عبدالحسين عبدالرضا: لا يوجد “فيتو” على أعمالي يعتبر نفسه ممثلاً شمولياً
عبدالحسين عبدالرضا: لا يوجد “فيتو” على أعمالي آخر تحديث:الخميس ,10/07/2008
دمشق - وليد العودة:
في لقاء خاص مع الفنان الكويتي عبدالحسين عبدالرضا أثناء زيارته لدمشق بعد غياب طال 35 عاماً، حاورناه حول العديد من القضايا الفنية وسألناه بدايةً:
متى زرت سوريا لأول مرة؟
كان لي شرف زيارتها للمرة الأولى قبل 35 عاماً، والمناسبة كانت مشاركة مسرحية في مهرجان دمشق المسرحي آنذاك، حيث عرضنا مسرحية بعنوان: “من سبق لبق” على مدى يومين متتاليين، من بطولتي وبمشاركة فنانين كويتين من أمثال خالد النفيسي ونور الصالح وحسين الصالح الذي أشرف على إخراجها.
لماذا غبت عن سوريا خلال تلك السنوات الطويلة؟
بكل أسف لم تتح لي الفرصة بسبب المشاغل الكثيرة، فأنا بالإضافة لكوني فناناً أعمل أيضاً في التجارة وفي فترة الصيف أسافر إلى دول أوروبا وهكذا مرت الأيام، لكنني أقول بصدق إن سوريا في القلب دائماً وإن كنت بعيداً عنها في الجسد لكنها قريبة مني في الوجدان، وأحمد الله أن الفرصة أتيحت لي هذه المرة لأكحل عيني برؤيتها وأفرح قلبي بلقاء الأحبة فيها. وخلال زيارتي الحالية لدمشق لا أزال أراها جميلة كعادتها دائماً بشوارعها وأزقتها، ونكهتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من المدن العربية.
لماذا اعتمدت منهج كوميديا الموقف في عملك الفني؟
لأن كوميديا الموقف الساخر هي التي لها الوقع الأكبر لدى الجمهور، فهناك كما تعلم عدة كوميديات منها التي تعتمد على الحركة وأخرى على الألفاظ وغيرها على المبالغات في طريقة اللبس وما شابه، أما بالنسبة لي وجدت نفسي في الكوميديا الواقعية التي تعتمد على الموقف، فهي شمولية ويتقبلها معظم فئات الناس، بينما الكوميديا الأخرى قد تعجب بعض الناس وهم قلة ولهذا لا تستهويني، وفضلت كوميديا الموقف ويبدو أن الجمهور الخليجي وفي مقدمتهم الكويتي مازالوا يتابعون أعمالنا المسرحية قديمها وحديثها، وهذا يؤكد إعجاب الجمهور بالأسلوب الكوميدي الذي ننتهجه.
في رأيك كيف يكون الفنان قريباً من جمهوره؟
الفنان يجب أن يكون لجميع المشاهدين بمعنى ألا يتحزب وألا يكون محسوباً على جهة بعينها لئلا يتهم بأنه يحابي فئة ضد أخرى من الناس، من جانبي لا أحب أن أنتمي إلى جهة معينة سواء أكانت حكومية أم غير حكومية، لأنني أعتبر نفسي فناناً شمولياً، ولهذا تجد أن معظم أعمالي مراقبة ذاتياً ولا تحتاج إلى رقيب عليها علماً أنني في أعمال أنتقد الوضع العام والخاص في الكويت بشكل صارم، لكن الجهات الحكومية لا تضع أي فيتو على أعمالي هذه لإدراكها أن هدفي الأول والأخير هو المصلحة العامة.
هل أنت مع الخروج على النص في التمثيل المسرحي؟
أنا مع أن يضيف الفنان وليس أن يرتجل في العمل المسرحي، بشرط أن يكون من صلب الموضوع لا من خارجه، وهنا أذكر موقفاً حدث معي، وأنا أمثل في مسرحية “باي باي لندن”، حيث أضفت كلمة على النص الأصلي لم تكن موجودة أصلاً فيه وذلك في مشهد سقطت فيه مع الفنان “غانم الصالح” على كنبة ونحن في حالة هرج ومرج، وعندها حاولت الوقوف وأنا أصيح “الريس فين” فضحك الجمهور في الصالة وأخذ يصفق طويلاً، لا سيما أنها جاءت بعد مقتل السادات بفترة بسيطة، هذا النوع من الإضافة أحبذه في العمل المسرحي لأنه يضيف ولا يسيء للنص المسرحي.
وماذا عن وقوفك الأول على خشبة المسرح؟
أذكر أن أول وقوف لي على خشبة المسرح كان في عام 1961 مع الفنان “زكي طليمات” في مسرحية بعنوان: “صقر قريش”، وقبل هذه المسرحية شاركت في حفلات السمر في المدارس، إذ كنا نقدم بعض التمثيليات القصيرة وكذلك المعسكرات الكشفية.
ما مشاركتك في التلفزيون؟
عبارة عن سهرة تلفزيونية بعنوان: “لا فات الفوت ما ينفع الصوت” باللهجة المحلية، وذلك في عام 1963 وبعد هذه السهرة أتبعناها بعشرات التمثيليات والمسلسلات على مدى أربعين عاماً مضت.
يلاحظ أن معظم مسرحياتك مطعمة بفواصل غنائية فما السبب؟
اعتمدت ذلك النوع من المشاهد الغنائية في مسرحياتي، كاستراحة خفيفة للمشاهد، وللممثل على حد سواء، إضافة إلى الناحية الجمالية في العمل، لكني أوظفها في مكانها تماماً خدمة للمسرحية ولا أحشرها حشراً.
هل درست التلحين؟
صدقني لا أفهم حتى في الموسيقا ومع ذلك كتبت معظم أغاني مسرحياتي ولحنتها بنفسي واعتمدت في ذلك على أذني الموسيقية، وأحياناً أؤلف اللحن ثم أختار له كلمات الأغنية المناسبة وأضعها بعد ذلك تحت تصرف الموزع الموسيقي.
والكتابة؟
الكتابة المسرحية والفنية ملازمة لي منذ احترافي للفن، وسبق أن كتبت ولا أزال معظم أعمالي المسرحية في التلفزيون والمسرح، وحتى في الإذاعة وأذكر أول مسرحية كتبتها كانت قبل خمسة وثلاثين عاماً بعنوان: “من سبق لبق” ثم كانت المسرحيات الأخرى ومنها “باي باي يا عرب” وسوق المقاصيص، والعتاوية والأقدار، ومذكرات بوعليوي والملهوف، وغيرها”.
أخيراً ما رأيك في الدراما السورية؟
الدراما السورية متقدمة جداً عن بقية الدراما العربية الأخرى، وأثبتت بالفعل حضورها على الساحة العربية، والفضل الأول يعود في رأيي للأساتذة الرواد من أمثال دريد ونهاد ورفيق سبيعي ومنى واصف والمجموعة، التي تلتهم، من أمثال أسعد فضة وأيمن زيدان ورشيد عساف وسلوم حداد، وبقية الزملاء الأفاضل، وأتابع بعضاً من هذه الأعمال بين فترة وأخرى.
وهنا أسمح لي أن أبدي ملاحظة صغيرة حول الأعمال الفنية السورية وهي أن بعضاً من هذه الأعمال تقدم بمحلية مغرقة، وكنت أتمنى من الفنانين والكتاب في سوريا أن يختاروا مواضيع فيها شمولية أكثر، وليس محلية مائة في المائة، وهنا لا أقصد أن يديروا ظهورهم للمحلية بل إن الاستمرار فيها يبعد المشاهد العربي عنها..
وعلى العكس تماماً لو تضمنت هذه المواضيع أحداثاً اجتماعية غير محصورة فقط بالمحيط السوري لكانت استقطبت وتستقطب جمهوراً عربياً أكبر، وعموماً الدراما السورية مفخرة لنا.
|