20-09-2013, 04:04 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| «عجوز.. آن»... نص سردي وضع المخرج في دوّامة / قدمتها فرقة مسرح «الشباب للفنون» الإماراتية «عجوز.. آن»...
| كتب علاء محمود |
في أول العروض الرسمية المشاركة ضمن فعاليات مهرجان مسرح الشباب لدول مجلس التعاون الخليجي بدروته العاشرة، قدمت فرقة مسرح «الشباب للفنون» ممثلة عن الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة الإماراتية عرضاً مسرحياً على خشبة مسرح «الدسمة» بعنوان «عجوز.. آن» من تأليف عبد الله مسعود وإخراج أيمن الخديم، وبطولة ثنائية بين أيمن الخديم وابراهيم الخدومي.
في هذا العرض عمد المخرج أو الكاتب إلى فصل كلمة «عجوزان» وجعلها مقطعين في رمز من الكلمة الأولى إلى عجوز واحد، وفي المقطع الثاني الى الزمن، وبهذا جعل المشاهدين يطرحون تساؤلات حول ما سيرونه فوق خشبة المسرح وزرع التشويق في نفوسهم.
وجسدت «العجوز.. آن» شريحتين من شرائح المجتمع، الأولى لشخص ينتمي إلى الطبقة المكافحة الذي يعمل لتوفير لقمة العيش لأبنائه، لكن في النهاية يكافأ بأن يتم الحجر عليه بعد أن قللوا من شأن وظيفته، والثانية عجوز يمتلك فكراً وطموحات معيّنة لكنه يتعرض للاضطهاد والحجر أيضاً لإيقاف فكره وقمعه.
ظهر كلا العجوزين كأنهما يعيشان داخل مصحّة، يجلسان مع بعضهما البعض، لكن لا أحد منهما له معرفة سابقة بالآخر، ومن خلال الجلوس الطويل أصبحا صديقين يتناقشان في أمور عديدة لتخفيف المعاناة التي يعيشانها، مع ذلك تبقى المأساة باقية في حياتهما، ولم يغيّرها أي نوع من الحوارات أو النقاشات مهما طالت.
وقد شاب العرض المسرحي الكثير من الهفوات الإخراجية أضاعت الفكرة الإنسانية التي وضعها المؤلف في نصّه المنتمي إلى المدرسة الواقعية وفقاً للقضية التي تناولها، والتي وجّهها المخرج إلى المسرح العبثي من خلال رؤيته الخاصة مستعيناً بالديكور التجريدي.
أما الديكور فينتمي إلى المنهج التجريدي، فقد استعان المخرج بعدد من القطع الخشبية وضعها بشكل شبه دائري حول خشبة المسرح، دون أن يستفيد من استغلالها أو توظيفها بشكل جيد خلال عرضه.
أما الأداء التمثيلي فلم يكن حاضراً أبداً بسبب الحوار السردي الذي طغى على العرض برمّته. إذ ان الحركة انحصرت بعدّة خطوات أقدم عليها الممثلان دون ان يملآ الفراغ المسرحي جيداً، كونهما جالسين بشكل عشوائي في أغلب الوقت. ومن خلال هذا النص السردي، تسرّب الملل إلى الجمهور طوال خمسين دقيقة من الوقت، وهو أمر عجز المخرج عن تفاديه مما وضعه في دائرة الفشل كمخرج وكممثل أيضاً لانه لم يمنح الفرصة لإحدى الوظيفتين بالبروز على حساب الأخرى.
أما على صعيد الإضاءة، فكانت واحدة طوال العرض المسرحي «فرش» لم تتغير عن اللون البرتقالي، سوى أن المخرج استعان في بعض الحالات المسرحية إلى توجيه بقع على ممثل واحد فقط، وفي نهاية العرض سلّط ضوءاً أحمر على أحد العجوزين بدلالة على موته. وهذا الثبات على الإضاءة لم يسهم في التعبير عن الحالات النفسية لدى الممثلين، خصوصاً أن الحوار كان سردياً بحتاً.
وفي ما يخص الأزياء، فلم تكن تنتمي إلى بيئة معيّنة أو دولة، ما جعل الفكرة تكون «مغرّبة» لا موطن لها قد تلامس أي بلد كانت. لكن الأغاني التي أقحمها المخرج على لسان أحد ممثليه أشارت إلى عدد من هذه الدول، إذ اختار بعض الأغاني للعندليب عبد الحليم حافظ، وأخرى للفنانة شيرين عبد الوهاب، وكذلك للمطربة فيروز وبعض الأغاني الخليجية القديمة والحديثة في محاولة منه لإضاعة هوية المكان الذي يرمز إليه، كأنما يقول إن القضية موجودة في كل البلاد العربية.
وكما هو معروف، فإن الأزياء لا بد أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع الماكياج، إلا أن المخرج لم يكن موفّقاً أبداً في ذلك، لأن الماكياج لم يظهر الممثلين الشابين كأنهما عجوزان أبداً، ما أضاع الكثير من التصديق النظري للمشاهد والذي من خلاله يدخل إلى مدار الاندماج الحسي والانفعال مع الأحداث المسرحية.
المصدر : جريدة النهار
|
| |