ويتميز المسلسل بوجود 3 من أفضل وأشهر كتاب الدراما التراثية في البحرين
راشد الجودر، وعيسى الحمر، وأمين صالح، بواقع كتابة 10 حلقات لكل مؤلف.
العمل التراثي الذي أعده المنتج المنفذ عبدالرحمن الملا عبر القرية التراثية
في قرية الهملة / الراشدية
قاربت في شكلها وديكورها بحرين الخمسينات، بدكاكينها وأسواقها الشعبية الضيقة
ومقاهيها المنتشرة بين الفرجان والأحياء السكنية، وبيوتاتها القديمة، وشوارعها ودواعيسها الملتفة المتربة.
«الوطن» زارت موقع التصوير والتقت مجموعة من الفنانين المشاركين في العمل، ومخرج العمل أحمد المقلة بعد عودته للأعمال التراثية الدرامية في البحرين بعد انقطاع دام قرابة 7 سنوات.
وأكد المقلة أن الأعمال التراثية هي بالنسبة له «حب وغرام»، وهو يتمنى أن يأخذ مسلسل «أهل الدار»، نفس سياق الأعمال التراثية الدرامية السابقة، ويخرج بصورة راقية وجميلة، ومغايرة في نفس الوقت.
ويسعى ليكون العمل مميزاً عن باقي الأعمال، وهذا بلاشك يتحقق بوجود الكماليات في العمل، مثل الإكسسوارات، والجو العام، التفاصيل البسيطة، وأداء الممثلين باعتبارهم شركاء أساسين في إيصال العمل للمشاهد.
وقال المقلة إنه شديد الحرص على تكاتف جهود الطاقم، لتعود نشوة الأعمال التراثية حتى تصل لذروتها، ولتكون العودة لمثل هذه الأعمال في مكانها الصحيح.
وأضاف أن كل حلقة من «أهل الدار» تجسد مفهوم أحد الأمثال الشعبية، وربما تكون الفكرة طرحت مسبقاً، ولكن الطرح من خلال 3 كتاب يظهر التجربة بشكل مختلف ومغاير على حد قوله.
وأشار المقلة إلى أن القرية التي جهزها الملا تحتضن العمل، رغم أنه كان يطمح لمساحة أوسع وبمواصفات أعلى «القرية تحتضن العمل، ولكن أطمح لقرية تكون فيها الأجواء متقاربة، مثل القرية التراثية القديمة بمنطقة المالكية، أبحث عن قرية ذات أرض زراعية تحتضن أجواء القرية الزراعية الساحلية».
ويمتاز العمل ـ حسب المقلة - بوجود 3 من أعرق كتاب الأعمال التراثية الدرامية، مشيراً إلى أن الأعمال السابقة كتبها مؤلف واحد «يمتاز العمل بوجود 3 أساليب مختلفة، وكلهم كتاب لهم تجربتهم العريقة في المجال، وكل منهم له بصمته المميزة وأسلوبه الخاص، والتنوع سيكون ملحوظاً في العمل حيث تفرض الأساليب الثلاثة نفسها وتثري العمل».
وقال المقلة إنه خسر جهود بعض الممثلين لاعتذارهم عن العمل، نظراً لارتباط بعضهم بأعمال أخرى «هناك اعتذارات من قبل بعض الممثلين للأمانة مقنعة، وهناك أعذار واهية، اليوم نحن نفقد ذاك الحب الذي يوصلنا للتنافس والمشاركة في الأعمال التراثية».
الفنان البحريني خليل الرميثي، قال إنه فضل العمل في المسلسلات البحرينية هذه السنة رغم عروض خارجية انهالت عليه، مبيناً أن السبب يعود لحبه للأعمال البحرينية.
وتتنوع أدوار الرميثي في «أهل الدار» بين الكوميديا الهادفة والأدوار الجادة، ويقول إن أدوار الكوميديا قريبة من قلبه، ولكن هذا لا يمنعه من المشاركة في أدوار أخرى، خصوصاً أنه لاقى دعماً وتشجيعاً كبيرين من طاقم العمل وبمقدمتهم المخرج أحمد المقلة.
الفنانة البحرينية هيفاء حسين قالت «الأعمال البحرينية روت ظمأنا في برايحنا وأهل الدار اليوم يكمل المشوار، في الحقيقة يهمني التواجد في العمل خصوصاً أن هناك فنانين كثر لم يحالفهم حظ المشاركة، والعمل بطبيعته يبحث عن الممثل المناسب لكل دور، ربما الفرص قليلة للبعض، وعديدة للبعض الآخر، وأتمنى أن يكون لي الحظ الأوفر بالمشاركة».
وأضافت أن أجواء المسلسل يماثل أجواء المسلسلات القديمة مثل «البيت العود» وأعمال درامية أخرى شهيرة مازالت عالقة بأذهان الكثيرين.
الفنان يوسف بوهلول سعيد بعودة المقلة الذي اعتبره حجر الأساس لكل عمل مميز سواء في البحرين أو الخليج بشكل عام، مستنداً في قوله على نقلة نوعية أحدثتها الأعمال التراثية والدرامية في التسعينات على يد المقلة كمسلسل «ملفى الأياويد»، «ونيران».
وقال»يشرفني العمل مع أحمد المقلة الذي ساهم في إبراز مواهبنا الفنية، ويشرفني العمل في مسلسل أهل الدار مع النجم القريب من القلب الفنان غانم السليطي الذي يشارك في العمل كضيف شرف».
وتمنى التغلب على الظروف المناخية لأن الوقت بات ضيقاً، لافتاً إلى أنه يجسد في العمل أكثر من شخصية بأكثر من دور «نواجه صعوبة في التمثيل في بعض الأحيان، لأن نظام التصوير قائم على الزاوية والمكان، إذ يمثل الفنان أكثر من دور وشخصية لحلقات منفصلة في اليوم الواحد، وهنا يواجه صعوبة في التحرر والفصل بين الشخصيات، وهنا بالضبط يخرج إبداع الفنان وتألقه».
وأشار إلى أنه كان يتمنى أن تتخلل الحلقات أغان تراثية ورقصات شعبية لتعطي للحلقة رونقاً ولوناً مغايرين، لأن الأغاني تكسر الجمود وتوصل هدف الحلقة بشكل أو بآخر.
الفنان أحمد مجلي يشارك في العمل التراثي الثاني بعد انقطاع طويل من خلال عدة حلقات في شخصيات قريبة يحبها، وفي أداور رئيسة في كل من حلقة «يامن شرى له من حلاله علة» مع الفنان عبدالله سويد، وحلقة «وين مانطقها عوية» مع الفنان خليل الرميثي، وحلقة «ربعن تعاونوا» مع الفنان سامي رشدان والفنان عصام ناصر، وحلقة «لطاح الجمل» مع يوسف بوهلول وطاهر محسن ومبارك خميس.
وقال مجلي إن فكرة تنوع الكتاب جميلة وموفقة، ما يغير نمط الحلقات بشكل إيجابي، مبيناً أن المقلة مميز دائماً في أعماله، وبجانب تنوع الكتاب، يخوض مجلي لأول مرة تجربة تصوير مسلسل بكاميرتين رئيسيتن، ويراها تجربة جديدة مميزة تعطي طابعاً جديداً للعمل.
الفنان البحريني مبارك خميس قال إن إبداع الفنان في «أهل الدار» يكمن في تحرره من شخصية ودخوله شخصية أخرى في عمل واحد، وأحياناً في تصوير عدة مشاهد في يوم واحد.
وأوضح أن الفنان يحقق نجاحه إذا تمكن من إيصال رسالة وهدف كل الشخصيات في العمل إلى الجمهور بشكل متكامل، مضيفاً «مثلت العديد من الأدوار منها أدوار الشر والطيب، وردود أفعال الناس كانت إيجابية، ولكن البعض منهم يراني في أدوار الشر رغم أني مثلت العديد من أدوار الخير، لكن علقت أدوار الشر بعقول المشاهدين، حتى أصبح بعضهم يقول لي، أنت دائماً تمثل أدواراً شريرة، والإنسان الطيب بطبيعة الحال يستطيع أن يعطي في أدوار الشر الشيء الكثير، لأنه يريد أن يستخرج هذه الطاقة الشريرة الكامنة بداخله».
وأطلع الوطن أنه كان بصدد العمل في مسلسل «حنين السهارى» في دور رئيس، لكنه واجه بعض المعوقات مع المنتج، وانتهى الأمر باعتذاره عن المسلسل مع مجموعة من الفنانين.
الفنان البحريني سامي رشدان يشارك في 6 حلقات يقول «أتمنى الحصول على شخصية فيها مساحة للعب، بحيث عندما تخاطر فيها لا تؤثر على الشخصيات الأخرى».