[اللجنة الإخبارية والصحافية]

استطلاع شهد إقبالاً كبيراً في عيد الفطر
المسرح في «الأضحى»... يبحث عن الجمهور





| كتب مفرح حجاب |

بينما كانت القاعات مزدحمة بالجمهور وبثلاثة عروض يومياً في عيد الفطر الماضي، يشهد مسرح عيد الأضحى إعلانات عن مسرحيات تعرض لمدة ثلاثة أيام فقط في مؤشر واضح على ضعف إقبال الجمهور، كما أن عدد المسرحيات يتراوح بين سبع وثمان فقط بعد أن تجاوزت الخمسة عشر عرضاً في عيد الفطر، ما يكشف عن وجود خلل في طريقة جذب الجمهور إلى المسرح رغم أن العطلة امتدت إلى 9 أيام... فهل نحن بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة الإعلان للمسرح في عيد الضحى؟ أم أن المسرح لم يعد أولوية للجمهور ليجعل من العيد مناسبة للسفر والسياحة؟... «الراي» تحاول في هذا التحقيق معرفة أسباب تراجع الحضور الجماهيري للمسرح في عيد الأضحى:
يرى الفنان طارق العلي أن «عدم وجود زخم جماهيري على المسرح خلال عيد الأضحى كما هي الحال في عيد الفطر يعود إلى أن الجمهور في رمضان يكون لديه التزام في كل شيء سواء في الواجبات الدينية والعادات والتقاليد والزيارات وغيرها، أي أن هناك حرماناً للنفس من أمور متعددة لا يمكن ممارستها في رمضان كالذهاب إلى المسرح وغيرها، ومن هنا يكون الزخم الجماهيري على المسرح في عيد الفطر أكبر إذا ما وضع في الاعتبار أيضاً أن عيد الأضحى يرتبط فيه الكثير من الناس مع أقاربهم وأهاليهم القادمين من الأراضي المقدسة بعد أدائهم فريضة الحج وينشغلون في الاستعداد والاستقبال ويظلون مشغولين معهم طوال عطلة العيد»، لافتاً إلى أن المسرح في عيد الفطر يحمل بهجة أكبر.
واعتبر العلي أن «المسرح في الكويت مزدهر، والدليل عدد الأعمال المسرحية التي تقدم في الأعياد وفي المناسبات وكذلك عدد المهرجانات المسرحية ومشاركات الكويت في الداخل والخارج، والأهم عدد الفنانين المسرحيين الذين تفتخر بهم الكويت»، لافتاً إلى أنه يعرض الآن مسرحية «تحت الصفر» ويقدم مسرحاً طوال العام والجمهور لا يتوقف عن حضور الأعمال طالما وجد فيها ما يريد.
ومن جانبه، قال الفنان عادل المسلم إن «الجمهور اعتاد أن يجعل الاحتفال بعيد الفطر في المسرح لما فيه من كوميديا وبهجة ونوع من التغيير وكسر الروتين، لا سيما أن الحياة في شهر رمضان شبه ثابته من ناحية الالتزامات العائلية، بينما في عيد الأضحى يكون الحضور أقل لأن البدائل الترفيهة تكون كثيرة»، مشيراً إلى أنه لم يشعر بتغيير كثير في الإقبال على مسرحية «عاشقة الجن».
أما الفنان بورزيقة، فأشار إلى أن «الجمهور يكون متأهباً لحضور المسرح في عيد الفطر لأنه متواجد في البيت طوال شهر رمضان ويشاهد التلفزيون بكثافة ويشاهد إعلانات الأعمال المسرحية، ويريد الاحتفال بالعيد على طريقته فيكون المسرح هو الواجهة المحببة إليه، خصوصاً أن المسرح لا يظهر بقوة إلا في العيد»، معتبراً أن عيد الأضحى يعد مكمّلاً لعروض عيد الفطر وليس العكس رغم أن من يشاهد العروض هو جمهور جديد باستثناء بعض الجمهور الذي يرغب في مشاهدة الأعمال المسرحية أكثر من مرة.
بدورها، قالت الفنانة أمل عباس إن «رمضان شهر عبادة والجمهور مشغول تماماً به، لكنه بعد الانتهاء منه يبدأ البحث عن أجواء جديدة احتفالاً بالعيد، فيتجه إلى المسرح. أما في عيد الأضحى لهذا العام، فالعطلة طويلة وقد يتجه الناس إلى السفر إضافة إلى أن الكثير من الجمهور قد شاهد هذه الأعمال ومن هنا يكون الإقبال أقل».
وأوضح الفنان خالد بو صخر «أن قوة العمل وتأثيره لهما دور في جذب الجمهور مهما كان توقيت عرضه، علينا أن نعترف بأن هناك جمهوراً يأتي للفنان طارق العلي طوال العام، فالقضية تخضع أولاً وأخيراً لمزاجية الجمهور ومدى استعداده للذهاب إلى المسرح، لكن الإقبال يظلّ مختلفاً في الأضحى ويعتمد على عدد العروض المسرحية الجديدة الموجودة».
الفنان محمد باش أرجع سبب اختيار الجمهور لعيد الفطر من أجل حضور العروض المسرحية إلى «أن النجوم المشاركين في العروض يكونون متواجدين على شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان، ويريد أن يشاهدهم بعدما شاهد أعمالهم، وفي الوقت نفسه يعتبر الفنان حضور الجمهور له خلال العيد هو تتويج على جهوده ونجاحه في أعماله الدرامية، بينما يقل الإقبال في عيد الأضحى لأن الدراسة تكون قد بدأت والجمهور يفكر بشكل أكبر في السفر»، مؤكداً أن العرض المسرحي الجيد يكون لديه حضور جماهيري اكثر في ظل المنافسة الشرسة.
أما عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور فهد السليم فقال: «لدينا في الكويت عيد الفطر وعيد الاضحى، بمعنى أن في عيد الفطر الناس لا ينشغلون سوى بعملية البحث عن الترفيه والبهجة، لكن في عيد الأضحى تكون الأولوية للتواجد مع الحجاج ونحن في الكويت نحتفي بالحجاج بشكل جيد وعلى نطاق واسع»، مشيراً إلى أن الجمهور الذي يذهب إلى المسرح في عيد الأضحى هو الجمهور الذي عرف جيداً ما هي الأعمال التي تستحق المشاهدة. واضاف: «هذا لا يقلل على الإطلاق أن الكويت فيها مسرح جيد وتمتلك مجموعة كبيرة من الفنانين الرواد والشباب الذين يعملون بشكل أكاديمي في المسرح وكلما ظهروا على الخشبة أبهروا الجميع».


المصدر : جريدة الراي