[حبل المودة]

الفنانة شهد الياسين من تلك النوعية من النجوم، والتي تفضل العمل في صمت، بعيدا عن ضجيج الاعلام وصخب التصريحات واللقاء، حيث نترك اعمالها والشخصيات التي تقدمها تتحدث عنها، وتعبر عن اقتدارها الفني الذي راح ينضج ويتأكد مع التجارب، وخلال زمن قصير، اصبح اسمها مقرونا بعدد من الاعمال الدرامية البارزة، وهو امر لم يأت من المصادفة، بل هو نتيجة اختيارات عالية ومقدرة على الانتظار والبحث، وقيل هذا وذاك، التقمص المقرون بالجديد عن مفردات متجددة في فن الاداء، وهي «تفتخر» دائما بأنها ابنة الدراما الكويتية، وابنة الكويت، حيث عاشت وتربت وترعرعت وانطلقت فنيا، لتحلق فيما بعد بالفضاء الخليجي، متنقلة بين عمل واخر وباحتراف فني ملتزم.

تتحدث عن جديدها الذي يرصده الجمهور هذه الايام خلال شهر رمضان المبارك بقولها.

في البداية كل الشكر لكم وللصحافة الفنية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، على رصدها ومتابعتها وتجاوزها، بالذات، فيما يخص الاعمال الفنية ومشاركاتي، واستطيع ان اقول ان «هديل الليل» و«دروب المطايا» هما هديتي لجمهوري الحبيب في كل مكان في شهر رمضان المبارك.

وتستطرد:

في العام الماضي، وبعد ان قدمت مسلسل «ظل الياسمين» كنت اسأل نفسي، ماذا سأقدم من جديد، ولهذا توقفت قليلا بحثا عن النص المتميز، الذي يضيف لي ولمسيرتي وطموحي ان احقق لنفسي ذلك الموقع المقرون بالاختيار والشخصيات النابضة بالحياة.

وتتابع الفنانة شهد الياسين:

اعترف، بأنه تسحرني الشخصيات المركبة والتي تجسد معاناة المرأة على وجه الخصوص، وقد اذهب لشخصية صغيرة، ولكنها مشبعة بالالم والمعاناة، والتي تحقق التواصل مع المشاهد.

في اعمالك حضور المرأة او الفتاة المسالمة؟

اتفق معك، انا اميل الى دور الفتاة الطيبة المسالمة، ولكنها الساحرة بعذوبتها وعفويتها، والتي تواجه قدرها، بكثير من الصمت والارادة، ولكن التحرك المبني على العقلانية، والايمان الحقيقي بالقدرة على التغيير.

ونتابع: لقد قدمت في الفترة القصيرة الماضية، كماً من الاعمال التي تتوقف كثيرا عند الم ومعاناة المرأة، وكان ذلك مثلا في «ظل الياسمين» و«الساكنات في قلوبنا» وغيرهما، وفي رصيدي من ذي قبل كم من الاعمال التي تذهب الى آفاق إنسانية واجتماعية.

تعاملت مع نصوص وشخصيات مشبعة بالعمق؟

وهذا اكثر ما يسعدني، ان الدراما الخليجية اليوم تنافس العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، وتذهب الى مناطق، كانت حتى وقت قريب، مناطق لا يمكن الوصول اليها، ولكنها اليوم تحت الضوء والمناقشة، وعبر كتابات كم بارز من الكتاب والكاتبات، سواء في الكويت او دول مجلس التعاون الخليجي.

وتكمل:

انا ابنة الدراما الكويتية، ومن هذا المنطلق، اشعر بالفخر بهذا الكم المتميز من الاعمال وايضا الكتابات والكوادر، حتى وان لم اشارك في هذا العمل او ذاك الا انني اشعر بأنني انتمى اليه، لانني انتمى الى الكويت وانا اعمل حيث يكون العمل والعرض والشخصية المتميزة، والامر لا يقتصر على الجوانب المادية «فقط»، ولهذا فإن هاجسي الاساسي هو النص.. الورق المكتوب.. الشخصية ومدى تأثيرها وفعلها، ومقدرتها على ان تحركني وتستفزني لتقديمها بصيغ تليق بها وبي.

حدثينا عن «هديل الليل» وكما اعرف بأنه يمثل الجزء الثاني من المسلسل الشهير «نيران»؟

نعم، المسلسل التراثي «هديل الليل» صورناه في دولة الامارات العربية المتحدة، من تأليف الكاتب امين صالح واخراج مصطفى رشيد، وكما اشرت، فإنه يمثل الجزء الثاني من المسلسل البحريني «نيران» الذي كان قد عرض منذ قرابة السبع سنوات، وحصد يومها كثيراً من النجاح، من اخراج الفنان البحريني أحمد المقلة، وفي العمل الجديد، كم متميز من النجوم من دول المجلس من بينهم من الكويت خالد البريكي ومن الامارات حسن

وسيف الغانم وعايشة عبدالرحمن وكم آخر من النجوم، والعمل يحصد حاليا، وبحمد الله، كثيراً من النجاح، حيث يعرض حصرياً على قناة «دبي».

وماذا عن «دروب المطايا» الذي يعتبر ملحمة فنية ضخمة؟

هو كذلك «دروب المطايا» ملحمة فنية تراثية شعبية اماراتية، بل لعل المسلسل هو أضخم انتاج تراثي اماراتي، ويعرض حالياً على قناة «أبوظبي» وفي العمل عدد بارز من نجوم الخليج، ومنهم على صعيد الذكر، لا الحصر، كل من أحمد الجسمي وهدى الخطيب ومحمد العامري وعبدالمحسن النمر.

هل من تفاصيل....

أفضل ان أتحدث عن العمل بشكل عام، وليس عن شخصيتي فقط، فان جزء من تلك الملحمة الفنية الكبيرة، التي تجري احداثها ما بين بادية سيح السدر وواحة النخيل وساحل أبوظبي، وما بين رحيل البدو الى الساحل وذهاب أهل البحر في رحلات الغوص، حيث ترصد حكاية الشاب (سيف) الذي يمتاز بخلقه الرفيع وأصوله الطيبة، ولكنه يتهم زوراً بخيانته الأمانة وانتهاك حرمة الفتاة المكلف بحراستها (غوا)، وانا اجسد شخصيتها مما يثير غضب اباه الذي يحاول قتله... واترك بقية المشاهد للمتابعة، وللجمهور الكريم الذي سيشاهد ملحمة فنية خصبة بالأحداث والشخصيات والموروث الشعبي الاماراتي الثري.

وأشيد هنا بالنص الذي كتبه الفنان الاماراتي سلطان النيادي، وأيضا بالجهود الجبارة التي بذلها المخرج عامر الطويل في انجاز هذا العمل الضخم الذي ضم مئات من الممثلين واضعافهم من الكومبارس والكوادر الفنية، وقد صورنا العمل في جزيرة رأس غرب، حيث تم بناء جزيرة صناعية متكاملة من أجل هذا العمل الكبير.

كلمة أخيرة؟

عساكم من عواده.. ورمضان كريم...







[[ المصدر ]]

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165640