ضيف أولى حلقات «ألوان فنان» عبر قناة «فنون»
عبد الحسين عبد الرضا: المجالس النيابية أحكمت قبضتها على المسرح
حلّ الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا ضيفا على أولى حلقات البرنامج المنوع الجديد «ألوان فنان» عبر شاشة قناة فنون مع المذيعة سوسن الهارون، وقد بث الجزء الأول من هذه السهرة مساء يوم الجمعة الماضي ويبث الجزء الثاني مساء يوم الجمعة المقبل الساعة التاسعة مساء، البرنامج من اخراج مناف عبدال، وكان لحديث الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا رئيس مجلس ادارة قناة فنون مذاق خاص لاسيما وأنه لم يحدد سقفا لآرائه وأطروحاته أثناء الحوار:
المراحل الفنية
بداية تحدث الفنان عبد الحسين عبد الرضا عن المراحل الفنية للدراما والمسرح الكويتي، مؤكدا أن طريق الفن بصفة عامة شائك ويحتاج لمن يحبه حتى يتحمل صعابه، وأول مرحلة هي التأسيس والتي قدمت فيها الكثير من الأعمال المسرحية باللغة العربية الفصحى، ولم يكن لتلك المسرحيات قبول لدى الجمهور الكويتي في ذلك الوقت، والمرحلة الثانية كانت مع افتتاح التلفزيون، وكان الرواد ومنهم عبد الحسين عبد الرضا «بو عدنان» يغذون التلفزيون بالكثير من الأعمال المسرحية والسهرات والمسلسلات التلفزيونية في تلك المرحلة، وقد وصف بو عدنان هذه الفترة بقوله ان هذه المرحلة الصحيحة التي بدأ الجمهور يتعايش فيها مع الأعمال المسرحية والدراما التلفزيونية، لأنه في تلك المرحلة تم تقديم موضوعات محلية تخص البيئة الخليجية بشكل عام، ثم جاءت مرحلة السبعينات والثمانينات وهي المرحلة الأنشط في الحركة الفنية الكويتية، وتمثل العصر الذهبي للمسرح والدراما المحلية، حيث عمد الكثير من الوجوه الفنية الى اثبات امكاناته الفنية وأشار بو عدنان انه ارتبط بكافة هذه المراحل، ولكنه يرى ان فترة السبعينات كانت هي الأجمل في حياته الفنية.
حب الفن
وعاد عبد الحسين عبد الرضا بذاكرته الى الوراء حيث أيام الطفولة ومدى حبه وشغفه بالفن منذ صغره عندما كان يقلد الأفلام المصرية، خاصة فيلم «عنتر وعبلة» بالأبيض والأسود، والذي كان بطله الفنان الراحل سراج منير، كما كان معجبا بفيلم «غرام وانتقام» وكذلك فيلم «انتصار الشباب» وقال ان شركة النفط في فترة طفولته كانت تقدم بعض الأفلام السينمائية في ساحة الصفاة وفي بعض دور العرض الأخرى في منطقة الأحمدي يومي الخميس والجمعة، كما كان مغرما بمشاهدة الأفلام الهندية، وقال بو عدنان إنه بالفعل كان يجيد حفظ حوارات الأفلام المصري، ومن شدة حبه لفيلم «عنتر وعبلة» قدم مشهدا منه في أوبريت «بساط الفقر» حيث كان معجبا بشخصية «عنتر» مؤكدا في الوقت نفسه ان انطباعات الجمهور تجاه فيلم «عنتر وعبلة» كانت تختلف باختلاف المكان الذي كان يعرض فيه، فمثلا اذا كان المكان صاخبا يقولون «عنتر أمس أشجع من الليلة» واذا كان العرض التالي في مكان هادئ مثلا، وأشار بو عدنان الى أنه تمتع بالموهبة الفنية من صغره ثم انتقل بعد ذلك للاشتراك في المسرح المدرسي، ومن خلاله قدم بعض الأعمال الفنية، أما فيما يتعلق بالنشأة فقد أشار الى أنه أقام في فريج «العوازم» و«الرزاقة» القريب من البحر، وهذا ما يفسر سر عشقه للبحر والسباحة و«الحداق»، موضحا أن منزله في سلوى يضم حمام سباحة - كما أن أكثر أهله هم بحارة ووالده كان «نوخذة» كما أن عبد الحسين عبد الرضا نفسه كان يتمنى ان يصبح «نوخذة» ويقود السفينة، وكان هذا الامر يمثل حلما بالنسبة له مثل والده، مؤكدا انه كان يتمتع بشخصية هادئة ومدللة من جانب الوالدة ولم يكن يصدر ما يزعج اسرته خاصة والدته وكان يعيش مع ستة عشر اخا، وكانت والدته تتمتع بشخصية قوية، وكان هو الابن المطيع لها، خاصة وانه كان يفتقد والده كثيرا بسبب كثرة اسفاره وكان تأثره بالوالدة اكبر من الأب، وكما ان المسؤولية كلها تقع على كاهل الام اكثر من الرجال الذين كانت معظم اوقاتهم في البحر، مشيرا الى ان ارتباط الكويتيين في ذلك الوقت كان مع الام اكثر وهو نفسه تأثر كثيرا يوم وفاة والدته.
مشاجرات عائلية
وردا على سؤال حول قوله من قبل ان المشاجرات بين الوالد والوالدة كانت ذات طابع كوميدي، اجاب بوعدنان: «هذا الكلام صحيح لانهما كانا يتشاجران بـ«افيهات» كوميدية وعندما كانا يسألان عن سبب ضحكنا من «مشاجراتهما» كنا نخبرهما بخفة دم «الهواش، بينهما».
مقالب النفيسي
وردا على سؤال حول المقالب و«الدقات» التي كان ينفذها مع الفنان الكبير الراحل خالد النفيسي اجاب عبد الحسين عبدالرضا: «خالد فنان رائع و جميل وكنا نمثل بالساعات في المسرح، واحيانا ينتابنا الملل فكنا نعمد الى هذه المقالب ضد بعضنا البعض واتذكر انني كنت اجسد شخصية رجل ساحر ومشعوذ في مسرحية «صقر قريش» واحضر الجن وكانت النار امامي فاضع فيها «السكر» لكي يحترق ويزيد اشتعال النار، وفي احدى المرات بدأت بوضع السكر في النار فاذا بي امام انفجارات في وجهي وقد عرفت بعد ذلك ان ما وضعه النفيسي لم يكن سوى بارود مكان السكر وكان من نتيجة ذلك ان اشتعلت النار في لحيتي ولكن رديت المقلب له فيما بعد، ومن المواقف الاخرى التي اتذكرها في احدى المسرحيات التي جمعت بيننا ان الفنان الراحل خالد النفيسي نسي الحوار فأعطاه «الملقن» من داخل «الكمبوشة» حوارا من فصل اخر فهنا امسكت كوب العصير وسكبته في وجه «الملقن» وقلت له ان هذا الحوار غلط بصوت عال أمام الجمهور، كما اتذكر صحبتي مع الفنان خالد النفيسي في مصر، وهناك كان يقوم احد الاشخاص بشراء مستلزماتنا من الطعام، وقد اكتشف النفيسي انه كان يسرق من الحساب فكشف الامر لي وعندما اراد ان يثبت كلامه اشترى ميزان بسعر غال حوالي «200 جنيه مصري» لكي يثبت وجود نقص في ميزان اللحوم، والمضحك في الامر ان سعر الميزان كان اغلى بكثير من الكميات المسروقة.
رقابة المسرح
كما تحدث الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا عن الرقابة على المسرح، مؤكدا انها اشتدت مع فتح المجال امام الديمقراطية في الكويت، لكن الكويت في السابق كان فيها حرية فنية اكثر من اليوم، اما ممثل اليوم فانه يحسب الف حساب قبل ان يقول جملة او «نكتة»، مؤكدا انه تعرض لمواقف كثيرة من الرقابة ولكن رقابة الناس كانت اصعب من رقابة الحكومة، مدللا على ذلك بان كثيرا من الاشخاص في الكويت اصبحوا يعترضون على الاسماء الفنية في المسلسلات ويتهمون الفنان ان شخصيات العمل الفني لاجدادهم وابائهم وفيها اساءة لهم وقال بو عدنان على سبيل المثال.. انا عندي شكاوى كثيرة فهناك من يقول لي انت تقصد جدي ولو في شخصية اسمها ناصر وانا اقول له هو جدك نابليون مثلا.. اعتقد ان الحل هو ان نطلق على شخصياتنا في العمل الفني اسماء اجنبية مثل جورج وموريس يعني اسماء غير كويتية حتى نتجنب الاحتجاج «واضاف بو عدنان» اعتراض الناس يصل الى وزارة الاعلام وهنا يضطر الوكيل الى ان يشدد على اعضاء الرقابة حتى لا يمررون مثل هذه الاشياء التي تثير الناس رغم ذلك فأنا اتحدث ولا يهمني ما يقوله الاخرون فالحرية في المسرح كانت موجودة حتى فترة منتصف الثمانينات اما بعد هذه الفترة فقد استحكمت الرقابة فالمجالس النيابية الاولى كانت جيدة مع المسرح اما مجالسنا ما بعد العام 1990 وحتى الان احكموا قبضتهم على المسرح.
المصدر
http://images.google.com.bh/imgres?i...%3D2%26hl%3Dar