مشهد من العرض
أداء متقن للأبطال أوصل رؤية المخرج والتفاهم بينهم كان واضحاً
كتب حمود العنزي:
ضمن العروض المسرحية الموازية التي تقدم ضمن فعاليات المهرجان، قدمت فرقة «مسرح الشباب» عرضها «بروفايل»، على خشبة مسرح كيفان، الذي تأخر قرابة نصف الساعة، عن الموعد المحدد له في الساعة الخامسة مساء، ويبدو أنه راجع لقلة الحضور من الفنانين، والجمهور.
انتظرنا حتى بدأ العرض، الذي سلط على قضية مهمة من واقعنا الاجتماعي، هي تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على علاقات المجتمع، اذ أصبحت بالفعل علاقاتنا كالحبال تربط بين الانسان ونظيره، وقد ينقطع الحبل بأي وقت، معلنا لحظة النهاية لتلك العلاقة، واليوم وسط مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أصبحنا لا نري أنفسنا، ولايرانا الآخرون الا من خلال «بروفايل» و«أكونت» خاص بكل منا.
فكرة واقعية
فكرة المسرحية واقعية جدا، فكم من علاقة حميمية بين أشخاص أصبحت تتغير لتختزل في مجرد تواصل الكتروني، وكم من أصدقاء تحولت صداقاتهم الى مجرد صور بـ«بروفايلات» ولقاء بالمصادفة، بعدما كانت يومية بالبيوت، والأماكن العامة، كما ان هناك ذكريات كنا نحب ان نحتفظ بها بـ«كبت»، أو خزانة، ونشعر بقيمتها، حتى لو تنوعت المحتويات، أما الآن فلا يوجد شي «نخشه»، ونقفل عليه المفتاح! وحتى بين الأهل والأصدقاء والأزواج، الكلام أصبح مكررا.. لا يوجد شيء جديد نتحدث عنه، وكل ما نقوله ذكريات، أما البقية فنعتبرها أمورا شخصية.. كل شيء تغير.
أداء متقن
أتقن الممثلون تجسيد أدوارهم، وتوصيل الفكرة ورؤية المخرج، والتفاهم بينهم كان واضحا، وكل منهم أظهر طاقاته، وقد استعان المخرج بديكورات بسيطة، من خلال اللوحات السريعة، اذ وضع علامة «فيس بوك» بالمسرح، ولم يضع علامات بقية البرامج، وخاصة الجديدة مثل «انستغرام، واكتفى بحرف «اف» رمز الـ«فيس بوك».
وبالنهاية، يمكن القول ان «بروفايل».. جرس انذار لتراجع علاقات المجتمع تحت سطوة التكنولوجيا.
«بروفايل» تأليف واخراج محمد محب، وبطولة سارة رشاد، وأحمد صقر، وأحمد علي، وآخرين.