25-02-2009, 03:20 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| [ أرشيف الموسوعة الصحافية ] غانم الصالح: الشيخ عبد الله الجابر أهداني قلم «باركر»
من أبرز الأنشطة التي أقامها معرض الكويت للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين التي انتهت أخيراً.. استضافة فنان كبير، يعد أحد فرسان الدراما الخليجية خلال نصف قرن هو القدير غانم الصالح.. وكانت لفتة رائعة دالة على المحبة والوفاء أن يكون مدير الندوة صديقه ورفيق دربه الفنان القدير محمد المنصور. «بو صلاح» في كل أعماله هو «الجوكر» البارع في تقمص جميع الشخصيات، فهو الطيب والحنون، الثري والفقير، المضحك والمبكي.. صاحب مشوار زاخر بالعطاء في فنون المسرح والتلفزيون والإذاعة.ومازال متعه الله بالصحة والعافية في جعبته الكثير من الأحلام.
حصد عشرات الدروع والجوائز وشهادات التقدير.. وكان أحد مؤسسي المسرح العربي في العام 1961، ومن أشهر أعماله المسرحية: علي جناح التبريزي، باي باي لندن، حرم سعادة الوزير، مضارب بني نفط، وفرسان المناخ. أقيمت ندوة الاحتفاء به تحت عنوان «تجربتي» وهو عنوان مميز يختزل المحطات ويقدم الرؤى ويستخلص العبر.. إنه شهادة إبداعية أدلى بها مبدع كبير. شهدت الأمسية حضورا لافتا على رأسه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي.. وفي البداية قال عريف الأمسية الفنان القدير محمد المنصور: أشكر المجلس الوطني على دعوتي لأكون عريفا لندوة زميلي وصديقي غانم الصالح، ثم أعطى نبذة مختصرة عن المحتفى به.
في بداية شهادته أوضح الصالح أن جيله ليس من جيل الرواد، حيث سبقهم جيل مهم يتزعمه محمد النشمي، عقاب الخطيب، صالح العجيري وآخرون. وأشاد بجهود هؤلاء الرواد في تأسيس حركة مسرحية تتسم بالجرأة الشديدة في الطرح.
وأشار إلى بداية مسيرته الاحترافية مع تأسيس المسرح العربي في العام 1961 بقيادة الرائد المسرحي زكي طليمات.. أما الفترة السابقة على هذا التاريخ والتي تصل إلى نحو عشر سنوات فقد قضاها طالبا بارزاً وهاويا في المسرح المدرسي حتى أنه حصل على قلم «باركر» من وزير المعارف الشيخ عبد الله الجابر، تشجيعا له.
صقر قريش
أولى مسرحياته كانت «صقر قريش» بطولة وإخراج زكي طليمات، وعرضت على مسرح ثانوية الشويخ.. وأشار الصالح إلى أنهم استمروا في البروفات أكثر من ستة أشهر لإتقان الأداء والحركة على خشبة المسرح. بالنسبة للتلفزيون، بدأت المسيرة مع تأسيسه في العام 1962، حيث ذكر الصالح أن التلفزيون أخذ كل وقته، خصوصا أن الأجهزة في تلك الفترة لم تكن متطورة، وكانوا يضطرون إلى إعادة تصوير بعض المشاهد ساعات طويلة جداً.. لكنهم كانوا يعملون بحب وإنكار للذات ولا يفكرون أبدا في الشهرة أو الفلوس، فالأجور آنذاك كانت من 15 إلى 20 دينارا. حول علاقته مع المسرح قال: المسرح أبو الفنون، تعلمنا التمثيل على خشبته، وكنا نقدم عروضا على مدار الشهر والجمهور كان من علية القوم من شيوخ ورجال دين وإعلاميين.. أما الآن فالمسرح للتسلية ولا يرتاده سوى الأطفال مع الخدم.. وهذا يشعر الفنان بالإحباط.. كما إننا في عروضنا كنا نعالج القضايا المختلفة أولا فأولا، وكانت هناك جرأة في الطرح وتجاوز الخطوط الحمر. وانتقد الصالح عدم وجود صالات مسرحية مجهزة، «فمعظم المسارح الموجودة قديمة جدا، وتفتقر إلى التقنيات الحديثة.. وبهذه الإمكانيات لن نقدم مسرحا جاداً». وطالب الصالح بإنشاء نقابة للفنانين تحميهم من استغلال المنتجين وتمنع الدخلاء من تشويه سمعة الوسط الفني.. منتقدا بعض الصحافيين والمنتجين الذين يضخمون من شخصيات نكرة. كما عاب على جيل الشباب تسرعه ورغبته في النجاح والشهرة بأقل جهد.. «لذلك نجد بعضهم لا يلتزمون بالوقت رغم أن الفنان من غير التزام لا أخلاق له».. وردا على إحدى المداخلات أكد الصالح انه لا ينتقد جميع الشباب، ففيهم موهوبون وأصحاب طاقات فنية، لكنه يعيب على البعض الاستعجال وعدم الالتزام.
ودعا الصالح الجهات المعنية إلى إنشاء مسرح قومي للدولة يستوعب الطاقات الفنية التي تتخرج سنويا من المعهد العالي للفنون المسرحية، وتتوافر لهم الإمكانيات لتقديم عروض راقية بدلا من مسرحيات «السندوتش» التي لا تجوع ولا تشبع.
كما طالب بإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي تتوافر بها الديكورات التي تساعد على إنتاج أعمال تراثية وتاريخية. وأعقبت شهادة الفنان القدير مجموعة من المداخلات المهمة والاستفسارات، من أبرزها مداخلة الروائية ليلى العثمان التي عبرت عن إعجابها بالفنان الكبير وقدرته على أداء جميع الألوان الدرامية، كما أشادت بجيل العمالقة والمناخ المميز الذي عاشوا فيه.. وانتقدت غياب الفنانين الشباب عن مثل هذه اللقاءات المهمة.. كما انتقدت الرقابة وتسيد الأصوليين في الساحة وغياب المسارح المجهزة.
ردا على سؤال حول غياب المسرح الجاد قال الصالح: كيف نقدم مسرحا جادا وميزانية الفرق الأهلية لا تغطي المصاريف الإدارية؟ ولهذا السبب تحولت إلى «قعدات لشرب الشاي».
حول ما أثاره د. حمود القشعان عن النظرة السلبية للمجتمع الكويتي كما تظهرها الدراما قال الصالح: في الأربعينيات كان الكويتي يمارس كل المهن بلا استثناء، لكن بعد ظهور النفط اختزلت كل الشخصيات في نموذجين التاجر والموظف.. وبالتالي لم يعد هناك الثراء الذي يضفي الحيوية على صناعة الدراما، بالإضافة إلى ندرة المؤلفين الدراميين وعجز بعضهم عن الكتابة الذكية الجاذبة للجمهور.
الخميس 4 ديسمبر 2008 |
| |