[الفنون]

قد تكون تغطية الأعمال التلفزيونية في بعض الأحيان متعبة وشاقة، خصوصاً اذا كان اللوكيشن يقع في منطقة بعيدة، او عندما يكون «ملموما» ويغص بزحمة الفنانين والفنيين، وخلال تغطيتنا لمسلسل «الحب الكبير» لمست ثمة بهجة وفخر في الوقوف أمام العملاق عبدالحسين عبدالرضا الذي احتضن الجميع بحبه الكبير، لمست هذا الامر جلياً في عيون الممثلين، فكم هي سعادة المخرج منير الزعبي ومشعل الشايع وبدرية احمد وشيماء علي واحمد ايراج وبثينة الرئيسي وبدر الشعيبي الذين قادهم الحظ والتوفيق للانضمام الى فريق بو عدنان، بعد تجارب عديدة كانت بمثابة اللبنة الاساسية للوصول الى هذه المرحلة، ايضاً هي الحال مع كل من احمد السلمان وابراهيم الحربي وإلهام الفضالة وهم عملوا مع بو عدنان في السابق، لكن لم تخف عيونهم السعادة الغامرة بتكرار التجربة. عند وصولنا الى لوكيشن مسلسل «الحب الكبير» كان المشهد يجمع عبدالحسين والشايع والفضالة وبدرية وشيماء، بو عدنان يتفق مع الشايع لتنفيذ مشروع مدرسة من منطلق الاهتمام بفئة المتزوجين والاهتمام الاكبر بفئة غير المتزوجين، وسرعان ما ترمش عيون بو عدنان باتجاه بدرية مبدياً اعجابه بها، لعل وعسى ان يأتي النصيب في الوقت المناسب الذي تقاعد فيه عن العمل الحكومي ليتفرغ لحياته الخاصة، حيث كانت تبادله النظرات فينادي بعد ذلك زوجة ابنه «الهام الفضالة» ويهمس في اذنيها بأن تأخذ بدرية في جولة الى غرفته حتى ترى كيف هو انسان يعيش بنظام، واوصاها أن «تشممّها» القحفية لتتآلف القلوب ويصل الى مراده.... انتهى المشهد.
طلب الزعبي تغيير موقع الكاميرات، لذا فضل بو عدنان ان يجلس في ركن الصالة ووضع الغترة على جنب وصاح منادياً مدير الانتاج حسن السلمان ليتفق معه على بعض الترتيبات في شأن الحملة الاعلامية للعمل، سواء عن طريق التغطيات الصحافية او الفضائيات، حرصاً منه ليحصد المسلسل أكثر مشاهدة في شهر رمضان، بعدها استعد مع مشعل الشايع للمشهد الجديد وامسكا بالنص وتحدثا معاً.
قصة العمل تكاد أن تكون شبه معروفة للجميع باستثناء بعض الخطوط الدرامية في تسلسل الاحداث، لكن من خلال متابعتنا البسيطة للأجواء والجمل التي تضمنها النص فاننا على قناعة بأن المتعة ستكون حاضرة لمسلسل «الحب الكبير» لاكتمال اضلاعه، سواء في النص ووجود النجوم والرؤية الاخراجية.
لم يتبق لنا الا ان نؤكد أن عمل أي فنان مع بو عدنان هو اعتماد لنجوميته وجواز سفره لأعمال اكثر قوة وعمقا في المستقبل القريب، لأن عبدالحسين عبدالرضا كبير في مكانته الفنية وتعاطيه مع الصغير قبل الكبير، والكبار عادةً لا تنبض قلوبهم بغير «الحب الكبير».