شاركت 25 فتاة سعودية في تشكيل فريق لكرة القدم، ليكون أول فريق من نوعه في جدة، وتطمح لاعباته أن يشكّلن نواة أول منتخب سعودي نسائي للعبة.
وتشرح ريما عبدالله، وهي "مدرّبة" الفريق، كيفية نجاحها في جمع الفتيات معاً لتشكيل "كينغز يونايتد" (اتحاد الملوك)، بعدما اجتمعن صدفة في مقهى نسائي لمتابعة إحدى مباريات الدوري الأوروبي العام الماضي. ومع حماس الحاضرات وتفاعلهن مع مجريات المباراة، اتفقن على تشكيل فريق نسائي لكرة القدم. ولم تنته السنة، إلا وتم الانتهاء من تشكيل 3 فرق جاهزة باللونين البرتقالي والأسود متوجاً بتاج ذهبي.
ولضمان استمرار التدريب والانتظام في ممارسة اللعبة، تبرعت الفتيات بمبالغ مالية لاستئجار استراحة خاصة شمال جدة، تضم ملاعب عشبية لكرة القدم، وأحواض سباحة لممارسة التدريب مرتين أسبوعيًّا لتنمية مهاراتهن بعيداً عن أعين الرجال.وتشرح عبدالله "لدينا الآن 3 فرق جاهزة، يتشكل كل منها من 15 لاعبة، بينهم متزوجة وعازبة"، وإن كانت الأغلبية من العازبات، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" السعودية، الجمعة 13-2-2009. وتشير إلى أن التقسيم تم "بناء على الحاجة لتكوين أكثر من فريقين للمباريات الودية بين الفرق الثلاثة، كما أن غياب فرق نسائية منافسة، يحتم على الجميع تقسيم كل فريق في المباريات الودية والرسمية إلى 8 لاعبات فقط، و3 لاعبات على خط الاحتياط".
خاض الفريق "الناعم" عدة مباريات محلية مع 3 ثلاثة أندية نسائية أهلية جديدة، و4 فرق مكونة من طالبات المدارس الأمريكية في جدة، والتي تضم لاعبات غير سعوديات ومن عدة جنسيات مختلفة، تحظى بجماهيرية نسائية منقطعة النظير، خصوصاً أن حضور المباريات منحصر على النساء والأطفال فقط، والدخول بالمجان. كما يطمح لاستضافة منتخب البحرين النسائي في جدة لملاقاته وديًّا، كونه المنتخب النسائي الوحيد في منطقة الخليج.
وحول الخطط التي تخوض بها المباريات، تقول المدربة "أفضل انتهاج خطط تتناسب مع قدرات الفريق الخصم، لكنني أفضل اللعب بطريقة (3/3/2)، حيث إننا نلعب معظم مبارياتنا على أساس أن كل فريق يتكون من 8 لاعبات فقط على أرض الملعبومع زيادة طلبات الانتساب، وضعت إدارة الفريق ضوابط وشروطاً خاصة للالتحاق، أهمها الحصول على موافقة ولي أمر اللاعبة، قبل أن يتم تقييم مهاراتها وموهبتها الرياضية في كرة القدم، ومدى تقبلها لأنظمة النادي وضوابطه، ودفع رسوم الاشتراك قبل أن تمنح الموافقة النهائية من عدمها. كما أن الفريق يقبل عضوية أية فتاة ومن أية مدينة في المملكة، شرط أن تكون الراغبة مقيمة في مدينة جدة لحضور التدريبات الأسبوعية والمشاركة في المباريات، مبينة أن الفريق يرحب بكل من تجد بنفسها الموهبة.
أما رسوم الاشتراك، فكانت غير محددة، "بل يتم حصر إجمالي المبالغ المطلوبة، والذي لا يزيد عن 10 آلاف ريال شهريًّا لتسديد إيجار الملعب والأدوات الرياضية واحتياجات التدريب من ملابس وكرات وغيرها من المستلزمات الضرورية، ومن ثم يتم تقسيم المبلغ على جميع عضوات الفريق"، بحسب ما تقول عبدالله، مشيرة إلى أنه "مع بداية العام الجاري تمكنا من الحصول على راع رسمي لنشاطنا الرياضي، هي شركة خاصة بالدهانات، تكفلت بكل مستلزمات ومصاريف الفريق، بحسب شروط الرعاية الحصرية للفريق النسائي الأول في مدينة جدة".وتنفي وجود أي سلوك مخالف للعادات والتقاليد المحافظة في المجتمع السعودي داخل أسوار النادي، أو في المباريات، وتقول: "لا أنكر أن عدم معرفة كثيرين بخطوتنا ربما ساهم في تقليل بعض الصعوبات التي نواجهها منذ تأسيس الفريق، فعدم معرفة الناس بالنادي في جدة ساعدنا للوقوف على أرضية صلبة، وفي تصوري لن يكون هناك موقف سلبي تجاه رياضتنا طالما أنها للنساء فقط".
أما أبرز الصعوبات التي يواجهها الفريق، فتتمثل في توفير ملاعب مغلقة، ولكن بعد البحث المطول تم العثور على مكان مغلق لإقامة المباريات، خصوصاً مع الفرق المنافسة. وناشدت "الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد إتاحة الفرصة للرياضة النسائية، وإنشاء أماكن مخصصة للنساء لوجود كوادر ومواهب نسائية رائعة في كرتي القدم والسلة وغيرهما من الألعاب الجماعية والفردية".
وتحدثت المدربة عن مستقبل كرة القدم النسائية في السعودية، قائلة: "إنه متى ما أتيحت الفرصة واعتمدت فرق كرة القدم النسائية، سنكون نواة لأول منتخب سعودي نسائي، وسنحرص على تمثيل بلدنا بشكل لائق ومشرف.
المصدر
http://jazeeranews.net/news/sport-ne...-21-35-54.html