20-08-2013, 04:37 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| الفيلم الألماني «باربرا».. ورغبة التحرر من الشيوعية الفيلم الألماني «باربرا».. ورغبة التحرر من الشيوعية
سيظل فيما يبدو أمام المبدعين الألمان قصص كثيرة يروونها عن فترتين مهمتين في تاريخ ألمانيا، فترة النازية وفترة الستار الحديدي في ألمانيا الشرقية, فهما فترتان مليئتان بالأحداث والمآسي والمواجع التي ظلت موسومة في ذاكرة فنانيها. ومن هذه القصص ما يرويه فيلم «باربارا» عن طبيبة ألمانية تدعى باربارا (قامت بدورها نينا هوس) كانت تعمل في مستشفى مرموق في برلين الشرقية قبل انهيار سور برلين وقد تم نقلها نقلاً تأديبياً إلى مستشفى في ضاحية بالقرب من بحر البلطيق، بعد أن طلبت رسمياً مغادرة برلين الشرقية. بعد انتقال الطبيبة تتعرف إلى طبيب يدعى أندريه (قام بدوره رونالد رزيرفيلد) متعاون مع البوليس السري, ويحاول التقرب منها لكنها تعرف بأنه كاتب تقارير ولذلك تحاول طوال الوقت التهرب منه وفي الآن ذاته تخطط لمغادرة البلد للالتحاق برجل تربطها به علاقة ويريد أن يتزوجها وهو يقيم في ألمانيا الغربية. وأثناء عملها في المستشفى يتم التضييق عليها أكثر من قبل السلطات الأمنية حيث يتم تفتيش محتويات شقتها في كل مرة يفتقدون فيها أثرها بعد انتهاء ساعات عملها وعدم رجوعها إلى مكان السكن. الفيلم يبين كما فيلم ألماني سابق شبيه هو «حياة الآخرين» طبيعة الحياة في برلين الشرقية بعد انتهاء الحرب العالمية في ظل الحكم الشيوعي. ولكن إذا كان فيلم “حياة الآخرين” يروي قصة عالم الفنانين فهنا نحن نرى حياة الأطباء وما يعانونه، وحياة الناس العاديين حيث الكل يحلم بالهجرة وحيث الناس تعمل كتاب تقارير دون رغبة منهم كما شاهدنا ذلك أيضاً في «حياة الآخرين». مخرج الفيلم الألماني كريستيان بيتزولد والذي شارك في كتابته مع هارون فاروكي، حاول قدر الإمكان أن يرينا الصورة من الخارج فكان دائماً يعتمد مسافة من الممثلين واللقطات كانت دائماً متوسطة إلى طويلة حيث المقصود ليس الأشخاص بقدر ما هي الحالة العامة للفيلم. لم يكن هناك ترف بصري ولكن كل مشهد كان يضيف إلى القصة بالقدر المطلوب والمحدد تماماً كما هو أغلب الحال في السينما الألمانية. وقد حاز المخرج على جائزة الدب الفضي لأحسن إخراج من مهرجان برلين. وهو الفيلم الذي تقدمت به ألمانياً رسمياً للترشح لجائزة الأوسكار الأخير لكنه لم يصل إلى القائمة النهائية. لا يملك من يشاهد الفيلم إلا أن يقارن بينه وبين فيلم «حياة الآخرين» لأنهما يحكيان عن فترة زمنية واحدة وأجواء الفيلمين قريبة ولكن تظل قصة «حياة الآخرين» أغرب وأكثر بقاء في الذاكرة. ورغم ذلك يكشف فيلم «باربارا» أجواء تبدو هادئة ولكنها تخفي في ظلالها إحساساً بالقهر ورغبة جارفة في الانعتاق والتحرر.
المصدر : جريدة اخبار الخليج
|
| |