23-10-2013, 04:31 PM
|
#22 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الاربعاء الموافق 23/10/2013م «ليالي السينما الفرنسية» 2013 في سينما ليلى جاليري فيلم «نكهات للقصر».. رئيس الجمهورية يشتاق إلى طبخات جدته
تتميز السينما الفرنسية بحرارة التفاصيل الحياتية اليومية، تقدمها الكاميرا ببساطة تمتد من عروق الحياة الواقعية بطبيعتها الى شاشات العرض السينمائي، فالمشاهد ينتقل بعينيه في أسواق الخضار أو السمك أو المزارع الشاسعة التي تعتمد على المنتجات الطبيعية، أو مطبخ قصر الأليزيه بدون فخامة تجرح العين، فالقدور والادوات المستخدمة ليست خيالية الصنع، بل هي من لحم الحياة اليومية للبشر ومن هنا تتوافر لي كمشاهدة متعة جمالية في الرؤية البصرية تشبع عيناي وروحي.
قصة الطاهية «هورتنس لابوري» نتابعها بقلب محايد، منذ كانت تعمل في احدى القواعد العسكرية، وملاحقة مذيعة ومصور من قناة استرالية لها، لعمل فيلم توثيقي عنها، نتابعها.. و«شوي شوي» تأخذنا الى الاداء الفني البسيط العالي للبطلة التي ادتها الممثلة الفرنسية كاترين فرو.. التى قدمت دورها باحساس انفعالات الشخصية وتحولاتها وحيادها، وحتى غضبها المكتوم دون مبالغات صارخة، وهو ما يمنح اشارة لأفق واسع وعميق لـ«نوعية» السينما الفرنسية التي تتصف بالحميمية والدفء.
نكهة الأمسية
مساء افتتاح ليالي السينما الفرنسية أول امس، كان رائقا في سينما ليلى جاليري وسط حضور جماهيري كبير، دعا اليه المركز الثقافي الفرنسي وتم عرض فيلم «نكهات القصر» وهو كوميدي يعتمد على السيرة الذاتية لطاه – رجل - فرنسي.. كتب سيناريو الفيلم كريستيان فنسنت واتيان بيكانتو، اخراج كريستيان فيسنت وقد تم عرضه لأول مرة في اغسطس 2012 قصة الفيلم تدور أحداثه حول السيدة «هورتنس لابوري» وهي طاهية تعيش في احدى المقاطعات الفرنسية البعيدة عن العاصمة باريس، تتخذ اسلوب الجدات في اعداد الأطعمة الفرنسية على الطريقة البسيطة القديمة، باستخدام مواد بنكهات طبيعية من الاعشاب والصلصات وأطايب المعطرات.
نسيان البروتوكول
السيدة البسيطة تتلقى اتصالا هاتفيا من قصرالاليزيه بسبب اختيار رئيس الجمهورية لها لإعداد وجبات الرئيس الشخصية، فيما يقوم بقية الطهاة المهرة باعداد وجبات ضيوف القصر، انفعال الفرح الكاتم والمتحفظ جميل في أداء «فرو» يجعلك تصل الى مرجعيتها المحافظة العائدة للريف.
وعلى الرغم من غيرة وحسد الطهاة الآخرين، ومشاكلهم فان هورتنس تفرض نفسها بشخصيتها القوية في البدايات، ولا تضيع طاقة روحها للمشاكل والعراقيل التي يضعونها أمامها، الا ان الكثير من مؤامرات الطهاة مع بعض اداريي قصر الاليزيه تدفعها لتقديم استقالتها والعودة الى ريفها ومزرعة الكمأة الخاصة بها.
كما تقول الامثال الشائعة «لا يجب مشاهدة الفيلم على معدة فارغة» فرئيس الجمهورية الذي وصل لسن الشيخوخة يشتاق الى طبخات جدته، وهو ما يجعله أثناء حديثه معها عن الأطعمة، يسهو عن مواعيد بعض المراسم البروتوكولية المحددة مسبقا، على جدول أعماله اليومي، ينسى لانه مشغول بالحديث عن أشواقه لطعام جدته ذي النكهات المميزة.
الدلالة
في عمق الفيلم ليس كوميديته، ومفارقاته الدرامية، وليست مجرد قصة طاهية ماهرة، انما اضاءة على مؤامرات لا تعاني منها الطاهية وحدها من زملاء العمل، انما ايضا الرئيس نفسه يرى انه «عليه الاستمرار على الرغم من العقبات التي يضعها الآخرون له» هذه الثيمة هي العمق في مشهديات الفيلم التي اراد توصيلها الى المشاهدين.
تذكر الوقائع الحقيقية لقصة الفيلم الاساسية ان القصة حصلت لطاه فرنسي اسمه دانييلي من احدى المحافظات البعيدة، استدعي من الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران 1980 للانضمام لقصر الاليزيه للعمل كطاه شخصي له، ودانييلي الرجل، يصبح في الفيلم هورتنس وهي الممثلة الفرنسية الرائعة كاترين فرو.
خصم الطاهية هم طهاة مثلها، اما خصم الرئيس فهو رجل من اشرس خصوم ميتران وهي تشير في دلالاتها الى حرب خفية مرة، وظاهرة مرات بين الحرس القديم والرئاسة، فبحجة «صحة الرئيس» و... مشاكله الصحية تساق حرب على طاهيته المفضلة باستبعاد الصلصات والتوابل، والملذات الاساسية للرئيس بنظام جاف لا يستسيغه الاخير، وهو في مواجهه حرب محتملة بين رفاقه السياسيين.
المصدر : جريدة الوطن
|
| |