قصة فيلم The Lovely Bones ويحكي "بيتر جاكسون" بشكل شاعري حياة "سوزي" الجديدة بسعادتها في اكتشاف جمال العالم الآخر، وحزنها وهي تراقب عائلتها تئن وتتعذب لفراقها. بطلة الفيلم إن "العظام الجميلة" فيلم يتحدث عن الحب بمعناه الكبير، يسائل الحياة والموت بسلاسة، ويجعلنا المخرج منذ الوهلة الأولى نتحول إلى "فلاسفة" رغما عنا، نسائل أنفسنا كما تسائلنا الصورة وتخلق أمامنا علامات الاستفهام الكبيرة لأسئلة وجودية. فالفيلم لا يطمح إلى التشويق البوليسي، أو إلى الملاحقات التي تقطع أنفاس المشاهدين، بل الهدف منه هو تحريك الأحاسيس والمشاعر من أجل الانتباه أولا إلى مشكل ذي بعد عام، هو اغتصاب الأطفال والجرائم البشعة التي تنفذ ضد شريحة ضعيفة وبريئة. والفيلم ثانيا نداء لنحيا الحياة كما هي، أي أن نكون سعداء في انتظار السفر الأخير.
مشهد من الفيلم الفيلم إذن قصيدة شعر حزينة، جميلة وقاسية كالحياة. فيلم مختلف عن الوصفة الهوليوودية وتوابل السينما الأمريكية، استعان فيه المخرج بأسماء كبيرة لتحقيق مبتغاه، لأن صدق الإحساس هو الوحيد الكفيل بتحريك مشاعر المتلقي، لذلك أسند للممثلة الشابة المرشحة للأوسكار "ساوورس رونان" دور سوزي سالمون، والفائزة بجائزة الأوسكار "راشيل ويز" دور الأم، والمرشّح للأوسكار "مارك ويلبيرغ" دور الأب، والفائزة بالأوسكار "سوزان ساروندون" دور جدة سوزي، وأخيرا "ستانلي توتشي" المرشح بدوره لجائزة الأوسكار دور قاتل ومغتصب سوزي. ويرى بعض النقاد في "العظام الجميلة" أو "العظام الرقيقة" نوعا من المراجعة الذاتية التي تتمحور حول استعداد سوزي للصفح عن قاتلها، ورأى بعض نقاد الأدب في الرواية أنها تنتمي الى تيار ما بعد اعتداء الحادي عشر من سبتمبر 2001، والرغبة في الصفح عما حدث ونسيان المأساة. لكن الفيلم مبني على ترقّب المشهد التالي ومعرفة ما إذا كان القاتل سيدفع ثمن جريمته أم لا وكيف. ولا شيء في سياقه يحمل رغبة ما في النسيان والغفران، على العكس ها هي سوزي تقول بعد موتها وتحولها إلى روح هائمة: "حين كنت صغيرة لم أكن أكره أحدا. لكنني الآن لا أملك إلا الكره". فيلم يستحق المشاهدة لمشاهدة اغنية الفيلم __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|