[عبد الكريم العامري]

لا أعرف بالضبط في أي عام شاهدت الفنان المبدع الرائع عبد الحسين عبد الرضا وهو يطل علينا في الشاشة الفضية، لكن ذلك كان في بدايات السبعينيات من القرن الماضي، كنت راشداً وكانت بذرة الفن تنمو في صدري وتشغلني، شاهدته ممثلا محبوباً، آسرني أداؤه، واحببته جداً، ورحت أتابع أعماله، عملا بعد آخر، فهذا الفنان يمتلك القدرة على كسب جمهوره، ولديه فطنة ربما لا يمتلكها غيره، وله كاريزما تجعله قريبا من كل الناس، لم التق به، وكانت أمنيتي أن ألتقيه، الا أن ما مر على الكويت الحبيبة من أزمة أصابتني باليأس، فبعد غزو صدام الغاشم رحت اتتبع اخباره وكنت كمن فقد عزيزا ، كتبت للمسرح كثيرا من الاعمال، وقدمت لي اعمال في سلطنة عمان وفي مصر والجزائر والعراق، وكنت أتمنى أن يجسد أبو عدنان الجميل المبدع الرائع واحدة من الشخصيات التي تنسجها مخيلتي، وها قد يمضي العمر وأنا اترقب اليوم الذي أجدني فيه جالساً معه، استمع له وأسمعه أفكاري..
حلم رافقني منذ شبابي وما زال، لكن سياسة بلدي بددت حلمي وقتلته، واليوم، بدأت مرحلة جديدة، وأنا كنت وما أزال من الذين وقفوا في وجه الغزو الغاشم حيث كلفني موقفي كثيرا من العناء والهروب من دولة الى أخرى..
أقول لاستاذي الكبير عبد الحسين عبد الرضا ان كان يقرأ هذا، أدعو لك بالصحة والعافية، وجودك يشعرنا بالراحة وبأن الدنيا بخير وابداع.