الفنان طارق العلي وقع بـ "ورطة" بعد ان تبرع للشعب السوري لم يتصور الفنان طارق العلي أن يتحول تبرعه المادي لمساعدة الشعب السوري إلى اتهامات له بالطائفية و«نصرة الطائفة السنية لتقتل الشيعة»، ويتحول عمل الخير الذي قصد به وجه الله تعالى إلى حرب شعواء ضده، مؤكداً أنه سبق وتبرّع لـ «حزب الله» اللبناني (الشيعي) في حربه ضد إسرائيل، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «أخواله» ينتمون إلى المذهب الشيعي.
وقال العلي - الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية لتقديم واجب العزاء بولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف - في اتصال هاتفي مع «الراي»: «قدمت التبرع منذ أسبوعين، وكان بدافع إنساني لمساعدة اللاجئين السوريين على الحدود، ولكن يؤسفني أن الموضوع تحول إلى أمر طائفي وتعرضت للشتم، والبعض قال إنني أقف مع طائفة على حساب أخرى، مع أنني لست من أصحاب هذه الأفكار ولا أنظر إلى الإنسان بصورة متجردة عن دينه، طائفته، عرقه أو لونه».
وأضاف: «عندما كان (حزب الله) في حربه ضد إسرائيل قمت بالتبرع له، وما أريده من خلال التبرعات هذه أن يتقبل الله عملي ويكون في ميزان حسناتي وليس لرضا فلان أو علان عني».
وأكمل العلي: «المؤسف أنه بدلاً من أن يشكر البعض ما قدمته، أجد أنهم يشتمونني مع أنني أهتم فقط برضا الله، ولو كان المتضررون أناساً في إيران أو الهند فسأساعدهم».
وأبدى الفنان استغرابه من تأويل البعض لتبرعه بأنه دعم لقتل الشيعة، بينما هو هدف لمساعدة شعب وإنسان، و«في النهاية النظام السوري هو بعثي وليس شيعياً»، مؤكداً على أن دعمه لا علاقة له بالسياسة أو الهجوم على نظام، بل إنه من الداعين إلى الحوار الهادئ حتى يتم وقف نزيف الدم السوري الغالي، وان الموضوع لو كانت له علاقة بالسياسة لما كان تدخل فيه من البداية لأنه بعيد عنها.
كما تساءل العلي عن سبب الهجوم عليه تحديداً «بينما هناك شخصيات عامة كثيرة تبرعت ودعمت الشعب السوري وساندته، فلماذا استهدفت أنا تحديداً؟... بس طارق اللي تحرك وتبرع!». واعتبر أن «على هؤلاء المرتزقة أن يتوقفوا عن محاولاتهم لإيجاد خصومة بيني وبين أهلي، فكما هو معروف أن اخوالي ينتمون إلى المذهب الشيعي، فهل يعقل أن أحارب أهلي؟».
وأشار إلى أنه لا ينسى الدور الذي قام به الشعب السوري من دعم للكويت وشعبها أثناء فترة الغزو العراقي، معتبراً أن على الجميع العلم بأن النظام السوري في قتله للناس لا يفرّق بين مسلم ومسيحي أو سني وشيعي، بل يهدف فقط إلى إبقاء نظامه».
وعن المبلغ المالي الذي تبرع به، قال: «لا أريد أن أعلن عنه، ولكنه مبلغ سيساعد أسراً محتاجة ويسهّل عليها تسيير أمورها في ظل الظروف القاسية التي تعيشها»، لافتاً إلى أنه لم يكن يريد أن يعلن عن «التبرع» منذ البداية «ولكن الأخوة جزاهم الله خيراً أعلنوا عنه، وأترفع عن ذكر المبلغ لأننا أردنا به مساعدة أخوة لنا وليس عمل (شو)، وفي النهاية الشعب السوري كريم ومضياف وليس فقيراً وإنما يمرّ بمحنة أدعو الله أن تنفرج قريباً ويعود الناس إلى بيوتهم في القريب العاجل».
وفي موضوع منفصل، أكد العلي موافقته وتأييده لاقتراح النائب نبيل الفضل حول ضرورة قيام المجتمع الكويتي بالتبرع والدعم لإعادة ترميم المسجد الكبير، «ولا ننتظر دعم الجهات الحكومية لأنه في النهاية نحن ككويتيين نقدم مساعدات لبقاع الأرض كافة، فلماذا لا ندعم بلدنا؟!». __________________ عندما لا نبكي على احزاننا هذا لا يعني اننا فقدنا الاحساس لكن اوجاعنا كثرت فاكتفينا بالصمت . . .
|