هل يسعى ساكاشفيلي إلى حرب جديدة مع روسيا؟ عاد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بعد عام على الحرب التي اندلعت بين بلاده وروسيا في السابع من اغسطس 2008 الى استفزاز الدب الروسي بتصريحاته المعادية للكرملين ومساعيه للحصول على الأسلحة والتقنيات الحربية الجديدة لجيشه بحجة الاستعداد لعدوان روسي جديد محتمل.
ويأتي التوتر الجديد بين موسكو وتبليسي على خلفية زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الى العاصمة الجورجية بعد أيام من زيارة الرئيس اوباما الى موسكو وإعلانه دعم واشنطن لجورجيا ومساعيها للانضمام الى الحلف الاطلسي وتعزيز الديموقراطية في البلاد.
حرب الايام الخمسة التي الحقت هزيمة منكرة بالدولة القوقازية لم تحل المشكلة المحتدمة بين البلدين، بل على العكس عمقتها، اذ اجتاحت القوات الروسية الاراضي الجورجية ووصلت الى مسافة لا تبعد سوى 40 كيلومتراً عن العاصمة تبليسي واحتلت اراضي جديدة وتسببت في مآس عميقة للشعب الذي اضطرت مئات الاف منه الى النزوح خارج قراها ومدنها لتسكن في مخيمات ومعسكرات مؤقته، فيما دخل اقتصاد الدولة في مرحلة من الركود والانكماش.
روسيا من جانبها خسرت ثقة الغرب،ولم يعترف باستقلال اوستيا الجنوبية وأبخازيا سواها ونيكاراغوا.
لغة المواجهة
الانعكاسات الكارثية لاحداث العام الماضي على اطراف النزاع الثلاثة لم تقنع لا موسكو ولا تبليسي ولا تسيخنفالي بأهمية وضرورة البحث عن حلول توافقية للازمة، اذ تعكس تصريحات القادة الثلاثة تصاعدا في درجة التوتر بشكل ينبئ باحتمال انفجار جديد يعيد المنطقة والعالم الى وضع العام الماضي على خلفية اعلان موسكو عن قيام المدافع الجورجية بقصف قرى اوستيا الجنوبية،واتهام تبليسي بالمقابل الميليشيات الاوسيتية بقصف موقع عسكري جورجي متقدم.
وزارة الدفاع الروسية شددت على احتفاظها بحق استخدام القوة العسكرية في حال استمرار تبليسي في مهاجمة مواقع عسكرية روسية او مواطنين مدنيين.
ورفض ساكاشفيلي اتهامات نائب رئيس الاركان الروسية الجنرال نوغوفيتسن بأن بلاده تتهيأ وتتسلح لشن حرب جديدة وقال" ليس لدينا لا الرغبة ولا القدرة على اشعال حرب مع روسيا" معتبرا ذلك بمثابة " انتحار" من دون ان ينسى بالطبع اتهام موسكو بانتهاج سياسة عدائية حيال بلاده هدفها تغيير نظام الحكم».
ورصدت المصادر «ان خطاب ساكاشفيلي لمناسبة الذكرى الاولى للحرب لم يتضمن اي اشارة الى وعده السابق باستعادة السيطرة على الاقليمين الانفصاليين او ضم جورجيا الى الحلف الاطلسي».
الرسالة الأمريكية
وكان بايدن اقر خلال زيارته الى تبليسي بعدم وجود حل سريع لمشكلة وحدة الاراضي الجورجية " وقال " الحقيقة المحزنة انه لا يمكن اعادة الوحدة عبر العمل العسكري".
في هذا السياق قال مسؤول اوروبي رفيع " ان الاراضي الجورجية المحتلة ليست على جدول الاعمال السياسي الراهن"، مضيفا " ان انضمام جورجيا الى الاطلسي اصبح بعد احداث اغسطس الماضي شيئا بعيدا عن الواقع".
من الواضح ان امام ساكاشفيلي مهمات اكثر تعقيدا من اعادة السيطرة على اقاليم انفصلت عن بلاده بدعم من روسيا،وهي مواجهة المعارضة المتزايدة لسلطته حتى من اقرب حلفائه السابقين والانصياع لمطالب الغرب الذي منحه مساعدات مالية قيمتها 4.5 مليارات دولارلمواجهة تفاقم ازمات البلاد الاقتصادية والاجتماعية بفعل الحرب وهي اشاعة المزيد من الديموقراطية في حياة البلاد واقامة توازن بين صلاحيات البرلمان والسلطة التنفيذية وتغيير النظام الانتخابي وتأمين الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الصحافة واستقلالية القضاء الوطني".
قال بايدن موجها كلامه للرئيس ساكاشفيلي " ثورتكم.. ثورة الورود ستكتمل فقط حينما تكون الحكومة شفافة في قراراتها وأفعالها وان تكون ذات فعالية ومسؤولية عالية". |