02-07-2009, 12:21 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963
| كابولا... يتحدى هوليوود! من أين تكون البداية للحديث عن المخرج القدير فرانسيس فورد كابولا؟ سؤال يحاصر كل من يذهب للكتابة عن هذا المبدع الكبير، ولكن تعالوا نبدأ من حيث انتهى، فمنذ أيام، قدّم فيلمه الأخير «تيترو» في تظاهرة اسبوعا المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي. وقد يتساءل القارئ، لماذا هذه التظاهرة، وليس المسابقة الرسمية؟
لقد كان كابولا قد ارسل «تيترو» الى مهرجان كان في مطلع العام وظل بانتظار الجواب، وقبيل يومين من الاعلان الرسمي عن الاختيارات، تم الاتصال به، وابلاغه ان الفيلم سيكون خارج المسابقة الرسمية، وكنوع من التكريم له.
ولكنه رفض، لانه يريد لفيلمه ان يكون ضمن الاختيارات الرسمية، ولا يريد مجاملات، ولهذا قرر سحب الفيلم وارساله الى تظاهرة «اسبوعا المخرجين» وهي تظاهرة مستقلة، تقام خلال ايام مهرجان كان السينمائي الدولي.
وما ان وصل الخبر لقيادات تلك التظاهرة، حتى تم اختياره ليكون فيلم الافتتاح.
وإليكم ذلك المشهد...
عرض الفيلم في قاعة «سان رفائيل» هي قاعة فندق «النونجا» سابقا، وايضا ذات الصالة التي كانت تتبع لقصر المهرجانات السابق، في بداية تأسيس المهرجان وقد تشرفت بان احضر العرض الذي قدم في الافتتاح، وتلاه مباشرة، وفي ذات اليوم، عرض الفيلم العربي المصري «ابراهيم الابيض» لمروان حامد، في صالة «ستار» في سوق الفيلم الدولية، وكان الفاصل بين الفيلمين ربع ساعة تقريبا، كان علينا ان نجري خلالها لبلوغ الشارع.
ونترك كارثة «الأبيض» الى «تيترو» كابولا الذي يستدعي جوانب من سيرته الذاتية، من اجل تأكيد بصمته، وهو يذهب الى طبيعة العلاقة بين والده وعمه «تيترو»، وهي علاقة مقرونة بشيء من القسوة والمزاج المتقلب، وهو لا يستدعي تلك السيرة، الا كي يحرر الشكل الفني الذي يريده، والذي لا يمكن الا ان يكون لمبدع كبير بمستوى وثقل كابولا.
وقبل ان نذهب للفيلم...
هل نحدثكم عن كابولا؟ بالذات، بالنسبة للذين لا يعرفون ماذا يعني هذا الاسم في صناعة السينما العالمية.
ويكفي ان نعرف بان هذا المبدع كان وراء كم من التحف الخالدة في ذاكرة الفن السابع، وفي مقدمتها «العراب» والذي يحتل المرتبة الثالثة على قائمة المعهد الأميركي للأفلام المئة الأفضل في تاريخ السينما العالمية.
ولد كابولا (فرانسيس فورد كابولا) في ديترويت متشجمان 1939، ولكنه نشأ في نيويورك، والده كارمين كابولا والذي يعتبر نابغة في العزف على آلة الفلوت (اوسكار أحسن موسيقي في العراب)، ووالدته ممثلة.
تخرج فرانسيس من جامعة هوفسترا في الاخراج السينمائي، وعمل مساعداً للمخرج روجر كورمان، وقد امتهن جميع المهن السينمائية، من الكتابة الى الانتاج وغيرها..
في عام 1963 مثل فيلمه الأول «دمينتا 13»، وتوالت الأعمال.
في عام 1969 أسس مع صديقة المنتج والمخرج جورج لوكاس ستديوهات ديتروب للخروج من سيطرة وهيمنة الاستديوهات الكبرى.
في عام 1971، تأتي نقطة التحول الأساسية في مسيرته حينما يقدم «العراب» (The Godfather)، ليصبح الفيلم الأكثر دخلاً يومها، وليحصد كابولا أوسكار عن كتابة السيناريو الى جوار الكاتب الأصلي للرواية الايطالي ماريو بوزو. وفي عام 1974، قدم فيلم «المحادثة» الذي حصد عنه السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، ومن هنا يأتي عتبه وغضبه على مهرجان «كان». وفي العام ذاته، قدم الجزء الثاني من «العراب» ليحصد ستة جوائز أوسكار، من بينها أفضل مخرج وكاتب ومنتج بكابولا (3 أوسكارات دفعة واحدة).
وفي عام 1979، قدم - ابوكاليبس ناو- وليحصد مجدداً السعفة الذهبية في «كان»، وهذا يأكد غضبه على إدارة مهرجان «كان»، التي لم تراع فوزه السابق وتاريخه الطويل وعلاقته الوطيدة. واتذكر جيدا، انه حينما اعتلى المنصة في صالة فندق النوجا هيلتون لم يكن الى جواره اي من قيادات مهرجان كان، بالذات جيل جاكوب او تيري فريمون!
وقال يومها: ما يسعدني انني اقدم «تيترو» في الصالة ذاتها التي حصدت بها السعفة الذهبية هنا في كان مرتين. وتمضي مسيرة العطاء..
ولكن مسيرة كابولا تتعرض لبعض الازمات المالية، التي اضطرته لان يبيع ستديوهات «زيتروب» التي يمتلكها، ما دفعه لان يهاجر لاحقا الى الارجنتين، بعد ان خذله جميع الاصدقاء، ولم يمدوا له يد العون او المساعدة، بمن فيهم جورج لوكاس الذي اصبح اغنى اغنياء هوليوود عبر مجموعة الافلام التي انتجها، ومن بينها «حرب النجوم» لقد ذهب الى الارجنتين ليؤسس هناك منتجعا ضخما وستديو خاصا به، ويعيش بعيدا عن الضجيج والصخب في هوليوود ويحقق الافلام التي يريد.. واخرها «تيترو». في «تيترو» يستدعي من ذاكرته، حياته، والده وعمه، والدة «تيترو» وعمه المجند البحري، وعلاقتهما مع والدهما الموسيقار الذي ترك ابناءه ليعيش حياته بالشكل والاسلوب الذي يريده، في حين انعزل ابناؤه في احدى دول اميركا الجنوبية، كما هو اليوم. وفي تيترو ذات النهج السينمائي حيث الطرح الفني، والاشكال الفنية التي تذهب الى الفن على حساب كل شيء، للصورة لغة، للاضاءة لغة للمشهدية السينمائية لغة، التي يعمل الجميع على تحقيقها، فيما فيها الاداء وبقية المفردات السينمائية.
من خلال «تيترو» يعود كابولا لتحدي هوليوود، كما كان دائما ومنذ بدايته، وحتى اليوم حينما يبلغ منتصف السبعينيات، يظل ذلك المخرج الذي يرفض حتى هيمنة هوليوود.
هكذا هو «كابولا» الرائع. http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=152843
|
| |