[بحر الحب]

إعداد: محمد الخالد
كانت الكويت مركزا تنويريا للمنطقة في مجالي الفن والثقافة وقد لا يختلف اثنان بالريادة التي تمتعت بها الكويت في تقديم المسرحيات والدراما التلفزيونية، وكانت ومازالت يطلق عليها هوليوود الخليج نظرا الى زخم الانتاج وان كانت افرازاته أقوى وأفضل في ما مضى.. وتحديدا فترة السبعينات والثمانينات اذ كان تلفزيون الكويت في أوج نشاطه بانتاج عدد غزير من الأعمال الدرامية الجيدة، وعبر زاويتنا نسلط الضوء على أحد تلك الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا ملموسا.

لم تستقر الأحوال حول مسلسل «دنيا الدنانير» على الاطلاق وشهدت جدلا وتغيرا مستمرين قبل البدء بالتصوير ابتداء من عنونة المسلسل الذي حمل أكثر من اسم «حالة بو عصفور»، «حكاية بو عصفور»، «ابو عصفور» ثم «دنيا الدنانير» كما تغير المخرج ثلاث مرات، فكان المخرج حمدي فريد الذي يرقد في المستشفى لتعرضه لوعكة صحية هو المرشح لاخراج العمل، وانتظر تلفزيون الكويت المنتج للعمل حمدي مدة فاقت ثلاثة أشهر ولكن رمضان قادم في الطريق والعمل مجدول ضمن أعمال دورة رمضان فاضطر المسؤولون الى اسناد مهمة الاخراج إلى كاظم القلاف، ولكن اعتذار كاظم وضع الجميع في مأزق في ظل ارتباط جميع المخرجين بتصوير أعمال أخرى، لذلك تم ترشيح المخرج عبدالأمير مطر وكان قليل الخبرة في الاخراج التلفزيوني آنذاك ولم يسبق له اخراج سوى سهرة محلية وحيدة، فقد كانت مراقبة التمثيليات في سابق عهدها تنتهج سياسة وأنظمة محددة وهي ان المخرج في بدايته يجب ان يقوم باخراج عدة سهرات تلفزيونية قبل ان يبادر الى اخراج مسلسل ذي حلقات عديدة، كمسلسل «دنيا الدنانير»، ولكن الظروف المذكورة استثنت عبدالأمير مطر من هذه اللوائح، وهذا ما دفعه الى انجاز المسؤولية الملقاة على عاتقه بتفان واخلاص حتى برز اسمه كمخرج تلفزيوني مميز، أما خالد النفيسي الذي فصلت الشخصية الرئيسية «بوعصفور» له فاعتذر في آخر لحظة بسبب ظروفه العائلية الاضطرارية وسفره إلى الخارج رغم تحمسه الشديد للدور الذي علق عليه عبر الصحافة قائلا: سوف اجسد الخير كما سوف اجسد الشر فهو دور جديد ومزدوج وهذا سر حماسي وتعلقي بالدور.
وقد اسند الدور إلى إبراهيم الصلال بعد اعتذار النفيسي، تدور قصة العمل عن انسان مثالي جدا في تعاملاته مع الناس فهو يتلقى الصدمات من الآخرين، ومع ذلك هو الذي يحاول ان يجد المبررات حتى يخرجهم من اتهام القصد والترصد، والكاتب وضع المثالية المطلقة في بطل المسلسل في زمن يستحيل ان تتكيف فيه هذه المثالية، فبوعصفور الرجل الطيب الذي يدير شركة ويجاوره في العمل زميل آخر يحاول هذا الزميل ان ينتزع الوظيفة الرئاسية منه، وتدور مجموعة من المحاولات للايقاع به ونتيجة لثقة بوعصفور بالموظفين وعلى رأسهم الزميل الحاقد يقع بوعصفور بين شباكه ويتهم بالاختلاس ويدخل السجن مذنبا رغم انه غير ذلك، وفي السجن يبدأ الرجل الطيب متأثرا بالظلم الذي وقع عليه ظلما وعدوانا لانه بريء فيصارع الشر بداخله ويبدأ بالخضوع له والاتجاه نحو النوازع الشريرة، ولكن معدن الانسان الحقيقي هو الذي يسطع في النهاية عندما يقرر بوعصفور عدم العزوف عن مبادئه واخلاقه السامية ولكن دون طيبة سلبية، ويجعل من سجنه درسا عظيما وهو ان الثقة جميلة ولكن ليست مع كل الناس.. يقع العمل في 13 حلقة وهو من تأليف الكاتب طارق عثمان.. عرض العمل في رمضان 81 بعد انتهاء مسلسل «درس خصوصي» وقام ببطولة العمل إبراهيم الصلال - مريم الصالح - خالد العبيد - علي البريكي - هيفاء عادل - عبدالامام عبدالله - هدى حمادة - داود حسين - محمد المنيع - سمير القلاف - صالح حمد «امبيريك» - عبدالمحسن الخلفان - جاسم الصالح.



http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=12092009