قدمتها السلطنة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح لشباب الخليج الـ 10
«إلهام».. صرخة عمانية لرفض الذل والهوان والتمسك بالكرامة الإنسانية
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 674 * 450.
عندما يصبح الإنسان أسيرا لأبسط مقومات الحياة حينها يرتضي ان تُدهس كرامته تحت أقدام الغرباء فيعيش ذليلا خانعا لا يبالي أو يقع فريسة سهلة للخرافات والخزعبلات فيتضخم الخوف بداخله إلى أن يصبح هو المحرك الرئيسي له، كان ذلك الخط العام الذي انطلق منه الكاتب العماني محمد المهندس في صياغة أحداث مسرحية «الهام» التي مثلت سلطنة عمان في المسابقة الرسمية للمهرجان المسرحي العاشر لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي من تأليف المهندس وإخراج مرشد راقي وبطولة مبارك المعشني، هشام صالح، غدير الزايد، المعتمد اليافعي، محمد العجمي، زينب البلوشية، مكتوم الجليبي، احمد بامخالف، معمر الشحري، عبدالله عبدالجليل، ممدوح المرهون، محمد سالم وايمن الشرف.
انطلق المؤلف المهندس في طرح فكرته من أسطورة الأفعى «الهام» التي تسكن أحد الكهوف في قرية صغيرة بالسلطنة، وتدور الأحداث حول احد الأشخاص الذي يخدع أهل القرية ويصور لهم انه «مخاوي» الأفعى الهام ما يتيح له التحكم في بئر الماء وبمرور الوقت يبسط نفوذه ويتحكم في الأرزاق والأعناق فمن يخالفه او يتأخر عليه في دفع المقابل المادي للماء يكون مصيره الموت بين أنياب الأفعى الهام، ويقع الشيخ في غرام نور تلك الفتاة القوية الأبية الرافضة لحالة الذل والهوان التي سيطرت على أهل القرية ويدور الصراع بين سعيد مخاوي الأفعى الهام من جهة ونور من جهة أخرى لاسيما بعد رفضها الزواج منه وينضم لها عبدالله نجل شيخ القرية وفي خضم تلك الأحداث يقرر عبدالله اقتحام الكهف للقضاء على أسطورة الأفعى الهام حينها يكتشف أهل القرية أن «الهام» ما هي إلا أسطورة استغلها سعيد لتسيدهم.
طرح الكاتب في العمل مجموعة من الأفكار أبرزها رفض الذل والهوان والاستبداد ودق ناقوس الخطر بان الخوف هو العدو الأول للإنسان فإذا ما تملك منه يجعله ذليلا خانعا وبين تلك الحالة المهينة التي سيطرت على أهل القرية نجد أن المؤلف وضع الأمل في الشباب متمثلا في «نور» و«عبدالله» الى جانب المرأة الضريرة «سعيدة» التي كانت صوت الحق في تلك العتمة وبثت كلماتها الأمل في النفوس في مقابل الثنائي «حديد» الذي جسده مبارك المعشني و«الشيطان» الذي قام بدوره هشام صالح. وعلى صعيد الإخراج، وفق مرشد راقي في ترجمة النص بصريا من حيث السينوغرافيا وكانت الديكورات معبرة عن القرية التي تقع في منطقة صحراوية، بينما أجاد توظيف الإضاءة التي عكست الحالة النفسية للممثلين والمشاهد، كذلك كانت تحركات الممثلين على المسرح واعية وتعكس مدى سيطرة المخرج عليهم وانسحب الأمر نفسه على الموسيقى والمؤثرات الصوتية، كما يحسب للمخرج راقي انه اعتمد على الأغنيات والأهازيج التي استقاها من التراث العماني، حيث أراد الكاتب والمخرج أن يؤكدا على ضرورة التمسك بالتراث والأصالة في خضم ما نعيشه من متغيرات على جميع الأصعدة. ومن ناحية التمثيل، بدا جليا مدى اشتغال المخرج على الأداء فتميز الفنان محمد العجمي في دور «مخاوي الهام»، لاسيما انه يتمتع بمقومات جسدية ومساحة صوت ساعدته في أداء الشخصية بتمكن إلى جانب الفنانة زينب البلوشية في دور «سعيدة العمياء»، وكذلك الشابة غدير الزايد في دور «نور».
في الندوة النقاشية لـ«إلهام».. المهندس يدافع عن نصه و مرشد راقي عزيز: ظروف المسرح ومساحته أثرتا على شكل العرض
عبدالحميد الخطيب
بعد انتهاء مسرحية «الهام» التي قدمها مركز شباب صلالة من سلطنة عمان ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان أقيمت ندوة نقاشية أدارتها الإعلامية فاطمة الطباخ بحضور المخرج مرشد راقي عزيز والمؤلف محمد المهندس وكان المعقب الرئيسي فيها د.سكينة مراد وقد استهلت الندوة بالحديث عن العرض قائلة: لقد استوحى الكاتب قصة المسرحية من واقع المجتمع العماني، حيث أظهر بعض القيم والمعتقدات من خلال حكاية خرافة الهام التي تتحكم في أهل قرية جبلية صغيرة حتى يأتي الغريب ويستغل الخرافة للسيطرة عليهم.
وتابعت مراد: لقد استعان الكاتب بالتراث وأسقطه على المجتمع العماني كما اظهر الصراع بين الأفكار القديمة والجديدة ولجأ إلى الرمزية في تجسيد شخصياته لكن الكاتب وقع في عدة هفوات استطاع المخرج ان يتجاوز بعضها ولم يتحكم في الجزء الآخر، قبل أن تضيف: الحياة الواقعية تختلف عن المسرح وكان على المؤلف أن يعي ذلك وان يحذف الأمور التي ليست لها فائدة في العرض، مستدركة: كما أن المؤلف لم يستطع معالجة الفكرة ما فكك البناء الدرامي للمسرحية، أيضا كان هناك خلل في تركيب الشخصيات وتطورها كان مبهما، فلم يستطع المخرج السيطرة عليها، مكملة: وكان هناك تناقض في الحوار والفعل وبعض الممثلين خضعوا للتشنج أكثر من التعبير والمعاناة، كما أن الجمل لم تكن متماسكة أحيانا والحوار كان سلبيا أكثر منه دراميا فاكتفى المؤلف بالشرح والوصف. وأردفت مراد: النص تضمن بعض الأشعار التي طغت على الحوار وهو خطأ جسيم بالإضافة إلى استخدام بعض الأغاني غير المتسقة مع العرض، مشيرة إلى أن المخرج تميز في توزيع الممثلين على خشبة المسرح رغم تفاوت قدراتهم لكنه لم يوفق في استخدام بعض التقنيات مثل مشهد المطر، وتحدثت د. سكينة مراد عن نهاية المسرحية، قائلة: أنهى الكاتب نصه بحل غير درامي ولم ينه الصراع بانتصار طرف على طرف آخر ولكنه قضى على الطرفين معا فكانت النهاية مفتعلة وغير محبوكة وهو ما حاول الكاتب أن يغيره لكنه وقع هو الآخر في فخ الإرباك.
بعد ذلك أبدى عدد من الحضور رأيهم في العرض، ومن ثم عقب المؤلف محمد المهندس على بعض الانتقادات التي طالت نصه قائلا: اختلف مع من يقول ان النص سردي، لاسيما ان الفعل الدرامي هو الغالب عليه، مؤكدا انه سيأخذ كافة الملاحظات بعين الاعتبار.
بدوره قال المخرج مرشد راقي عزيز على الانتقادات التي وجهت للعرض: لا يوجد عمل فني كامل وبالنسبة للأغاني فقد كان همي هو نقل إحساسها وتركيبها على أداء الممثلين، مشيرا الى ان تقديمه لنص تراثي ليس عيبا وقد فعلها الإغريق واليونانيون والأوروبيون من قبل حيث انطلقوا بفنهم من بيئاتهم، قبل ان يضيف: كمخرج اعطي الإبداع للممثل والميكانيكية أساس عرض الهام لكن ظروف المسرح ومساحته أثرت في الشكل النهائي للعرض.
الكويت تمنح 13 جائزة مادية للفائزين في «مسرح الشباب الخليجي العاشر»
أكد رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان مسرح الشباب لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدورته العاشرة عبدالله عبدالرسول ان الكويت ستمنح 13 جائزة مادية للفائزين بجوائز المهرجان بعد الاتفاق مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون دعما منها للشباب المسرحي الخليجي. وأضاف في تصريح صحافي ان هذه الجوائز تم اعتمادها من قبل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون ولجنة التحكيم للدورة العاشرة من مهرجان مسرح الشباب لدول مجلس التعاون وعددها 13 جائزة في مختلف العناصر في المسرح وستمنح الكويت النقد المادي لكل جائزة التي سيتم توزيعها في حفل ختام المهرجان الذي سيكون تحت رعاية وحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح
وذلك على الشكل التالي: افضل عرض مسرحي، افضل نص، أفضل اخراج، افضل ممثل دور أول، افضل ممثلة دور أول، افضل ممثل دور ثان، افضل ممثلة دور ثان، أفضل أزياء، افضل ديكور، أفضل إضاءة، أفضل مكياج، افضل مؤثرات صوتية وافضل عرض متناغم.
الوفد القطري: لا نشكك في نزاهة التحكيم.. ونتمنى إلغاء الجوائز في المهرجانات المسرحية الخليجية
ضمن أنشطة المركز الإعلامي للمهرجان المسرحي لشباب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدورته العاشرة الذي تحتضنه الكويت حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أقيم مساء امس الاول في مسرح الدسمة مؤتمر صحافي حول العرض المسرحي القطري «مساء للموت» المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، تحدث خلاله رئيس الوفد القطري سلمان المري، المخرج علي الشرشري، وأدار المؤتمر الفنانة الكويتية جواهر.
وتحدث المري في البداية، قائلا: المسرح الشبابي يختلف تماما عن المسرح الأهلي، فالأول يعتبر مسرحا تربويا بالدرجة الأولى، مستعرضا بدايات المسرح الشبابي القطري، متمنيا ان يتم إلغاء الجوائز في المهرجانات المسرحية الخليجية كون أن المسألة خرجت عن نطاق المنافسة وخلقت العداوات والمشاحنات بين الشباب المسرحي أسوة بالسائد في البطولات الرياضية وغيرها، وأن تكون هناك آلية مختلفة لا تتضمن الجوائز مستقبلا، لأن الحصول على الجائزة ليس بمنزلة الحصول على كأس العالم.
ومن جانبه، قال المخرج علي الشرشري ان مسرح قطر يعاني من ندرة العنصر النسائي، وبالتالي تمت الاستعانة بأسماء كويتية وبحرينية للمشاركة معهم في المسابقة الرسمية خلال مسرحية «مساء للموت».
وحول جوائز المهرجان وحجم المنافسة قال الشرشري انه يتمنى ألا يصبح توزيع الجوائز مثل «الكيكة» ووفق المجاملات، بل لابد أن تمنح لمن يستحق والأفضل، مؤكدا انه يحترم ويقدر كل أعضاء لجنة التحكيم ولا يشكك بنزاهتهم.
«بروفايل».. تكشف سلبيات استخدام التكنولوجيا في حياتنا
على هامش أنشطة الدورة العاشرة لمهرجان المسرح للشباب لدول مجلس التعاون الخليجي، شهد مسرح كيفان عرض مسرحية «بروفايل» لمسرح الشباب، وهي من تأليف واخراج محمد محب، وتمثيل سارة رشاد واحمد علي واحمد الصقر وفريد الرفاعي، إضاءة بدر معتوق، ديكور عادل جرجس. تناولت المسرحية قضية التكنولوجيا وانعكاساتها السلبية على حياتنا اليومية ودورها في فقداننا الروح الحقيقية والمعاني الجميلة التي كانت تجمعنا، من خلال قصة مجموعة من الأصدقاء ينشغل كل منهم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي، منفصلا مع هاتفه.. فيتحول وجودهم في مكان واحد الى لقاء شكلي فقط وتنعدم لغة الحوار.
ورغم ان العرض حمل قضية عدم الترابط التي أصبحت ظاهرة عامة، الا ان المخرج لم يستغل الطاقات الواعدة بصورة افضل ووظفها في مكانها غير الصحيح، كذلك ادخاله السينما لم يكن ضروريا وسبب نوعا من الملل لدى المتلقي، كما ان تحريك الأجهزة على المسرح وجد صعوبة أحيانا، ما دل على عدم الاستعداد الجيد، أيضا الموسيقى كانت ترتفع أحيانا على أصوات الفنانين، ما اثر على المتلقي وتواصله مع العرض.
في النهاية العرض مجهود طيب من شباب واعد يبشر بمستقبل فني جيد، وقد وفقت الممثلة سارة رشاد بأدائها الذي اتسم بالرقي والنعومة بعيدا عن الانفعالات المتشنجة.