01-09-2009, 09:37 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963
| مسلسل "ماتخافوش": قضية مصطنعة وبطولة وهمية
من غير الموضوعي بالطبع الحكم على عمل من حلقاته الأولى، ولكن يمكن استشفاف وفهم خطوطه العامة وتقييم مستواه الفني على صعيد الكتابة والإخراج والأداء مبكرا، فالحلقة الأولى في أي مسلسل هي اختبار مهارة الكاتب في مدى قدرته على شد المشاهد لمتابعة العمل خاصة أن البضاعة الدرامية كثيرة ومتنوعة، وبصعوبة يستطيع المشاهد اختيار المسلسلات التي سيتابعها في رمضان مع ملاحظة أن كثيرا من النجوم يتواجدون في أكثر من عمل هذا الشهر. من المسلسلات التي جذبتني حلقتها الأولى لمتابعتها مسلسل «ماتخافوش» للفنان نور الشريف، فقد بدأت بأزمة بين اعلامي يقدم برنامجا جماهيريا في محطة فضائية يمتلك أكثر من نصف أسهمها مع زوجته، وبين مساهمين آخرين مستائين من برنامجه الذي جعل كثيرا من المعلنين يسحبون اعلاناتهم من القناة تحفظا على الأفكار التي يطرحها والضيوف الذين يستضيفهم في برنامجه فيحاولون عزله من رئاسة مجلس ادارة القناة وايقاف البرنامج، ولكنه يقود حربا ضدهم لمنع ايقافه مصرا على مقولته «ماتخافوش» في الحلقات التالية.
العنوان العام للعمل يمكن اعتباره حاجة ملحة في هذه الأيام وهذا الزمن الذي ترسخت فيه ثقافة الخوف والمعارضة الصامتة واليائسة، ولكن ربما كان كاتب العمل أولى به أن ينصح نفسه بأن لا يخاف أو بعبارة أخرى الأولى أن يقول خيرا أو يصمت، فالمفارقة في هذا العمل كما يبدو حتى الآن انك كمشاهد تتهيأ نفسيا من أغنية التتر واسم المسلسل وحديث بطله الإعلامي عن ضرورة التحرر من الخوف في كشف ما هو فاسد ومرفوض ومكبل للحريات والاختيار ما بين سجن الخوف وحرية الحقيقة، ولكن مع توالي الأحداث وتعرف المشاهد على مضمون برنامجه وأفكاره تكتشف أن قضيته ليست موجهة للمشاهد المصري أو العربي وبالأصح ليست هي ما يخشى الخوض فيه الى جانب أن الحديث عن القضية الفلسطينية ليس ممنوعا في الاعلام العربي، ولم نسمع أن هناك حظرا في الفضائيات على استضافة شخصيات يهودية مناهضة للهجرة الى اسرائيل، أما قضية ضرورة انتماء اليهودي الى وطنه الأصلي بدلا من الانتماء الى الوطن المزيف إسرائيل، فالمخاطب الأولى بها أيضا ليس المشاهد العربي الذي يعلم جيدا تاريخ القضية الفلسطينية وذريعة أرض الميعاد.
هناك كثير من المشاكل والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تفاقمت بسبب خوف المواطن من الاشارة اليها ومواجهتها بشجاعة وبصوت عال، وليست مشكلة غلاء الأسعار التي يشير اليها برنامج «ماتخافوش» على عجالة للإيحاء بأنه يتناول قضية تهم رجل الشارع إلا أقلها أهمية مقابل مشاكل أكبر وأخطر تتعلق بالفساد الذي يبدأ من القمة بالاضافة الى قمع الحريات وتهميش دور المواطن في اتخاذ القرار. ولكن كاتب العمل صاحب مقولة ما تخافوش يبدو حذرا جدا من إغضاب «الناس اللي فوق» لذلك يشير في أكثر من مشهد إلى تعاون الحكومة معه وتفهمها ورضاها عن عمله، بل إن رجل الاستخبارات صديق له، وهمه الشاغل تأمينه هو وضيفه الايطالي وما يدعو الى الاستغراب أن رجل الاستخبارت هذا لديه نقص في المعلومات دائما، وجهاز الاستخبارات المصري على عظمته لم يلاحظ حتى الآن أن الرجل الإيطالي المكلف بحمايته بعد أن تعرض لأكثر من محاولة اغتيال خارج مصر هو وابنته، مراقب من شخص ما مراقبة لصيقة بشكل مريب، مع أنه حاول تأخير التصريح بدخوله مصر حتى يستطيع تأمينه جيدا.
إن الكاتب يقدم في هذا المسلسل قضية مصطنعة وبطولة وهمية فبطل العمل يحارب أعداء غير حقيقيين بدلا من أن يخوض معركته ضد كل من يقتل روح الفرد بالخوف ويحاول إخراس صوته وترويضه باليأس من التغيير، ويحاول فتح خطوط فرعية أخرى تتناول المقولة نفسها ولكن في الجانب الاجتماعي الذي يخص قهر المرأة أو تسلط الوالدين من خلال أسرة نهال عنبر التي يمارس فيه الزوج والأب سلطته بشكل تعسفي وقاهر يستمده من جذور تربيته الصعيدية المحافظة، ولكن ما نفع هذا الخط الجانبي من الأحداث الذي لايقول جديدا إذا كان الحدث الرئيسي ضعيفا وغير مقنع؟!
نقطة أخيرة أود الاشارة إليها وهي لحية نور الشريف التي رافقها حجاب زوجته في العمل والتي اختيرت الفنانة المحجبة منى عبد الغني لأداء دورها، فهذا المظهر المتدين أعطى اشارات مشوشة للمشاهد بحيث لم يتأكد إن كان دلالة على الانتماء الى تيار سياسي أو ديني ما، خاصة أن الحوار والمشاهد لم يؤكدا أويشيرا إلى ذلك، أو مجرد نيولوك لم يقصد منه شيء آخر! http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=01092009
|
| |