04-09-2009, 03:10 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,957
| الرحيل: دراما بدوية تثير الجدل!
إعداد: محمد الخالد
كانت الكويت مركزا تنويريا للمنطقة في مجالي الفن والثقافة وقد لا يختلف اثنان بالريادة التي تمتعت بها الكويت في تقديم المسرحيات والدراما التلفزيونية، وكانت ومازالت يطلق عليها هوليوود الخليج نظرا الى زخم الانتاج وان كانت افرازاته أقوى وأفضل في ما مضى.. وتحديدا فترة السبعينات والثمانينات اذ كان تلفزيون الكويت في أوج نشاطه بانتاج عدد غزير من الأعمال الدرامية الجيدة، وعبر زاويتنا نسلط الضوء على أحد تلك الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا ملموسا.إعداد: محمد الخالد
حظيت سباعية الرحيل باهتمام واسع من قبل تلفزيون الكويت نظرا الى ندرة النصوص البدوية التي تقدم عبر الدراما المحلية، لذلك فقد ارتفع سقف ميزانية العمل إلى الحد الأقص من الميزانيات التي كانت تنتج بها الأعمال آنذاك، كما ان سباعية الرحيل من أوائل الأعمال البدوية التي تحررت من قيود بلاتوهات التصوير وتم تصوير جميع مشاهد العمل خارجيا وتحديدا في منطقة أم الرمم.
المنتج المنفذ للعمل محمد غازي المشعان وهو صاحب القصة أيضا، وتم تكليف طارق عثمان بالمعالجة الدرامية والسيناريو، أما الشاعر طلال السعيد فقد قام بمهمة الحوار وكتابة الأشعار التي تتخلل مشاهد العمل، وتدور أحداث السباعية حول بيئة صحراوية خاصة تضم مجموعة من العائلات داخل قبيلة في مجتمع بدوي قديم ويبدأ الصراع حين يطمع جديع (خالد النفيسي) بالزواج من نورة (سعاد عبدالله)، جديع الرجل القوي صاحب القوة والمال والفتيان ومتزوج من ثلاث نساء يقرر ان تكون نورة رابعتهن إلا ان هناك علاقة حب سامية تربط بين نورة وابن عمها مفرج (علي حسين) وستتكلل بالزواج قريبا وعلى أثر هذا القرار تبدأ الزوابع والصراعات بين أبناء القبيلة على ثورة فيكون الحل ان يهدأ الصراع بهروب صاحب الإشكال.
نورة التي تقرر الرحيل لا سيما انها تذوق العذاب والعلقم يوميا من زوجة شقيقها الأكبر مزنة (مريم الصالح) وان كان الرحيل الدائم للبدوي هو رحيل مادي بحثا عن المعيشة والماء فإن رحيل نورة هو رحيل ذو هدف معنوي لتوفير جو الاستقرار داخل القبيلة، ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي نفوس اصحابها فنورة الهاربة تتعرض لحادث اغتصاب على يد سمران (غانم الصالح) الذي كان تائها في الصحراء بلا زاد ولا ماء، تعود نورة إلى القبيلة من جديد وهي تحمل العار بين احشائها، تحاول الانتحار لأكثر من مرة ولكنها تفشل ثم تطلب من شقيقها الأصغر صياح (علي البريكي) الذي شعر بالتغير المفاجئ الذي حل بشخصية نورة فور عودتها بان يغسل عاره بيده بقتلها ولكن صياح يفكر في خطة وهي الرحيل مع شقيقته عن القبيلة لمشاكلها الدائمة مع شقيقهم الأكبر عامر (جاسم النبهان) التي سلبت منه زوجته عقله وشخصيته، وان كان سببب الرحيل الحقيقي هو البحث عن المجرم سمران.. تتحرك المشاهد متتابعة وتصل قوة عنفوانها عندما يصبح الجميع في حالة ترحال دائم كل يبحث عن الآخر.. سمران يبحث عن الفتاة التي اخطأ بحقها بعد ان كاد يموت بعذاب الضمير ونورة وصياح يبحثان عنه وينتهي المطاف بعناصر العمل في منزل سمران النادم على ما فعل ويحضر ليجد الضيوف الاعداء فيقدم نفسه طائعا للقتل لكن عم سمران يقترج بتزويج نورة لسمران التي تحمل في احشائها جنينا ليس له ذنب بما حصل من أخطاء البشر.. يوافق الطرفان وينتهي العمل.
تم تصوير العمل في يناير عام 1980 تحت قيادة المخرج عبدالرحمن الشايجي وهو من بطولة سعاد عبدالله - مريم الصالح - خالد النفيسي - غانم الصالح - ابراهيم الصلال - جاسم النبهان - علي البريكي - محمد المنيع - باسمة حمادة - حمد ناصر والفنان القطري علي حسين والفنانة السعودية سناء بكر يونس.
عرض العمل اسبوعيا ابتداء من ابريل وقد أثار الكثير من الغبار في الشارع الكويتي بين مؤيد ومعارض فقد كان عملا مثيرا للجدل بالنسبة للجمهور والصحافة بالاضافة إلى أبناء القبائل التي شنت هجوما شرسا على العمل باعتبار ان البدوي لا يخطئ وان الدورين اللذين قام بهما غانم الصالح ومريم الصالح يحملان بين طياتهما العديد من الغدر والقساوة، ولكن كانت هناك اقلام اشادت بالمجهود الكبير الذي بذله فريق العمل لكي يظهر إلى حيز الوجود. وقد كتب الناقد ناجي السنباطي تحليلا علميا ودقيقا عن العمل. نذكر منها الفقرة التي تشيد بنجوم العمل: «لا ننكر الجهد الذي بذله الجميع وخاصة في الشخصيات الرئيسية ولو اخذنا مثلا سعاد عبدالله فنجد انها جسدت شخصية الفتاة المحبة وأيضا الفتاة المقهورة كمدا ببراعة كما ان مريم الصالح الطاقة الفنية الضخمة قد جسدت دور مزنة المرأة القاسية العنيفة المسيطرة على زوجها وبيتها وحسنا اختارها المخرج».
السؤال الذي يفرض نفسه هو: ترى هل لو تم انتاج «الرحيل» في أيامنا هذه وعرض على شاشة تلفزيون الكويت سيستمر عرضه كما استمر عام 80 باجواء تتسم بالحرية واحترام الرأي الآخر ودون زوبعة يثيرها بعض أصحاب الأصوات العالية التي ستهدد وزير الاعلام بالاستجواب لو لم يمنع عرض العمل على الفور؟ لا أعتقد. http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=04092009
|
| |