30-08-2009, 02:07 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| «باب الحارة 4».. ماراثون غلطات الشاطر
للسنة الرابعة على التوالي يثبت مسلسل باب الحارة أنه قادر على امتلاك أفئدة عدد كبير جداً من المشاهدين، في ظاهرة بات على الدارسين تحليلها، لمعرفة مكامن قوة ونقاط ضعف سوية التذوق والتلقي، وعمق الإدراك عند المشاهد العربي، ومن جديد نؤكد أن المحاور المفبركة التي يجري إقحامها في السياق الدرامي لهذا العمل باتت ممجوجة، وأكثر من مستهلكة، ولا نعتقد أن مسلسلاً واحداً من مسلسلات بسام الملا السابقة خلت من أي قصة يسردها باب الحارة، فهل هناك مبرر «غير المادي» يستدعي من المخرج متابعة ماراثونه هذا؟
مفاجآت «باب الحارة 4» الذي تعرضه «إم بي سي» في العاشرة ليلاً أكثر من أن تعد وتحصى، والخير في قادم الحلقات قد يكون أكثر، ولن نكرر ما فعله الكثيرون بتحليل وتخمين أسباب استبعاد هذا الممثل أو ذاك، لأن قضايا أكثر جوهرية يكشف عنها الجزء الرابع، وصلت حداً يدفع المشاهد لشد شعر رأسه غيظاً من استهتار طاقم العمل بذكاء المتابعين لهذا المسلسل.
مقاربة قضية التلاحم الوطني بين المسلمين والمسيحيين في الدفاع عن الوطن وبنائه أمر محمود ولاشك، ولاسيما في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا، والتي تشهد استقطاباً حاداً بين مكونات مجتمعاتنا والفرز الطائفي والديني والعرقي الذي نخشى منه على تماسك هذه المجتمعات وعيشها المشترك. والدفاع عن وطنية كل مكونات المجتمع لفتة جميلة من قبل كاتب العمل (كمال مرة)، الذي يعرف جيداً معنى تعايش الأديان، وهو ابن حي شعبي تتعانق أصوات مآذنه مع رنين نواقيس كنائسه، ولكن، ماذا في الشكل البصري الذي انتهى إليه هذا المضمون؟
«أم جوزيف»، المرأة المسيحية تشكل الحامل لهذه المعاني التي أشرنا إليها، والصليب المعلق في صدرها قد يشكل جواز مرورها أمام الجنود الفرنسيين المحاصرين للحارة، وبالتالي كان واجبها الوطني يحتم عليها أن تقوم بما يلزم لنقل رسائل الثوار الفلسطينيين لإخوانهم الثوار في الشام، وكان على أهل الحارة بالمقابل ألا تمنعهم مسيحيتها من إكرامها وتثمين دورها، فهي ابنة البلد مهما كان دينها، ومهما كان شكل ثيابها.
كل هذا جيد وجميل، ولكن، ألا يبدو المخرج بسام الملا يستغفل متابعي المسلسل الماراثوني عندما يسند دور «أم جوزيف» للفنانة منى واصف؟
الأمر يبدو هكذا بالفعل، فالفنانة ذاتها سبق أن قدمت في الجزء الثاني من العمل نفسه دور (الساحرة العرافة) التي تساعد فريال وأم زكي لعمل سحر لعصام (ميلاد يوسف)، كي يرد زوجته المطلقة لطفية إلى عصمته، وآنذاك طلبت الساحرة من فريال طلبات غريبة عجيبة، وابتزتها أيما ابتزاز.
وفي هذه الحالة ألا يحق للمشاهد أن يتساءل عن هذا التدخل الفج للمخرج في مسار رسم الشخصيات وتشخيصها من قبل الكاتب؟
أم أن المخرج بعد هذه المفاجأة غير السارة ينوي التوجه إلى جعل الأجزاء مترابطة موضوعاً ومفككة ومنفصلة شكلاً على صعيد الدال البصري؟
وهل نتوقع ببعض الخبث أن يظهر علينا عباس النوري (أبو عصام) في دور ضابط فرنسي في جزء آخر قادم؟ أم النوري سقط بالتقادم، والحسد، والساقط لا يعود كما تقول القاعدة الفقهية؟
أسئلة كثيرة تضعنا أمامها مثل هذه الحالات التي تعكس، كما نعتقد، حرج المخرج الملا وضعف موقفه بعد نزيف حاد أصاب عمله بخروج خيرة الممثلين أو إبعادهم، مما اضطره للاستعانة بالقديرة منى واصف من جديد، وهو الأعلم بأنها غلطة الشاطر!
ويبقى أن نهمس بعتب في أذن الفنانة الكبيرة منى واصف: أما كان يكفي أن تشاهدي عن بعد سقوطاً متوقعاً، نأمل ألا يحدث؟
[[ المصدر ]] http://www.awan.com/pages/life/220802 |
| |