26-08-2009, 03:03 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,968
| حديث الذكريات مع الفنان غانم الصالح :«أم عيالي» كانت وراء دعم مسيرتي الفنية ( 5 - 5 )
حينما يذكر النجوم الكبار على المستوى المحلي والخليجي والعربي، فإن اسم الفنان القدير غانم الصالح، حتما سيكون في المقدمة، نموذج حقيقي للالتزام، والعمل الدؤوب، ومسيرة مقرونة بالجدية والاختيارات الفنية، التي زرعت بصماتها في وجدان المشاهد والحركة الفنية في العالم العربي، اقتدار فني، وخصوصية في الاختيارات والمعالجة، وخصوبة في العطاء، تكون ثراء التجربة وعمقها، وايضاً الانتماء الحقيقي للحرفة الفنية التي راح يؤكد عليها يوماً بعد آخر، وتجربة بعد أخرى، شذرات ابداعية، وبصمات مشرقة، واحتراف عالي المستوى، يكون على القيمة التي يمثلها هذا النجم، الذي منحنا المتعة بحضوره.. وأدائه.. ومقدرته على التقمص.. والانتقال من شخصية إلى أخرى وبلياقة فنية عالية المستوى، لا يبلغها إلا القلة. انجازات وذكريات وايضاً انتماء حقيقي للكويت الحبيبة، وفي حديث الذكريات، يطوف بنا في ذكريات الماضي، حيث يعود إلى الوراء، إلى أيام الطفولة حيث أحياء الكويت القديمة، وتداعي الذكريات عبر مسيرة نصف قرن من الزمان، شامخة بالتضحيات الكبيرة والوفاء للحرفة وأجيالها، هكذا هو الفنان القدير غانم الصالح، نموذج في كل شيء.. وبالذات الالتزام.. وهي رحلة في ذاكرة نجم الالتزام.
وأنت تتحدث على مدى الحلقات الماضية، هل تحدثنا عن المرأة في حياتك... بمعنى أدق... كلمني عن والدتك (رحمها الله)؟
وبعد نفس طويل... وكأنه يستعيد الذكريات... قال... والدتي «رحمة الله عليها»، من أهل الله... الانسانة سيدة البيت وراعية بيت... وامرأة كانت مكافحة فعلا لان والدنا «رحمة الله عليه» كان يدخل البحر، وهي من يتحمل المسؤولية بالكامل.
ويتابع:
والدي كان غواصا، يذهب الى البحر خلال فترة الصيف، لمدة ستة أشهر كاملة، وفي أحيان في فترة الشتاء مع سفن التجارة (أيام السفر) والأمهات في الكويت، كما هو شأن أمي «رحمها الله» هي من تربي الأبناء وتسهر على راحتهم وتربيتهم وتعليمهم ورعايتهم...
ان المرأة في الكويت، كانت ولاتزال تقوم بدور كبير في بناء الأسرة والمجتمع، وتتحمل المسؤوليات الكبيرة من أجل المحافظة على الأسرة...
أتذكر جيدا، ان والدتي (رحمها الله) كانت تسهر على راحتنا، وكانت تذهب الى السوق لشراء احتياجاتنا اليومية، وهي من تقوم ايضا بالطبخ والاهتمام بالبيت واخوتي واخواتي، وهي المسؤولة عن كل شيء في البيت «تطبخ... وتحلب الأغنام... وتنظف المعيشة... في تلك الفترة من تاريخ الكويت... أمهات الكويت أبطال حقيقيات... تعبن.. وعندما كبروا ظهر عليهم التعب والارهاق وسرعان ما أتعبهن المرض والكبر... أمهاتنا تعبوا في شبابهم وحياتهم، وكانت سعادتهم في رعاية الأبناء والسهر على البيت... الحياة كانت قاسية، بل وقاسية جدا، ولم يكن هناك الترفيه او الخدم... قلة من كان عندهم خادم... او «صبي» والحريم (النساء) هم من كان يقوم بكل شيء وكن يتحملن جميع المسؤوليات، وهي بلا أدنى شك مسؤوليات كبيرة ومرهقة، كما ان البيت في السابق كان «حمولة» - ليس نفراً أو نفرين - أسرة كبيرة، بيوتات الكويت السابقة عبارة عن أسرة كبيرة تتحمل الأم مسؤولياتها بالكامل، الأب وأبنائه واخوته وخواته وأمه، والمرأة عليها ان تتحمل وتقوم بجميع المسؤوليات من طبخ... وغسيل... وتخبز... وتحلب... وتجهز كل شيء... وتذهب الى السوق للتسوق، أمي كانت (رحمها الله) من تلك النوعية المجاهدة.
رحم الله والدتك... والآن أشكرك على هذه الاستفاضة، هل تحدثنا بوصلاح عن السيدة حرمكم (أم صلاح)؟.
أم عيالي (حفظها الله) على النهج نفسه، وقد عاشت التعب بطريقة حديثة، (مودرن) تحملت المسؤوليات ورعت الأسرة والأبناء، وقد عاشت في أجواء أسرية متفتحة وحديثة، وعاشت في أجواء من الخير والرفاهية، ولكنها في الحين ذاته، تحملت كل المسؤوليات، لطبيعة عملي وظروفي من ارتباطات وسفر وتصوير، لقد كانت رفيقة المشوار وسندي ولولا الاستقرار في منزلي، لما كان ذلك النجاح وما كانت تلك المسيرة.
ما أعرفه، ويعرفه الجميع بانك رجل بيتوتي ملتزم، بمعنى انك حينما تكون من دون تصوير، لا تكون الا بين أسرتك وأهلك... ليس هناك (عفوا) ديوانية... أو غيرها؟
أنا لا أذهب الى الديوانيات.
ليش؟
الأسباب... يعورون القلب... ويرفعون الضغط... كلام.. في أحيان كثيرة ليس له معنى، مع الاحترام الشديد لديوانيات الكويت الأصيلة والتي تحفل بلقاء الأخيار وأهل الكويت الكرام ورجالاتها، ولكن هذه قلة، اما بقية الديوانيات وللأسف، فهي كلام... ولغو... وأنا لا أحب النميمة... أو القيل والقال...
ويتابع:
الشيء الثاني، ان ما يدور في الديوانيات ما هو الا ترويح وتنفيس، ولكن في بعض الاحيان تتجاوز الحدود، في أحاديث لا تغني... ولا تنفع...
ويكمل: لقد وضعت الديوانيات في الأصل، لتكون نافذة على الحوار والتواصل بين أبناء الحي، لمعرفة قضاياهم واحتياجاتهم، صورة مصغرة حديثا من مجلس الأمة، ونوضع الديوانيات لحل قضايا عيال الفريج ويتم التوصية بمساعدة بيت فلان او زيارة فلان المريض او الذي عنده وفاة وغيره من الموضوعات الايجابية... ولكن الديوانية اليوم تغيرت، الكلام كثير... والأحاديث في أغلبها غير مفيدة.. وأنا في غنى عن كل ذلك... لهذا أفضل ان أكون قريبا من أسرتي... وأبنائي... وأحفادي.
ويكمل: لا أذب الى الديوانيات اليوم... لانها تتحدث هذا طويل وذاك قصير... وهذا أخضر وذالك أصفر... وهذا وهذا وغيرها، والمجتمع لا يتحمل... لنترك أهل الاقتصاد للاقتصاد (... والسياسة للسياسة... وغيرهم كل حسب تخصصه... للأسف هناك نوعية من
البشر عندنا يتحدثون في كل شيء.. ولا يتركون صغيرة أو كبيرة إلا ويتحدثون عنها، وكأنهم خبراء.
ويؤكد:
- لهذا فضلت أن أنتبه لنفسي وعملي وحرفتي وأسرتي.. وحياتي الاجتماعية.. وتربية أبنائي على أفضل صورة.. وابتعد عن اغراق نفسي في القضايا السياسية أو غيرها.
من هم أصدقاؤك المقربون منك دائماً؟
أصدقائي في كل مكان، وأصدقائي جمهوري الحبيب في كل مكان، اعتز بهم واتشرف، هذا من الناحية الفنية، أما الحالة الخاصة، وأصدقائي هم زملائي في الوسط الفني، أو كما يقول اخواننا المصريون «أصحاب الكار» وزملاء المهنة هم أصدقائي.. ونتواصل من خلال أعمالنا الفنية في هذا العمل أو ذاك.. والتواصل اليوم لا ينقطع، سواء باللقاء أو الاتصال الهاتفي، حيث نتصل ونسأل ونتابع وإذا كان الصديق بصحته وعافيته الحمد لله.
ويكمل: أما عن الأخص والأخص من الأصدقاء، وهم الذين أعيش معهم على مدى 24 ساعة، نلتقي ونتواصل ونتزاور ونتحدث ونتسامر، فليس عندي سوى أخي وصديقي ورفيق عمري الفنان الكبير محمد جابر (العيدروسي).
ويتابع:
- وأنت الآن في مكتبنا (الزرزور) للانتاج الفني، وتعرف علاقتنا ولقاءنا اليومي ونحن من مكتبنا للبيت ومن البيت إلى المكتب. وإذا كان هناك عمل تلفزيوني أو فني، نذهب إليه ونعود بعدها إلى مكاننا وحواراتنا وأحاديثنا التي تتحدث في مجال تخصصنا الفني.
هل تنزل الى السوق.. لوحدك أو مع أسرتك؟
أجل، أنا أمارس حياتي بشكل تقليدي ويومي واعتيادتي، بل أنني أحرص على الذهاب إلى السوق والتسوق مطلوب من الفنان أن يكون قريباً من الناس لمشاهدة الشخصيات ومعرفة تصرف كل شخصية وأسلوبه ولا أريد أن أكون في أي لحظة بعيداً عن الجمهور والناس.. من أجل أن أنقل الصورة بشكل صحيح وصادق.
هل تنزعج من البعض؟
جمهورنا متفتح ومتطور ويعي دور الفنان ويحترمه ويقدره، والتقي مع كثيرين، حينما أذهب إلى الجمعية أو السوق للتسوق وآخذ احتياجاتي الحياتية اليومية، وأنا من النوعية التي تعتمد في انجاز أعمالها بنفسها.
تذهب للجمعية؟
أجل أذهب للجمعية.. وأشتري أغراضي بنفسي.. ولا أتكل على أحد.. وأنا من سكان الرميثية، وأهل الرميثية أهل وأصدقاء، وجميعهم أتشرف بلقائهم في ردهات الجمعية.. كما أذهب إلى الشبرة.. وسوق السمك والمباركية والأسواق العامة والمولات، أمارس حياتي بعفويتها وبلا تكلف وهذا ما جعلني قريباً جداً من أهلي وجمهوري وأحبتي في الكويت وبقية الدول العربية.
ويكمل: عندي خدام في البيت، ولكنني لا أعتمد إلا على نفسي في كثير من الأمور.. وعندي وكيل أعمال يتابع أموري القانونية والفنية، ولكنني في الجانب الحياتي اعتمد على نفسي، وهو أمر يجعلني قريباً من الحياة ومن الناس ومن كل شيء، لا أحب الاتكالية.. وأنا أنصح أولادي وأسرتي دائماً بعدم الاتكالية.
ماذا تكره؟
العناد.. والعناد هو الطريق الى الهلاك.. وهنالك اليوم من يعاندون في أشياء بسيطة، ويطورونها بأشكال ومضامين، حتى تتحول إلى قضية كبيرة.
ويؤكد:
لهذا أقول بانني بيتوتي، لأنني أكف نفسي عن الناس، وبعدك عن الناس غنيمة، هذا ما خلصت إليه بعد هذا المشوار والخبرة.
لقد أخذت منك الكثير من الوقت، وشرفتنا في «النهار» بهذا الحوار الثري والخصب الذي عدت من خلاله الى جوانب مهمة من رحلتك ومشوارك الفني؟
وأنا سعيد أن أطل على جمهوري وقراء «النهار» في هذا الحوار، الذي يرصد جوانب من مسيرتي، وسعادتي أكبر بالتواصل معك شخصياً بوصفك أحد الصحافيين والنقاد الذين عاشوا معنا مسيرتنا ونثق بأدائهم وكتابتهم التي تمتاز بالرصانة والعمق.
كلمة أخيرة؟
عساكم من عواده.. ورمضان كريم على الجميع. http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=162604
|
| |