سكان الكويت والسعودية والإمارات الأقل تضرراً من الأزمة المالية أظهرت دراسة اقتصادية نشرت اخيرا أن السكان في الكويت والسعودية والامارات وقطر والبرازيل والصين ولبنان هم الاقل تضررا من الازمة المالية العالمية الاقتصادية الحالية.
وقالت الدراسة التي اعدتها المؤسسة العربية للبحوث والدراسات الاستشارية (بارك) في الكويت ان مواطني تلك الدول لم يخفضوا فعليا نفقاتهم لتمكنهم من تحمل الازمة الاقتصادية الراهنة.
وعن الوضع الاقتصادي المتوقع في تلك الدول خلال الثلاثة اشهر المقبلة أبرزت الدراسة ان النظرة المالية بصفة عامة هي نظرة سلبية حيث ان 16 في المئة فقط من المستفتين هم الذين يعتقدون ان الوضع الاقتصادي في بلادهم سيكون افضل.
وأوضحت ان قطر والكويت والبرازيل والسعودية والامارات هي الدول التي جاءت فيها أعلى نسب التفاؤل بتحسن الوضع الاقتصادي بدلا من ان يزداد سوءا في حين ظهر التشاؤم في المملكة المتحدة بنسبة 67 في المئة وفرنسا بنسبة 63 في المئة واسبانيا والمانيا بنسبة 61 في المئة.
أما عن الوضع الاقتصادي المتوقع خلال ال12 شهرا المقبلة فان نحو النصف وبنسبة 45 في المئة من المستفتين يعتقدون ان دخلهم سيظل كما هو و25 في المئة منهم يعتقدون انه سيزيد في حين ان 24 في المئة يعتقدون ان مدخولهم سينخفض خلال الفترة المقبلة.
وفيما يخص تخفيض النفقات في الكويت منذ بداية الازمة جاءت نتائج الدراسة لتبين أن نسبة تخفيض النفقات التي قام بها المواطنون في الكويت تعد أقل من مثيلاتها في البلدان الاخرى التي اشتمل عليها الاستفتاء.
خفض الانفاق
وعلى عكس الاتجاه في بلدان اخرى قام المواطنون في الكويت بتركيز تخفيض النفقات على الاثاث والاجهزة المنزلية بصفة اساسية كما هي الحال في الامارات وقطر.
وشملت الدراسة دولا اجنبية هي كندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والمملكة المتحدة واميركا والبرازيل وروسيا والهند والصين الى جانب دول عربية هي الكويت والامارات والسعودية وقطر ولبنان.
واشارت الى أن السكان في كل من الهند وروسيا لهم رؤية إيجابية عن اقتصادهم في المستقبل، ولكنهم قاموا بتخفيض نفقاتهم الشخصية في أوجه الصرف المؤثرة مقارنة بالمعدل العالمي وبالتالي فان اقتصادهم سيظل هشا لفترة وجيزة.
وفي النمسا وكندا وألمانيا وسويسرا فان سكانها لديهم رؤية سلبية عن اقتصادهم في المستقبل ولكنهم لم يقوموا بعد بتخفيض نفقاتهم الشخصية بشكل فعلي ولكن وفقا لرؤيتهم السلبية سيستوجب عليهم تخفيض نفقاتهم حيث يتوقعون استمرارية تراجع اقتصادهم لفترة زمنية أطول، وقالت ان السكان في الارجنتين واستراليا وفرنسا وايسلندا وايطاليا واليابان والمكسيك واسبانيا والمملكة المتحدة واميركا هم الاكثر معاناة من الازمة الاقتصادية وتعد الرؤى الاقتصادية بالنسبة لهم سلبية اذ قام سكانهم بتخفيض نفقاتهم الشخصية بشكل كبير بالمقارنة مع المعدل المحلي ويحتمل ان يستغرق ذلك وقتا أطول للتعافي.
زيادة الدخل
واعرب 35 في المئة منهم عن اعتقادهم بان دخلهم سيزيد وفقط 20 في المئة منهم يعتقدون انه سينخفض، مشيرا الى ان اعلى نسبة متشائمة جاءت لدى سكان ايسلندا واليابان وروسيا معتقدين ان دخولهم ستنخفض خلال العام المقبل. وأشارت الدراسة إلى وجود نظرة متفائلة الى حد ما في البرازيل وروسيا والصين والهند بنسبة 34 في المئة من افراد العينة في الدراسة والذين يتوقعون زيادة دخلهم خلال العام المقبل.
أما بالنسبة لكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والمملكة المتحدة واميركا فيتضح ان لديهم نظرة غير متفائلة بشأن توقعات الدخل للسنة المقبلة حيث ان 20 في المئة منهم لديهم الشعور بأنها ستزيد.
وعن توقعات الدخل خلال الـ 12 شهرا المقبلة فقد أفاد المستفتون في الدراسة بأنهم يعتقدون ان دخلهم الاسري سينخفض خلال العام المقبل وان الصين وروسيا هما البلدان الاكثر تشاؤما بنسبة 15 في المئة لكل منهما من حيث زيادة دخل الاسرة.
وأشارت الدراسة الى ان المستفتين اعربوا بوجه عام عن انخفاض مستوى الثقة في قدرة الحكومات على ادارة الوضع المالي واستقرار البنوك.
تكنولوجيا المعلومات
وأبرزت الدراسة أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أقل المتضررين من الازمة الاقتصادية، ويتضح ذلك من الانخفاض النسبي له كقطاع كامل بالرغم من الانخفاض الملحوظ على الهواتف النقالة والاتصال المنزلي بالانترنت والمحطات التلفزيونية المدفوعة.
وأفادت بانه على الجانب الاخر كانت تخفيضات النفقات مرتفعة للغاية وشملت جميع الاحتياجات التي ظهر اثرها الاكبر على الملابس والاحذية والاكسسوارات.
وتبين أن الاميركيين ما زالوا متفائلين الى حد ما في التوقعات بشأن الازمة المالية، لكنهم قاموا بتخفيض النفقات على كل الاحتياجات في حين لوحظ التشاؤم خلال الدراسة في ال 25 دولة التي شملها الاستطلاع بشكل كبير من حجم تخفيضات النفقات التي تبينت أثناء الدراسة.
واوضحت أن اكثر النفقات الاسرية تأثرا بالازمة المالية هي المتعلقة بمشتريات الملابس والاحذية والاكسسوارات والترفيه والمطاعم ودور السينما والعطلات والسفر اضافة الى بعض منتجات البقالة.
يذكر ان مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في مجال الدراسات والأبحاث الاستشارية ومن ضمنها (بارك) اجرت استطلاعا للرأي في 25 دولة من مختلف ارجاء العالم وشمل افراد المجتمع الذين بلغ عددهم 20325 مستفتيا.
وروعي في كل دولة ان تكون عينتها ممثلة لتركيبة سكانها من حيث الخصائص الديمغرافية المختلفة لضمان الدقة والثقة في النتائج النهائية للبحث. |