الساحة الفنية الخليجية أصبحت مملة وكئيبة الساحة الفنية الخليجية حاليا في أسوأ حالاتها... فقد وصل المشاهد الخليجي إلى درجة من الملل والكآبة بحيث لم يعد قادرا على التفاعل مع ما يعرض من أعمال فنية! والسبب أن النمط الإنتاجي القائم حاليا يركز على مجال واحد فقط، وهو الدراما الاجتماعية! في ما يسمى (العصر الذهبي).. كان هناك تنويع كبير في نمطية الإنتاج الخليجي.. حيث كان الإنتاج يتنوع ويتوزع على المجالات التالية: - مسلسلات اجتماعية (تراجيديا وكوميديا)، وكان عددها معقولا دون إفراط - تمثيليات (ثلاثية وخماسية وسباعية) - مسلسلات تراثية تجسد الصراع بين الخير والشر (مثل الأعمال الرمضانية للفنان خالد العبيد) - مسرح الكبار (كان بعض الناس وقتها يحضرون المسرحية أكثر من مرة واحدة) - مسرح الأطفال (كان وقتها الكبار يحضرون للاستمتاع بالمستوى الراقي الذي كان يقدم في هذه المسرحيات) - أوبريتات غنائية فكاهية - مسابقات رمضان الغنائية - مجال الغناء (أغلبنا لا يسمع إلا الأغاني القديمة، أما الجديدة فلا تعليق عليها) وحتى المسلسلات الكرتونية كانت لها نكهة، وكان الكبار يحرصون على متابعتها أكثر من الصغار! أما الآن.. فلا نرى على الساحة سوى الدراما.. وكل مسلسل يجب أن يكون من ثلاثين حلقة!! ومع زيادة القنوات والمنتجين والأعمال.. صارت لدى المشاهد حالة من التخمة المفرطة!! وجوه مكررة.. ديكورات استعراضية.. حوارات صارت محفوظة قبل سماعها... ما عدا قلة قليلة من الأعمال التي تظهر بمستوى مميز وتبقى في الذاكرة! بصراحة لا أدري إلى متى يستمر الوضع على هذه الشاكلة؟! وحتى المسرح انتهى ولم يعد له وجود حقيقي بسبب غياب الدعم ودخول التكنولوجيا الحديثة التي غيرت من تفكير الناس .. لقد وصل الأمر إلى حالة من الملل لا يمكن وصفها... الإنسان بطبيعته يحب التنويع .. ولا يمكن لأي شخص أن يتحمل الاستمرار دائما على نمط معين! وحتى حين نستمع إلى الأغاني.. نحتاج إلى التنويع بين الأصوات والمقامات... الحياة الروتينية قاتلة... فما بالكم عندما ينتقل الروتين القاتل إلى الفن أيضا؟! لقد تشبع المشاهد الخليجي من الدراما الاجتماعية... ولم يعد في حالة اشتياق إليها.. أنا شخصيا أستمتع بمشاهدة مسرحية الأطفال (الأميرة الحسناء) وأغانيها الجميلة أكثر من استمتاعي ببعض المسلسلات الجديدة! فإلى متى يستمر الوضع على هذه الحال؟! .
|