شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > الاسلام والعروبه او الطوفان |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-07-2011, 03:02 AM | #1 (permalink) |
عضو شبكة الدراما والمسرح العــضوية: 3374 تاريخ التسجيل: 25/05/2009
المشاركات: 260
| الاسلام والعروبه او الطوفان بسم الله الرحمن الرحيم هذي مقاله جتنه في منهج اللغه العربيه وبصراحه اعجبتني واحبيت انقله لكم وكما وعدتك استاذتي نوره اتركم مع المقاله الاسلام والعروبه او الطوفان لو أجريت استفتاء بين اطفال وشباب العرب ، أيهما يختارون ( الكاوبوي ) أم ( طارق بن زياد ) ، فسوف تكون النتيجة لصالح الكاوبوي بكل تأكيد ، ولو سألنا عن شعر حسان بن ثابت ، وأغاني جون ترافولتا ، فأغلب الظن أنه سيتلعثم في ذكر اسم حسان بن ثابت وينطلق كما السيل مرددا أغاني ترافولتا !! ولو سألنا أي جامعي عربي ، عما يعرفه عن ابن سينا وأبو قراط في الطب ، عن الغزالي وديكارت في الفلسفة ، عن هيرودوت والطرطوشي بين الرحالة .... اذا مضينا في هذه المقابلة حتى آخر شوط ، بين الحضور العربي والحضور الغربي في أذهاننا ، فسوف نكتشف أن ثمة تفوقا ساحقا لصالح الحضور الغربي عند المجتمع ...من طفل الروضة الى استاذ الجامعة !!! واذا قلت لواحد من هؤلاء أنه بينما كان للعرب مؤلفات مستفيضة في الطب والتداوي ، ظل البابا أنوسنت الثالث في آواخر القرن الثالث عشر يؤكد للأوربيين أن الخطيئة هي سبب المرض ، وبينما كان للعرب أساطيل تجوب البحار في كل اتجاه ، لاحظ ابن خلدون أن النصارى لا يزالون عاجزين عن تسيير خشبة في بحر الروم ..عندما تذكر مثل هذه المقابلة وغيرها ، يصاب صاحبنا بالدهشة ، معتبرا أن ما تقوله ( أخبارا ) تذاع لأول مرة وتستحق أن تحتل صدارة صحف الصباح ونشرات الاخبار ، وهكذا ، في كل اختبار ، في أي أتجاه ، تتأكد تلك الحقيقة المرة : أننا أسرى النموذج الغربي فكرا وقيما وعادات وتقاليد وذوقا وزيّا ، الى آخر القائمة التي تعكس أزمة زمن الرق الثاني من ناحية ، والهوية الضائعة من ناحية أخرى ..وفي مواجهة تحد من هذا النوع يهدد الذات ويضرب في الجذور ، يصبح التسليم كارثة ، ولا يجدي الرفض ، ويتعذر الصمود بنموذج بديل يستلهم تلك الجذور ويعبر عن الذات المهدورة ... ذلك أنه لكل مجتمع نموذج خاص ، مشروعه الخاص ، الذي يبلور تراثه ومعتقداته وتطلعاته واحلامه ، ويفرض قيمه المتميزة ويؤثر في سلوك أفراده وعوائدهم ... العالم الغربي له نموذجه ومشروعه ، بل في داخل الغرب ذاته تتعدد النماذج بقدر : الأمريكي والانجليزي والفرنسي والايطالي والالماني الى آخره ، والسوفييت لهم مشروعهم المختلف والمتميز .. والآخرون ، الاسرائيليون مثلا لهم مشروعهم الصهيوني الذي تربى عليه الاجيال ..... وهكذا . ويبقى السؤال : ما هو مشروعنا نحن ؟ ذلك سؤال متأخر في الحقيقة ، لأن الذين أجابوا عنه لم يبلغوا هذه المرحلة الا بعدما قطعوا شوطا بعيدا على طريق تأكيد الذات ، بينما نحن لازلنا في مرحلة البحث عن الذات ، واذا كان أي مشروع يعبر عن هوية محددة ، فلابد أن تعرف هذه الهوية أولا ، ومشكلتنا هو هذه الهوية الضائعة او الممسوخة ، وليس المشروع المعبر عنها .. اذا كان مسخ هذه الهوية قد بدأ مع الشعور العميق بالهزيمة الذي تكمن من أعماقنا ، الا أننا نتعرض في المرحلة الراهنة لعملية تمزيق متعمدة للهوية ، ليس على مستوى ثقافي أو اجتماعي فقط ولكن على مستوى سياسي واقليمي ايضا ، فبعد أن تمت تجزئة الامة الواحدة وقسمت تركة الرجل المريض _ الامبراطورية العثمانية _ بعد الحرب العالمية الأولى في العشرينيات ، ثم احتلت بلادنا جحافل من الاستعمار الغربي ، تجمعت الأسباب في السبعينات لتحول التجزئة الى تفتيت ، لعب النفط دورا فيه ، ولعبت الضغوط والمؤامرات الخارجية الدور الأكبر ، حتى شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة ريحا غريبة ومريبة حلت في طياتها بذور التفرقة الطائفية والمذهبية والعشائرية ، وسمعنا عن دعوات تردد ما اندثر من شعارات ومسميات ، وتجئ عصبيات عصور الجاهلية والانحطاط .... ولا أريد أن أزيد ، فالجميع يعيشون هذه المأساة ، في المشرق العربي قبل المغرب العربي ، فضلا عن أنه لم يعد في الأمر سر ، فدعاة التفتيت الذين كانوا يتوارون في الماضي ويعملون تحت الأرض ، أصبحوا الآن زعماء ونجوما سياسيين ، لهم صحف واذاعات ومحطات وربما جيوش !!! وصارت قضية الهوية مسألة خلافية ، تتعدد فيها الاجتهادات ، حتى بات مقبولا في هذا الزمن الردئ أن تخضع الذات لوجهات النظر من ناحية ، أو تمنح وتمنع بقرارات من ناحية أخرى ، واقترنت مرحلة (مؤامرة ) التفتيت بظاهرة أخرى ، تمثلت في دعوات المثقفين الى ضرورة مراجعة التيارات الفكرية المتداولة في الساحة العربية ، على اعتبار أنها عجزت على أن تقدم الحل أو النموذج أو المشروع الذي يلهم الواقع العربي ويحفزه ....يقول الاستاذ صلاح الدين البيطار ( ان العرب لم يبدعوا شيئا منذ قرنين من الزمان ، وقد حبسنا أنفسنا في عملية النقل ، الليبراليون نقلوا ليبر الية اوروبا الغربية ، والماركسيون نقلوا ماركسية أوربا الشرقية ، والاشتراكيون ، القوميون ، البعثيون ، والناصريون نقلوا من هنا وهناك ، وكانوا انتقائيين وعلى هذا فكل التجارب كانت مستنسخة ، ولا يعني ذلك انه كان علينا الا نواجه هذه التيارات ، على العكس كان يجب أن ننفتح على كل التجارب الموجودة في العالم ، لكن انطلاقا من وضعنا نحن ، وبمنهج يسمح لنا بأن نضعها في مكانها ، وهذه نقطة لم يصل اليها العرب بعد ....ان عدم النجاح الذ ي اصاب محاولات النقل والاستنساخ لم يكن سببه فقط ان النقل كان بمثابة استيراد لافكار غريبة علينا ، ولكن ايضا لأن أكثر هذه المحاولات سعت الى الالتفاف من حول الاسلام وبعضها حاول ان يقفز من فوق العروبة ، لقد قتات في المهد دعوات بعض المثقفين المستغربين في مصر ، الى جر البلاد خارج العروبة فيما يسمى في الثلاثينات باسم مجموعة دول البحر المتوسط ، وهي امتداد لدعوة الخديوي اسماعيل في آاواخر القرن الماضي لجعل مصر ( قطعة من اوروبا ) .... ولم تلق دعوة القوميين السوريين استجابة تذكر منذ الاربعينات الى الان ، ولولا الدعم الخارجي الاسرائيلي الامريكي لما قدر لاصوات الانسلاخ من العروبة ان تقوى وتخوض حربا لمدة سبع سنوات في لبنان ، وحتى لو حققت مثل هذه الحرب اهدافها ، فانه ما يمكن ان تسفر عنه معروف سلفا ، افرازات مشوهه او قزمية على احسن الفروض ورغم ان المحاولات والمؤامرات مستمرة لاحياء ما يسمى بالقومية البربرية في المغرب العربي الا ان مثل هذه المحاولات لم تصب نجاحا باي قدر الى الان ....على ان محاولات الالتفاف من حول الاسلام لم تتوقف في العالم العربي منذ الحرب العالمية الاولى ، منذ حمل الاسلام بمساوئ الخلافة العثمانية في سنوات احتضارها الاخيرة ، واقترن رفض الهيمنة العثمانية برفض مبطن للاسلام ايضا ، الامر الذي دفع البعض في ذلك الوقت الى رفع لواء القومية العربية ، باعتباره سلاحا لمقاومة العثمانيين عند فريق ، وسلاحا لمقاومة الاسلام عند آخرين ومن مفارقات القدر ان تشهد تركيا في الوقت ذاته قبل الحرب الاولى ، دعوة القومية الطورانية ( تبتها جماعة الاتحاد والترقي واتاتورك اخلص ابنائها ) التي مهدت للانسلاخ من الاسلام والغاء الخلافة ، وأن تشهد ايران نمو تيار القومية الفارسية ، الذي كان مقدمة لانسلاخ مماثل من الاسلام بلغ ذروته في عهد الشاه السابق ، لا اريد أن أعود الى ذكر الثمن الباهظ الذي دفعته تركيا الاتاتوركية وايران الشاهنشاهية لقاء هذا الاسقاط لعنصر أساسي من مكونات شخصية كل من المجتمعين ، لان القضية الان هي ذاتنا نحن ، في هذه المنطقة من العالم المعاصر . والآن بعد ممارسات اكثر من ستين عاما في الساحة العربية تتأكد هذه الحقيقة الناصعة : أن ذاتنا ليس لها سوى دعامتين فقط الاسلام والعروبة ، وأي مشروع لا يقوم على هاتين الدعامتين محكوم عليه مقدما بالعجز والفشل .... ان الالتصاق بين الاسلام والعروبة على مدى 14 قرنا ليس بالامر الهين ، والالتصاق بين الاثنين طوال هذه القرون وبين تلك البقعة من الارض ، الممتدة من دجلة والفرات في المشرق ، الى الاطلنطي في المغرب ، حتى اعتبرت مجالا حيويا ثابتا للاسلام ، صار حقيقة واحدة لا تقبل الانفصام ، ولابد ان يتعامل معها كل الطامحين الى التحرر الحقيقي والتقدم ، رضوا أم كرهوا ! ان الاسلام دين عالمي ، والرسول عليه السلام بعث للناس كافة ، لكن ذلك لا يتناقض مع حقيقة ( لتكن تاريخية ) مؤداها ان الاسلام دين عربي في الاساس ، وقرآنه نزل (بلسان عربي مبين ) ونبيه عربي من بني قحطان .....وسبب هذا التلازم بين الاسلام والعروبة ، فانه عندما دخل الاسلام بلاد العجم جاء محملا بالعروبة ، وفرضت اللغة العربية نفسها على تلك المجتمعات ، حتى اصبحت تشكل الأن نسبة ما بين 30، 50% في اللغات الفارسية والتركية والاردية في شبه القارة الهندية آنذاك ، ولغة الباشتو في بلاد الافغان ، فضلا عن ان المسلم في الصين لا يعد مسلما حتى الآن الا اذا حمل اسما عربيا اولا ثم اسما صينيا بعد ذلك ، ولنفس السبب فان الاغلبية الساحقة من علماء المسلمين من غير العرب ، كتبوا مؤلفاتهم باللغة العربية من ابن سينا الى البيروني والفارابي والجاحظ وغيرهم ، حتى تفوق بعضهم في العربية على ابنائها ، وصاروا في صدارة فقهاء اللغة ومراجعها مثل سيبويه وابن جني وابن الرومي ، بل ان هذا الالتصاق بلغ حدا اصبحت معه كلمة الاسلام تعني العروبة ، والعكس ، ليس عندنا فقط ، بل عند كبار الباحثين والمستشرقين في الغرب ، رغم ان اكثر هؤلاء لم يترك بابا للوقيعة بين العروبة والاسلام الا وغرس عنده ما استطاع من اشواك والغام ...... عندما كتب جوستاف لوبون عن حضارة العرب والالماني (يوسف هل) عن ثقافة العرب ، وعندما اصدر فريق من الباحثين الانجليز والامريكان كتاب ( عبقرية الحضارة العربية ) فانهم عالجوا نفس الموضوع الذي تناوله كل من برنارد لويس في ( عالم الاسلام ) وتوماس أرنولد في ( تراث الاسلام ) وسافوري في ( مقدمة الحضارة الاسلامية ) هم يخاطبوننا باعتبارنا مسلمون وعرب ، ونحن لازلنا نناقش ونحاور : من نحن ؟ ! لقد كانت الذات الاسلامية العربية هي التي هبت في الجزائر لمقاومة الفرنسي - كان القتال جهادا في سبيل الله - والمقاتلون مجاهدون ، والصحيفة الناطقة باسم الثورة هي ( المجاهد ) ....ولم يدرك المستعمرون هذه الحقيقة ، الا عندما فوجئوا بأن الجزائريين يرفضون الجنسية الفرنسية ، التي ظنها البعض في فرنسا (شرفا ) يتمناه أي جزائري ، لم يتصور كثيرون منهم أن اولئك البدو المتخلفين المتدثرين بالعباءات الفضفاضة والنعال الحمراء ، يرفضون بكبرياء بالغ أن يتحولوا الى فرنسيين ، بكل ما تمثله فرنسا من تقدم وحضارة وفتنة . لكن الجزائري بذاته الاسلامية العربية ، كان على قناعة بأنه أكثر تفوقا وأرفع من كل ما تمثله فرنسا ..... وكانت الذات الاسلامية العربية ممثلة في السنوسية هي السلاح الذي حارب به المجاهدون الليبيون الاستعمار الطلياني ، وكانت الذات الاسلامية العربية ممثلة في المهدية ، هي السلاح الذي حارب به المجاهدون السودانيون الاحتلال البريطاني ، وتظل أزمة دعاة القومية - الذين خلصت نواياهم على الاقل - أنهم اهملوا دور الاسلام ، وبنفس القدر فان جانبا من أزمة الاسلاميين أنهم أعلنوها حربا على القومية ، وكانت النتيجة أن طالبنا كل فريق بأن تركض على طريق التقدم بساق واحد ، ثم - وهذا هو الأهم - بقي كل منها عاجزا عن أن يعبر عن الذات الحقيقة لهذه الأمة ... للدكتور : فهمي هويدي .... ورغم أننا نتفق مع الاستاذ البيطار في نقده للتجارب ( المستنسخة ) والدعوة القومية بينها ، اذ هي ريح أوروبية في الأساس وألمانية بالأخص ، الا أن الغموض الذي صاغ به دعوته الى (الانطلاق من وضعنا نحن ) يحمل في طياته قدرا من عدم الاكتراث بدور الاسلام ، الامر الذي يعبر مجددا عن أزمة دعاة القومية ، وهو في طليعتهم منذ الاربعينات . واذا كان الضياع والتشتت قد اصابا مجتمعات اسلامية غير عربية ، مثل تركيا وايران ، لان كل منهما دفع الى التخلي عن الاسلام ( ايران الملكية ) ، رغم أنه في حكم الوافد على هذه التجمعات ، فكيف يمكن أن نتخيل مصير أي مجتمع عربي ، يسقط من حسابه الاسلام بعدما صارت الصفتان - الاسلام والعروبة - وجهين لحقيقة واحدة منذ 14 قرنا متصلة ؟ بل كيف يكون مقبولا ، حتى من الناحية المنطقية البحته أن تطرح صيغة كهذه ، لا يمكن ان تتحقق الا باقتلاع الاثنين معا ، اذ يتعذر عضويا فصل أحدهما عن الآخر ؟. ثم ان من وجهة نظر عملية -واكاد اقول مصلحية - كيف يكون مقبولا ان يفرط دعاة القومية في قيمة الاسلام فيلحقون بنا خسائر فادحة على جبهتين : جبهه تمتد في عمق التاريخ ، تسفر عن اسقاط علماء فطاحل من غير العرب صنعوا حضارة الاسلام ، وأثروا حضارة الانسان ، وجبهة تمتد في عرض العالم الراهن ، اذ تفقد بهذا الطرح عمقا اسلاميا لا حدود له -بشري واقتصادي - يمتد من اندونيسيا الى قلب افريقيا أو من ( غانة الى قرغانة ) في وسط آسيا ، بتعبير الرحالة العرب .... وعلى الجانب المتعلق بالاسلاميين ، فان رفضهم تيار القومية العربية متأثر في الحقيقة برصيد من الخلفيات التاريخية والممارسات العملية التي يصعب تجاهلها ، واول هذه الشكوك ترسب نتيجة مواقف بعض دعاة القومية العربية ، التي خلطت بين الخلافة العثمانية والاسلام ، ورفضت الاثنين معا منذ العشرينات ، باسم العلمانية ، ثم الدور البارز الذي لعبه غير المسلمين في قيادة الحركة القومية ، وآخر هذه الشكوك ترسب في أعقاب المحنة التي تعرضت لها الحركة الاسلامية على أيدي الأنظمة التي تبنت القومية في الخمسينات والستينات ... ورغم ان مثل هذه الشكوك والممارسات تبرر موقف الاسلاميين الرافضين لفكرة القومية ، الا أن القضية المبدئية هنا تتمثل في السؤال التالي : منذ متى يمكن أن تعد التطبيقات حكما مطلقا وليس نسبيا ، على مدى سلامة المبادئ والقيم ؟ وكما ينبغي ألا ندين الاسلام بتصرفات الناطقين باسمه او المحتمين به ، ينبغي ان نطبق المعيار ذاته على غيره من الافكار والمعتقدات وبينها القومية .....واذا انكرنا على دعاة القومية تحميلهم مساوئ الخلافة العثمانية على الاسلام وعجزهم عن تقديم مفهوم مقبول لمسألة العلمانية ، فاننا ننكر بنفس القدر على الدعاة الاسلاميين تحميلهم مواقف بعض الكارهين للاسلام ، او ممارسات بعض الانظمة ، على فكرة القومية ! ان الاسلام الذي حارب العصبية العرقية ، واعتبرها نوعا من الجاهلية ، واكد ان المؤمنين اخوة ، وانه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ، هو ذاته الذ اعترف بوجود الانتماءات القومية ، والنص القرآني ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) هو بمثابة تقرير لهذه الحقيقة ، والصحابة الأول لم يجدوا حرجا في التعامل مع ذلك الواقع ، حتى ظل صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي في طليعة هذا الجيل ، ولم يخل ذلك على اي نحو لا بمكانتهم ولا بصدق ايمانهم ....لم يطالب احد منهم بان يتخلى عن انتمائه وقومه ، ولم ينكر عليهم ان يظل الواحد منهم روميا او فارسيا او حبشيا ، على ندرة عددهم في البحر العربي الواسع وقتذاك ، بل ان كل منهم كان نموذجا حيا يجسد امكانية التفاعل الحي بين الدين والقومية ...على اننا ونحن نعالج الامر من زاوية الهوية والذات ينبغي ان نفرق بين الاسلام كعقيدة والاسلام كحضارة وخلفية ثقافية واجتماعية ، اذ يظل الاسلام - العقيدة هو من شأن الناطقين بالشهادتين ، المعنيين بالاركان الخمسة ، المخاطبين بالقران والسنة بالدرجة الاولى ......أما الاسلام -الحضارة والخلفية الثقافية ، فهو حقيقة يعيشها الجميع في العالم العربي بوجه أخص ممتزجة بنسيج العقل والوجدان ابدا ، وبالدم احيانا ، فضلا عن ان الفهم الصحيح للاسلام يتعامل مع الانسان بوصفه انسانا ، وبصرف النظر عن دينه او ملته ، موفرا له مناخ الخلق والابداع تحت ظلال العدل والحرية ، من هذا المنطلق كان ترحيب قبط مصر بالفتح الاسلامي على يد عمرو بن العاص ، وكان العون الذي قدمه اليهود لطارق بن زياد في فتح الاندلس . ومن هذا المنطلق كتب ( اناثول فرانس ) في ( الحياة الجميلة ) -على لسان احد ابطال روايته - " ان أشأم يوم في تاريخ فرنسا ، هو معركة "بواتييه " -بلاط الشهداء - عندما تراجع العلم العربي والفن العربي والحضارة العربية سنة 732 ، امام همجية الافرنج "...ومن هذا الباب كانت اسهامات غير المسلمين -اليهود والمسيحيين في رصيد الحصارة الاسلامية ، واستعراض الاسماء التي أوردها ابن النديم في ( الفهرست ) والقفطي في ( اخبار الحكماء ) يكشف عن هذه الحقيقة بوضوح ناصع ....ولان الباب بقي مفنوحا على مصراعيه في اغلب عهود الحكم الاسلامي ، فقد فضل كثيرون من اليهود ان يكتبوا تراثهم الفكري بالعربية وليس العبرية ، والاسرائيليون انفسهم يعترفون بان النسبة الاكبر من تراثهم مكتوب بالعربية ، وبنفس القدر لم يتردد المسيحيون في ان ينقلوا الى العربية ما ترجموه من مؤلفات الاغريق ، مفضلينها على السريانية حتى ان بعض هذه المؤلفات قد اندثر ما كتب منها باليونانية ، ولم يعرفها العالم الا من خلال الترجمات العربية التي تمت على ايدي المسيحيين كما حدث في كتاب (أقليدس ) الشهير (الأصول ) وفي كتاب المنطق لأرسطو الذي تبين ان مخطوطه العربي سابق في تاريخه على اقدم مخطوط يوناني متوفر الان ..خلاصة القول في هذه النقطة ، اننا عندما نقول بالهوية الاسلامية العربية ، ينبغي لا تؤخذ هذه المقولة في شقها الاسلامي باعتبارها الزاما للاخرين باعتناق الاسلام ، ورغم ان هذه قد تبدو بديهية ، على الاقل بالنسبة لاي قارئ منصف للتاريخ ، الا ان بعض ذوي الافق الضيق والكارهين للاسلام لا يزالون يروجون لفكرة ان الهوية الاسلامية لابد وان تكون على حساب اصحاب الديانات الاخرى ...ولست بحاجة لأن استطرد في عرض موقف الاسلام من غير المسلمين ، مكتفيا بشهادة واحد من أهلهم ، هو وزير خارجية اسرائيل الاسبق ( أباايبان ) الذ كتب في "قصة اليهود " يقول : ان اليهود لم بعرفوا درجة من الازدهار وتحقيق الذات طوال التاريخ كله الا مرتين : في الولايات الامريكية اليوم ، وفي الأندلس الاسلامية منذ قرون .... ان الهوية الاسلامية العربية ، لا يعبر عنها سوى مشروع اسلامي عربي ، وكما قلت فان اي مشروع لا يقوم على هاتين الدعامتين محكوم عليه مقدما بالعجز والفشل ، وستظل حيرتنا قائمة وسيظل تمزقنا مستمرا ، طالما ظللنا نتوق -ولا اقول نتسول - هوية ومشروعا من عند الاخرين خراج الاطار الاسلامي والعربي ... حقا ان المشروع الاسلامي العربي الذ ي ندعوا اليه ليس جاهزا ، ولكن خاماته فقط المتوفرة بين ايدينا ، وسوف يحتاج اعداد هذا المشروع وصياغته الى سنوات من العمل الجاد والدؤوب والى مشاركة العديد من العقول الخبيرة والمؤمنة ، والى نضال لا يكلّ ، من اجل ان يعبر هذا المشروع عن طموحات هذه الامة وحلمها في التحرر والتقدم والانتصار . اعلم ان تلك معركة شاقة ومضنية وجبهتها عريضة ، تتوزع بين الاعداء والادعياء ، ولكن الهدف العظيم لا يمكن بلوغه الا بثمن عظيم ، وهل هناك اثمن واعظم من ان يتحرر الانسان من الرق ويسترد ذاته السليبة لينطلق بغير اصفاد نحو بناء يومه وغده .. ويوم يكون لنا مشروعنا الاسلامي العربي ، لن تخجلنا اجابة طفل عربي حول ماهية مثله الاعلى ، سيكون طارق بن زياد هو البطل بغير منازع ، وسيوضع الكاوبوي في مكانه الطبيعي كومبارس بالكاد ، هذا اذا بفس له دور .
__________________
**تراب الصحراء** كان ماني للخليج لسان باليوم العسير .................. جعل مالي يوم أسند لا حزام .. ولاظهـر الوطن مجلس تعاون به قوافلنا تسير ........................ والحقود يموت غل وتنفطر كبده فطر السعودي مع هل البحرين لاصاح النذير ................... والاماراتي عماني .. والكويتي مع قطر
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
العرض الشجري |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحرية بين الاسلام والغرب .. | محمد العيدان | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 3 | 14-02-2010 06:53 AM |
مرة اخرى ..حليمة بولند: ذكائي الإعلامي نادر وحليمة وبس... ومن بعدها الطوفان | محمد العيدان | الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) | 5 | 08-02-2010 08:08 PM |
مواطن سعودي يعتنق الاسلام تصور | هيون الرياض | القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) | 2 | 17-11-2009 04:58 AM |
الطوفان الدرامي قادم ..115 عمل .. فهل من مشاهد ؟؟؟ | محمد العيدان | الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) | 12 | 17-08-2009 10:54 AM |
Powered by vBulletin® Version
Copyright ©vBulletin Solutions, Inc
SEO by vBSEO 3.6.0
LinkBack |
LinkBack URL |
About LinkBacks |