[بحر الحب]

كتب حافظ الشمري :
أكد الفنان ابراهيم الحربي أنه مستمر في خوض تجربة الانتاج على صعيد الدراما التلفزيونية رغم توقفه أكثر من مرة، مبديا رضاه التام عن عمله الجديد «الرهينة» الذي يعرض حاليا في قناة «فنون»رغم أنه كان يفضل عدم عرضه في رمضان حسب الاتفاق المبرم مع القناة، وأشار الى أن مشاركته في مسلسل «الحب الكبير» مع النجم عبد الحسين عبد الرضا تعتبر متعة حتى ان كان الدور بسيطا كونه يسجل في تاريخ أي فنان، مبينا أنه يحضر لعمل تراجيدي جديد سيجمعه مجددا مع قناة «فنون» اضافة الى أن هناك فكرة مطروحة للتعامل مع تلفزيون الكويت خلال مسلسل تراثي للأطفال، أمور كثيرة يتحدث عنها الحربي في هذا اللقاء.
• بعد غياب طويل.. ما سبب عودة ابراهيم الحربي للانتاج الدرامي مجددا؟
ــ أولا أنا لم أغب طويلا عن الانتاج، فقد خضت تجارب منذ سنوات قليلة في عدة أعمال منها «عودة السندباد» و«الوريث» بعدها توقفت عاما ومن ثم قمت بانتاج مسلسل «بقايا أمل»، وبعدها توقفت لمدة ثلاثة أعوام وعدت مؤخرا في مسلسل «الرهينة» الذي يعرض حصريا حاليا في قناة «فنون» الفضائية، ولا أجزم ان كانت هذه التجارب الانتاجية ناجحة كون الجمهور هو من يحكم عليها، كذلك فأنا لا أتهافت على دخول الانتاج بكل عام في رمضان مثلما يفعل بعض الفنانين الذين أصبح شعارهم خوض الانتاج حتى ان كانت أعمالهم متواضعة المستوى القيمة والفنية، وبالتالى ما يهمني هو ما أقدمه للجمهور من خلال التجربة الانتاجية.
تاريخ فني
• لكن النظرة كمنتج لا بد أن تكون مادية ؟
ــ لن أحرق نفسي وأضحي بتاريخي الفني من أجل المادة لكن المسألة تتطلب التوازن، فليس من المعقول طرح عمل درامي يخلو من الأهداف المطلوبة، وأحرص باستمرار لخوض تجربة الانتاج المتكاملة العناصر لأن أي قصور في العمل المطروح سأحاسب عليه كفنان بالدرجة الأولى وكمنتج، ولن أخوض سوى التجربة الانتاجية التي أكون مرتاحا منها بنسبة 60% الى 70%.
• هل تحرص أن يعرض عملك في رمضان؟
ــ الصراع والمنافسة للدراما في رمضان أصبح أزليا، والمهم لدي أن الشباب يأخذون فرصهم في عملية الانتاج ولست مهتما بانتاج عمل كل سنة، والمشكلة بات التنافس بين الدراما ليس الصعيد المحلي والخليجي بل أصبح على مستوي نجوم العالم العربي، فمثلا هناك ممثلون عرب معروفون لا نشاهد أعمالهم الا في رمضان فقط وكأنهم يريدون فقط تسجيل حضورهم خلال هذه الفترة ويزاحمون الممثلين الشباب ولا يمنحونهم الفرصة وربما يحاربون في سبيل عرض أعمالهم على حساب هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن اثبات تواجدهم، والحال في الساحة المحلية يشبه هذا الوضع كثيرا.
• لكن ألا ترى أن الأسماء المعروفة في الدراما هي من تسوق وتستقطب من قبل المحطات الفضائية ؟
ــ أنا لست ضد الأسماء المعروفة لكن يفترض عليهم فتح الفرص أمام الفنانين الشباب لدخول مجال الانتاج ليثبتوا جدارتهم وهذا حق مشروع، لكن المشكلة القائمة أن الفنانين الكبار ينافسون الفنانين الشباب وهذه المنافسة لم تعطهم الفرص لاثبات حضورهم كمنتجين وسيظل الوضع مستمرا طالما أن التشجيع مفقود تماما في هذاالمجال، ومن المنطق افساح الفرص للمنتجين الشباب وطرح أسماء جديدة.
تجربة إنتاجية
• حدثنا عن تجربتك منتجا وبطلا لمسلسل «الرهينة»، هل ترى انها كانت مرضية؟
ــ المسلسل يعرض حصريا حاليا في قناة «فنون»، وهو من الأعمال التي تطرح عدة قضايا، ودوري فيه مختلف تماما في الظهور، والتجربة كانت جيدة، لكن كنت أفضل عدم عرض المسلسل في رمضان حسبما كان الاتفاق بيني وبين القناة، انما أنا أعذرهم في هذا الجانب لكونهم لديهم نظرة تسويقية للعمل، و«الرهينة» لا أعتقد أنه سيأخذ حقه في المتابعة من قبل المشاهدين، وأرى أن أغلب الأعمال لن يكون لها متابعة في رمضان بسبب هذه الزحمة ومعمعة الكثافة الدرامية، وأنا اكتفيت في التواجد من خلال عملين هما «الرهينة» و«الحب الكبير»، اضافة الى أن هناك مسلسلا محليا يعرض حاليا في القناة الثانية في تلفزيون الكويت.
• ماذا عن مشاركتك في مسلسل «الحب الكبير»؟
ـــ التواجد مع النجم عبدالحسين عبدالرضا بحد ذاته يعتبر متعة وسيضيف لكل فنان حتى لو كان الدور بسيطا، وفي مسلسل «الحب الكبير» كل الأدوار لها قيمة، والشخصية التي جسدتها كانت مرضية بالنسبة لي، خصوصا انني للمرة الأولى أظهر في دور ابن الفنان عبدالحسين عبدالرضا، وأرى أن مشاركتي أضافت الى مشواري الفني الكثير.
رفضت عروضاً عدة
• لكن ما سبب قلة تواجدك في أعمال محلية أو خليجية؟
ـــ أنا لا أتكالب على المشاركة ولا أتهافت على الظهور، ولقد رفضت عدة عروض للتواجد في عدة أعمال درامية هذا العام بسبب مستوى الدور أو تواضع العمل، والمهم لدي بعد هذا التاريخ الطويل في التمثيل الحرص على الظهور الجيد والمشرّف أمام الجمهور، وكان المفروض أن أشارك في مسلسل «آخر صفقة حب» مع المخرج والمنتج محمد دحام الشمري، لكن لم أجد الوقت وبعض الظروف حالت دون هذه المشاركة، خصوصا أن دحام كان حريصا على تواجدي.
• لماذا لا تكثف مشاركتك.. هل هناك أسباب معينة؟
ـــ هناك أسماء معروفة تكرر نفسها وتدور في حلقة مفرغة حتى باتت مملة ومستهلكة للجمهور، علما أن أدوارهم والأداء والحركة والتعبير في التمثيل أصبح متقاربا بسبب كثرة تواجدهم في الدراما وليس فيه أي تميز، وأعتقد أن تكثيف المشاركة بالنسبة للممثل سوف تستنزف طاقاته وتشتت تركيزه، وأرى أن هناك أسماء معروفة حرقت نفسها تماما في الدراما وهم يعرفون أنفسهم، كما انني تلقيت عروضا خليجية في الفترة الأخيرة لكنها حملت مساومات على الأجور، اضافة الى أن التواجد هناك من اجل التصوير لأكثر من ثلاثة شهور أمر لا أحبه، خصوصا من ناحية التنقل والمشقة النفسية وضياع الكثير من الوقت.
نجومية
• كيف تنظر الى النجومية؟
ــــ المشكلة أن بعض الأسماء المعروفة من الممثلين يلهثون وراء بريق الشهرة، وهذا أمر مؤسف رغم أنهم حققوا الانتشار الأوسع، لكنهم يريدون تكثيف مشاركاتهم بسبب تعلقهم ببريق الأضواء حتى لو تطلب الأمر تواجدهم في أعمال متواضعة، وأرى أنهم يعانون مرضا نفسيا بهذا الجانب ويجب التخلص منه، وأنا وصلت الى مرحلة من العمر أصبحت أبحث فيها عن راحتي أكثر من أي وقت مضى، ولن ألهث وراء بريق الشهرة طالما انني حققت كل طموحاتي كفنان.
• أين أنت من المسرح؟
ــ ليس هناك مسرح حقيقي في الفترة الحالية، والدليل أن كافة العروض لا تستمر سوى أيام معدودة، ولكن مسرح الفنان طارق العلي كسر القاعدة وتفوق على نفسه، وهو المسرح الوحيد في البلد الذي يقدم عروضا مسرحية جماهيرية مستمرة لمدة شهور، والمسرح ليس في عروض أثناء فترة العيد أو لأسبوع محدد، لكن المسرح الناجح هو الذي يستمر، ومثلما قال الفنان عبدالحسين عبدالرضا فإن الفنان المسرحي هو الذي يستمر في عروضه ويفرض نفسه.
مسلسل تراجيدي
• ماذا عن جديد الفنان ابراهيم الحربي كمنتج؟
ــــ لديّ تعاون مع قناة «فنون» خلال مسلسل تراجيدي لا يزال في طور التفاوض، لكن لم يبرم أي اتفاق حتى الآن، والنية في التنفيذ ستكون عقب رمضان بعد ترتيب الاتفاق النهائي بيني وبين القناة، ولدي فكرة تعاون مع تلفزيون الكويت من خلال مسلسل تراثي للأطفال، خصوصا أن كل فنان يتمنى التعامل مع التلفزيون الذي يعتبر أبا لجميع الفنانين الكويتيين لكونه صاحب الفضل الكبير في ظهورنا وبروزنا للجمهور.
• متى يتم التعاون مع قنوات فضائية محلية غير «فنون»؟
ــــ أطمح الى مد جسور التعاون مع القنوات الكويتية الخاصة التي تشجع الدراما، من بينها قناتا «الوطن» و«الراي»، اضافة الى قناة «فنون» التي شجعتني من ناحية التعامل الجميل، وإن وجدت الفرصة المناسبة مع أي محطة فضائية فليس لدي مانع من التعاون.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=02092009