[الفنون]

ما ان تولى مهامه كوزير للخارجية في حكومة اليمين الاسرائيلي، اثار افيغدور ليبرمان، بلبلة في اسرائيل والخارج، باعتماده مواقف متشددة من الفلسطينيين والسوريين، قاطعا الطريق على أي تفاوض على مرتفعات الجولان مع دمشق، التي دعت الى سحب المبادرة العربية للسلام ردا على وصول حكومة اليمين التي تنتمي الى «نوادي سفك الدماء». واستبعد ليبرمان امس اي تنازل في هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سورية، بعد ان رفض زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» عملية انابوليس التي ادت في نهاية 2007 الى اعادة اطلاق مفاوضات السلام التي كانت متعثرة منذ سبع سنوات، بهدف التوصل الى اتفاق حول قيام دولة فلسطينية.
وقال ليبرمان: «لا قرار من الحكومة الاسرائيلية بشأن المفاوضات مع سورية وسبق وقلنا اننا لن نقبل انسحابا من هضبة الجولان».
وشدد على ان «السلام لن يتحقق الا مقابل السلام»، مناقضا بذلك مبدأ «الارض مقابل السلام» الذي شكل اساس المفاوضات بين اسرائيل وجيرانها العرب منذ مؤتمر مدريد العام 1991.
وهاجمت الصحف السورية حكومة بنيامين نتنياهو بشدة. واعتبرتها صحيفة «تشرين» في مقال «حكومة عنصرية بامتياز».
وهاجمت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية حكومة نتنياهو، ودعت الى سحب المبادرة العربية للسلام.
على صعيد آخر اعتبر جون ويلكس المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية، أن الحوار بين سورية وبريطانية سيكون مثمراً، معتبراً أن السلام في المنطقة لا يكون بدون الطرف السوري، الذي يمتلك خيارات استراتيجية ليكون فاعلاً في المنطقة.
واعتبر ويلكس الذي يزور سورية مرافقاً بيل راميل معاون وزير الخارجية البريطاني، بأن العالم أجمع يملك إرادة سياسية أقوى من قبل لإحلال السلام في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد حرب غزة الأخيرة.
ويلكس الذي يتحدث العربية ويقيم في دبي منذ أكثر من عامين، أوضح أنه خلال زيارته الأخيرة إلى فلسطين المحتلة منذ أسبوعين تقريباً، راقب عن كثب الأوضاع المأساوية هناك، مضيفاً أن الوضع في القدس الشرقية كفيل بتفجير المنطقة بأكملها.
وكرر ويلكس أن إحلال السلام في فلسطين، لا يكون إلا من بوابة إقامة الدولتين، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بتقسيم القدس، واعتبر بأن هذه قناعة بريطانية لا يمكن زعزعتها، وأن الحكومة الاسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تدرك حقيقة الموقف البريطاني.
ومن اللافت أنه للمرة الأولى يعترف مسؤول دبلوماسي بريطاني، بأن بدء سحب القوات البريطانية من العراق، كان له أثر إيجابي في زيادة الثقة السورية بجدية الطرح البريطاني، وأثره مستقبلاً في تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين، بينما اعتدنا لسنوات طويلة الاستماع لمطالب أوروبية تطالب المسؤولين السوريين بإثبات حسن النية، فعلى ما يبدو هناك صفحة جديدة بدأت تتوضح معالمها، ولا سيما في ظل الانفراج على صعيد العلاقات السورية- الأميركية.


http://www.aldaronline.com/AlDar/AlD...rticleID=45432


تاريخ النشر 3 ابريل 2009