مشاهدون منحوا الفيلم العلامة التامة
«أنا الحقير 2».. «غرو» يعتزل الشــر
وصف مشاهدون الجزء الثاني من فيلم الرسوم المتحركة «أنا الحقير»، الذي يعرض حاليا في دور السينما المحلية، بـ«الجميل والمبهج»، مشيرين إلى أن الفيلم، رغم اسمه السلبي ودلالاته، خصوصا أن جمهوره الأول هم الأطفال، إلا أنه حافل بالدروس والعبر التي يخرج بها المتلقي. وأكد آخرون استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، أنهم يفكرون في مشاهدة الفيلم مرة أخرى، بسبب البهجة التي منحها لهم الفيلم وبثها في نفوسهم، مانحين «أنا الحقير» العلامة التامة، ناصحين غيرهم بمشاهدة العمل المبهج، حسب تعبيرهم.
الحب ينتصر
قبل النهاية، يتمكن غرو من مواجهة الشرير، الذي يهدده بقتل حبيبته لوسي، وبعد أن يعيد غرو الكائنات إلى حالتها الطبيعية، يدافع عن حبه حتى النهاية وينتصر، ويقرر غرو ولوسي الزواج وسط فرحة الأطفال الذين اتخذوا من لوسي أما جديدة لهم.
من جهته، توجه عبدالله المريدي، الذي اصطحب ابنه من ذوي الإعاقة، إلى الأهالي الذين لديهم أبناء بحالات إعاقة إلى اصطحاب أبنائهم لمشاهدة هذه النوعية من الأفلام، مضيفا «ابني عمره الحقيقي 22 عاما، لكنه بعقل طفل لم يبلغ السادسة، ولم أرَ ابتسامته وأسمع ضحكاته من مدة، إلا اثناء مشاهدة هذا الفيلم، وقررت أن أصحبه دائما لمشاهدة هذه النوعية من الأفلام».
وتابع المريدي «وجدت ابني يريد ان يرى كل المشاهدين سعادته، حتى انه بعد الفيلم حضنني وشكرني، ما جعلني أتأثر كثيرا، وأتوجه من خلال (الإمارات اليوم) إلى الناس بأن يبادلوا ابني وأمثاله الابتسامة، فذلك يعزز ثقته بنفســه، وعلى الأهالي أن يعلمـوا أبناءهم الأسـوياء فعل ذلك أيضا».
يطل الشرير «غرو» في الفيلم بصورة مغايرة، إذ أصبح طيبا قد اعتزل الشر، والسبب يعود الى قراره تربية ثلاثة أطفال يملأون عليه حياته حبا وفرحا، ورغم ملامحه القاسية، إلا أنه يحمل جوهرا نقيا، خصوصا حينما تدفعه الأحداث الى العمل في مهمة نبيلة.
ويؤدي صوت الشخصيات في «أنا الحقير» كل من ستيف كارل، وراسل براند، وميراندا كوسجروف، وكريستين ويج، وكين جيونغ، وبنجامين برات، والفيلم من تأليف سينكو بول وكين داوريو، وإخراج كريس ريناود وبيار كوفين.
ملامح قاسية
مع أن «غرو» اعتزل الشر كمهنة كان يكسب منها، وتجلب له السعادة، بعد أن أصبح مربيا لثلاثة أطفال (مارغو، أغنيس وأديث) فقدوا ذويهم، إلا أن ملامح القسوة مازالت حاضرة، فهو يظهر في الفيلم، وهو يتحدى هذه الملامح، بسلوكه الطيب، فهو يعيش بين أطفال يحبونه ويحترمونه، حتى إنهم يبحثون له عن حبيبة تشاركه حياته.. كل هذا الجو يظهر بعد المشهد الأول الذي ينبئ بحلول كارثة على الأرض، إذ يظهر مغناطيس كبير من السماء يجذب كل ما هو حديد، حتى يصل الى معمل خاص لتصنيع مواد خطرة على الأرض، إذا استخدمت بطريقة خاطئة.
ليلى عدي (سبع سنوات)، من جهتها، قالت إنها أحبت الفيلم، وأدركت أن الخير ينتصر دائما، لافتة إلى أن «غرو» مع أنه مخيف شكلاً، إلا انه طيب القلب، ويحب أطفاله. بينما وصفت زينة بندقجي (14) عاما الفيلم بالجميل والمضحك جدا، خصوصا المشاهد التي تتعلق بالكائنات الصفراء الصغيرة، معتبرة أن «غرو» شخصية مؤثرة جدا في العمل، فهو شرير في الأساس، إلا أنه يتحول الى طيب القلب. من جهتها، قالت علياء الظاهري (11 عاما)، إنني «أنصح صديقاتي بمشاهدة الفيلم، إذ إنه حافل بالمغامرات الشيقة، والدروس المستفادة».
القرار
يحتفل «غرو» بعيد ميلاد الصغيرة من أطفاله، ويلبي احتياجاتهم كلها، لاسيما أنه اصبح خبيرا في صناعة الهلام والمربى، من خلال مصنع كبير يعمل فيه صديقه (الشرير سابقا أيضا)، وأتباعه المخلوقات الصفراء الصغيرة، وبعد الحفل يتعرض للخطف بطريقة بوليسية من قبل «لوسي وايلد»، وهي ضابطة في منظمة «اي في ال» أي وكالة اليقظة من الأرض ضد الأشرار، فيقف «غرو» أمام مديرها ويؤكد له أنه اعتزل الشر، وأصبح خلوقا، فيؤكد له أن هذا هو المطلوب في المهمة التي سيكون مسؤولا عنها، وهي البحث عن سارق المصنع المختص باختراع مواد خطرة إذا استعملت بشكل خاطئ، إذ إن المادة المسروقة قادرة على تحويل مخلوقات غير مؤذية إلى وحوش مدمرة وشرسة لا يمكن السيطرة عليها، فيوافق «غرو» لكن على مضض. وبلغة الكبار، قال جيفارا أيمن (تسع سنوات)، الذي اصطحب شقيقه نورس (أربع سنوات) لمشاهدة الفيلم برفقة والديهما، إن «العمل فيه كثير من الجماليات التي قد يفهما طفل بعمر شقيقي، فالصور والرسوم والحركات المفاجئة تضحك الجميع، وحتى الأصوات قادرة على خلق حوار بين الأطفال والشخصيات»، مؤكدا أن «الفيلم يدور حول قصة رائعة، من الجميل أن يعرفها الجميع، وأنصح الأهالي باصطحاب أبنائهم لمشاهدته».
من جانبها، رأت زينات عبدالرحمن التي اصطحبت أبناءها الثلاثة، محمد ودعاء و مروة (أعمارهم تراوح بين خمس و15 سنة)، أن أهم ما في الفيلم أن «الشكل ليس كل شيء، وما يكون داخل النفس هو الأهم»، موضحة أن «الشخصية الرئيسة في الفيلم قبيحة الشكل، وقاسية الملامح، الا أن صاحبها كبير القلب وحنون وعطوف، وهذا حقيقي، فنحن ننخدع بالمظاهر، ولا نعرف المخبأ وراء الملامح».
وتستمر الأحداث التي يشترك فيها كل من غرو و لوسي، في البحث عن الشرير الذي يريد تحويل الكائنات الخيرة الى شريرة، وتبدأ عواطف غرو تجاه لوسي بالظهور، لكنه يحاول انكارها دائما. تتوالى الأحداث، ويتعرف غرو شديد الذكاء إلى المجرم من النظرة الأولى، لكن الوكالة لم تصدقه، وألقت القبض على آخر، معلنة انتهاء مهمة غرو، وتخبره بأن لوسي ستغادر إلى أستراليا فينفطر قلبه.
العودة
الشرير الحقيقي مازال حرا، وأعماله في تزايد، حتى إنه سرق أتباع غرو من الكائنات الصفراء الصغيرة، وعندها يقرر غرو ملاحقته بشكل شخصي، خصوصا بعد أن سمع عن اختطاف لوسي، فيعد العدة والخطة، ويكتشف أن الهلام الذي يصنعه هو ما سيعيد الكائنات التي اصبحت شريرة الى رشدها، ويصدق حدسه بهوية الشرير الذي يكون وراء كل ذلك. منذر العراقي (14 عاما)، أشار الى أن الفيلم مملوء بالضحك من بدايته حتى نهايته، ما يبعد الملل عن المشاهد، معترفا «لا مانع لدي من مشاهدة الفيلم مرة ثانية، لأنني من شدة الضحك أشعر بأنني فوتّ على نفسي مشاهد منه». وشاركته الرأي سارة النيادي (13 عاما)، وقالت إن «الفيلم مضحك جدا، ويؤكد أن الأخلاق أهم من جمال الشكل والمظهر، وأن الناس الطيبة من الداخل أفضل من الناس الجميلة من الخارج فقط».
المصدر :
جريدة الامارات اليوم