخير الهَدْي هدي محمد وآل بيته.
· الحب مجرد أوهام..
· بلا حب بلا هم!
· لا يوجد حب غير حب الوالدين والأولاد والأسرة..
· الحب مات من زمان..
· لو فتَّشْت قلوبَ الرجال ما اقتربت من أيٍّ منهم..

يا فؤادي رحم الله الهوَى كان صَرْحًا من خيالٍ فهوى!

تعليقات تنبعث من تجربة مُرَّة، لا يريد مَن عاشها أن يقع فيها غيره، وهيهات، فتجاهُلُ معاناةٍ قائمةٍ لن يحل المشكلة.
تحس أحيانًا أن بعض الحديث هو صدًى لتوجيهٍ من الأهل أو المحضن الغيور الذي لا يراعِي الطبيعة الإنسانية، أو يخجل من مصارحة البِنْت وتَوْعَيتها بنَفْسِيَّتِها وعاطفتها واحتياجات جسدها ووجدانها؛ خوفًا عليها، وكان يجب أن ندرك أنَّه لا شيء أضرَّ ولا أدعى للخوف على الفتاة من الجهل بتكوينها الفسيولوجي والنَّفْسِيِّ، حتى إنَّ الفتاة الجاهلة ربما ضربها الحبُّ على غفلةٍ، فلا تحسن التعامل، أو تظن بأهلها سوءًا، فتُجافِيهم ولا تُصارِحهم، على أنَّ مصارحة الأم الواعية الحنون ومشورتها من ألْطَفِ أبواب النجاة.
الفراغ العاطفي في البيت هو السبب.
لازم تبطل تشوف أفلام ومسلسلات.
ربَّما.. لكن هل وُلد الحب اليوم، وهل وُلد أصلًا أم هو جزء من بِنْيَتِنا العاطفية وُضع ليكون للحياة في ظلِّه مذاق جميل، وليجد آدم وحواء شجرة تُذكِّرهما بالجنة التي خرجوا منها، وتَقِيهما حرَّ الهجير ولَفْحتَه وسَمومَه، فالحب نزل مع ادم من الجنة ثم كان في الذُّرِّية سُنّة (الأرواح جنود مجندة.)
الخلط بين «الحب» وهو معنى صادق شريف، وبين الشهوة العابرة أو الجنس، تلبيس خطير، تُشارِك فيه وسائل إعلامية، ومواقع إلكترونية، تستغلُّ تعلُّق الشباب الغضِّ من الجنسين بهذه الكلمة ومرادفاتها في اللغات الأخرى (love ) للجذب والإغراء، وكسب المال عن طريق المُتَاجَرَة بها، وتوفير المتعة العابرة باسم الحب.
من السهل أن نعطي نصائح ونحن لا نعيش الحالة ذاتها!
كلَّا، ليس أمرًا سهلًا؛ بدليل التعليقات التي تُعلن حيرة الحرف أمام أمرٍ كهذا، أو تردِّد كلمة شكسبير: (الحب أعمى، والمحبُّون لا يستطيعون رؤية حجم الحماقة التي يرتكبونها). أو تتحدَّث عن أنَّ الحب هو تلبُّس يغشى صاحبِه كما المسُّ من الجانِّ، وهو تصوير جميل، أو تشبه الحب بـ (المارلبورو) الذي قد لا تستطيع الإفلات منه بسهولة حتى يقتلك!
التعوُّذ بالله من الحب معنًى سلبِيٌّ، ولذا لم يُؤْثَر عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يسأل اللهَ الحبَّ الذي يرضاه، ولا يُلهي عن ذكره، فقال: «.. وأسألُكَ حبَّكَ، وحبَّ مَن يُحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبني إلى حبِّك».
الخيار بين العقل والقلب صعب، خاصة على أنثى، ربَّما لديها مقعد واحد فحسب لأحدهما، لكنه ليس مستحيلًا على مَن طلبت النصيحة؛ لأنَّ سؤالها معبِّر عن إرادة صادقة، واستبصار، وتأنٍّ.
العقل كالأب اليَقِظ الخائف، والقلب كالأم الرَّؤُوم.
القلب العاقل مصطلح جميل لا يُقصي القلب، ولا يُعطيه سلطة المستبد الأعمى الذي لا يُفكِّر في العواقب.
نكون أحرارًا في كل شيء، إلا في مشاعرنا، حين نفقد السيطرة عليها.
مثلمَا مال القلبُ يعتدل، نعم.. وبَيْن ميله واعتداله منطقة العثرات والكبوات والتردُّد والألم والهمِّ والإقدام والأحجام، وفرصة الفعل الواعي المستعصم بالله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
ثم قدرةٌ- ولو جزئية- على التحكُّم في القلب والفعل الناتج عنه، يرشد إليها الحديث الشريف: «اللهم هذا قَسْمِي فيما أمْلِك، فلا تَلُمني فيما تملك ولا أملك». {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24]. «يا مقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك»، «يا مصرِّفَ القلوب، صرِّف قلبي على طاعتك»، «القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن».
لا شيء كالبُعْد يشفي القلب من دائه، كما قالت أمُّ الضَحَّاك المحاربية:

سألت المُحِبِّين الذين تحملوا تباريح هذا الحب من سالف الدهرِ


فقلت لهم: ما يُذْهِب الحبَّ بعدما تبوَّأ ما بين الجوانِحِ والصدرِ؟


فقالوا: شفاء الحبِّ حبٌّ يُزِيله لآخرَ أو نأيٌّ طويلٌ على الهَجَرِ


أو اليأس حتى تذهل النفس بعدمَا رَجَت طمعًا واليأسُ عونٌ على الصبرِ

الحب ليس خطأً، والأهمُّ ألَّا يتحوَّل إلى خطأٍ، فما لم يكن ثَمَّ سبيلٌ للوصل الحلال "فلا خير في لذةٍ من بعدها النارُ"، و«لم يُرَ للمُتَحابِّينَ مِثْلُ النكاح» كما أرشد الصادق المصدوق.
عليك بالباب الواسع المباح، وإياك والشبابيك!
الوصل أحيانًا يكشف عيبَ المحبوب؛ لينقلب الحبُّ حربًا، وتصبح الـمِقَةُ مَقْتًا، ولذا فمن أصدق النصائح: (تمهَّل في اختيار الحبيب، ولا تعجل في التخلِّي عنه). وكانت العرب تقول: (إذا نُكِح الحب فسد)!
أحيانًا يكون من الحكمة أن تتوقَّعي أنه لغيرك؛ تجنبًا للصدمة.

لو أني أعرفُ أن الحبَّ خطيرٌ جدًّا ما أحببت..


لو أني أعرفُ أن البحرَ عميقٌ جدًّا ما أبحرت..


لو أني أعرفُ خاتمتي.. ما كنتُ بدأت..

فعلًا هي تجربة أسطورية في غاية الإثارة والجاذبية والإغراء، لكن لا يريدها أحد أن تكون قبرًا موحشًا، أو ذكرى أليمة، ولا يريد أن تبدئي من نقطة الصفر، وكأنك أول مَن عاشها وعاناها، فرُكام الحياة الإنسانية حافل بالأخبار والتجارب والقصص التي نعرف بدايتها ونهايتها وتفاصيلها.

إن لم يكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ


قد كان أَورَق وَصلُكُم زَمَنًا فَذَوَى الوِصالُ وأَورَقَ الصَدُّ


لله أشواقي إذا نَزَحَت دارٌ بنا ونوًى بكُم تَعدو

ولا شيء يعصم القلبَ المصابَ بلوعة الحب ويعينه على تجرُّع الدواء ومُصَابَرته كالاعتصام بحبل الله.

فاشدد يديك بحبل الله معتصمًا فإنه الركن إن خانتك أركان

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبدالكريم وراشد يلتقيان في «وعد لزام» بنت الأكابر الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 4 29-03-2010 04:41 PM
المصارعة الحرة .. حقيقة ام تمثيل ؟؟ بحر الحب القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 9 07-03-2010 08:31 PM
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة cool boy الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 10 17-02-2010 09:00 PM
ليبرمان وكلينتون يلتقيان »في أسرع وقت ممكن« الفنون القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 10-08-2009 03:38 AM
ساهر وعبدالله الرويشد يلتقيان في «كنت اعرفك» الفنون القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 04-02-2009 03:00 AM


الساعة الآن 02:21 AM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292