23-03-2024, 08:39 PM
|
#1 (permalink)
|
مشرف الأقسام الفنية ( كبير الكتّاب في الشبكة )
العــضوية: 4026 تاريخ التسجيل: 15/07/2009
المشاركات: 2,534
| د. نجود عبدالكريم المؤمن: ( النوستاليجيا ) في تلفزيون الكويت وكثرة العودة إلى الماضي إلى درجة السأم والملل! د. نجود عبدالكريم المؤمن: ( النوستاليجيا ) في تلفزيون الكويت وكثرة العودة إلى الماضي إلى درجة السأم والملل!
العودة للماضي
ما يحدث مؤخرا في مجال الإعلام والإعلان ووسائل التواصل الاجتماعي أعاد الى ذاكرتي فيلما من أفلام هوليوود الشهيرة في فترة الثمانينيات وهم فيلم بعنوان «العودة للمستقبل» وشعرت أننا نعيش أحداث فيلم مشابه، ولكن يمكنني أن أطلق عليه اسم العودة للماضي بآلة زمن وقفت بنا في حقبة معينة مضى عليها أكثر من 40 عاماً.
الحفلات الغنائية والإعلانات التلفزيونية والوصلات بين البرامج والفقرات التلفزيونية طغى عليها مؤخرا ظاهرة بدأت تشعرني بالسأم، فقد مللت ظاهرة التعلق بالماضي والبقاء في نقطة واحدة، أو ما يطلق عليه النوستاليجيا، جميل أن نتذكر اللحظات البارزة في ماضي دولتنا الحبيبة، ومما لا شك فيه أن من المهم أن تبقى الأجيال على علم ودراية بالإنجازات الفنية والإعلامية والرياضية في بلدهم الجميل، ولكن هناك جانب مهم وهو ألا يكون شغلنا الشاغل هو التغني فقط بالماضي الجميل والترحم عليه دون أن يكون هناك اهتمام وتطلع لما هو قادم.
لفت انتباهي في الآونة الأخيرة التكرار والإصرار على ثيمة العودة للماضي في أكثر من مجال وخصوصا بالجانب الإعلامي والفني بما يشمله من إعلانات تجارية تتغنى بالماضي وإعادة لبعض المشاهد من بعض المسلسلات القديمة، وتم إعادة تصوير مشابه لها، ولا أجد لذلك مغزى من وجهة نظر شخصية.
وكذلك الحال بالنسبة إلى الحفلات التي تقام على المسارح الوطنية فتقام بعض الأوبريتات التي تعيد ذكريات الماضي، وإن كانت تحمل فكرة جميلة إلا أن التوظيف والتنفيذ يحتاجان الى مزيد من الإبداع ومزيد من إعادة التفكير فيما نقدم، خصوصا أن أسعار التذاكر لتلك الحفلات الضخمة فيها نوع من المبالغة، حيث تصل الى مئات الدنانير لمشاهدة إعادة تمثيل مشهد من مسلسل أو برنامج مضى على عرضه ما يقرب من نصف قرن دون أي إضافة إبداعية، فلا أجد أن هناك أي هدف أو فكر جديد أو قيمة حقيقية لإعادة تمثيل مشهد أو لاستخدام بعض التقنيات الحديثة لمحاولة محاكاة صوت مطرب اشتُهر في فترة معينة.
يبقى الأصل هو الأجمل، وإذا كان هناك حنين طاغ للماضي بهذا الشكل فيجدر بنا التمسك بما كان عليه بصورته الأولية وإعادة عرضه بالنسخ الأصلية وبأصوات المطربين الحقيقيين.
وكذلك في المسرح أيضا لاحظت أن هناك عدة محاولات لإعادة تقديم مسرحيات أنتجت قبل 40 عاماً أو أكثر، إما من خلال تقديم المسرحية نفسها بأشخاص جدد وإما من خلال تجميع لتقديم فقرات اشتُهرت بها بعض الأعمال المسرحية القديمة.
إعلانات التلفزيون خلال شهر رمضان المبارك خلال هذا العام أيضا لاحظت فيها التركيز على إعادة تمثيل بعض المشاهد من الحلقات التي اشتهر بها قطاع التلفزيون في فترة السبعينيات والثمانينيات، وأصبح كأنه هاجس بأن ندور في الحلقة نفسها حلقة الماضي الذي لا نريد الخروج منه.
ولم نقف عند هذا الحد حتى بعض الإعلانات التجارية الخاصة ببعض شركات التغذية والمشروبات والمنتجات الوطنية أيضا ركزت على الماضي والعودة لوجبات كانت قد أنتجت قبل 40 عاماً أو أكثر، جميل أن نتذكر ولكن ليس من المنطقي أن نظل فى حلقة الماضي الجميل، فهناك رؤية للمستقبل وإبداع وفن نتطلع من خلاله أن نمضي قدما، ونحقق ما هو أجمل في جميع المجالات وعلى كل الصعد، ولا مانع من أن نتذكر جمال ما مضى ولكن يجب ألا يكون محور حديثنا، فكفا تعلقا بالماضي ولنمض قدما فالحياة تستمر والقادم لابد أن يكون أجمل. __________________ أحبائي أهالي غزة .. أنتم تاج على رأسي .. الرحمة لشهدائكم جميعا ..
|
| |