[بحر الحب]

إعداد: محمد الخالد
كانت الكويت مركزا تنويريا للمنطقة في مجالي الفن والثقافة وقد لا يختلف اثنان بالريادة التي تمتعت بها الكويت في تقديم المسرحيات والدراما التلفزيونية، وكانت ومازالت يطلق عليها هوليوود الخليج نظرا الى زخم الانتاج وان كانت افرازاته أقوى وأفضل في ما مضى.. وتحديدا فترة السبعينات والثمانينات اذ كان تلفزيون الكويت في أوج نشاطه بانتاج عدد غزير من الأعمال الدرامية الجيدة، وعبر زاويتنا نسلط الضوء على أحد تلك الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا ملموسا.

كان عام 81 عاما زاخرا بالأعمال الدرامية المحلية، فقد فاق عدد الأعمال المنتجة فيه 17 عملا دراميا بين سهرات وثلاثيات ومسلسلات.. وبين هذه الأعمال العديدة يبرز مسلسل «فتى الاحلام» عملا جيدا وجريئا في الوقت نفسه، فقد اصطبغ بلون لم يقدم مثله عمل آخر حتى أيامنا هذه، عمل كوميدي معاصر بمعالجة شبه فنتازية، وتم اختيار مشكلة أو سلوك يتغلغل في كوامن النفس البشرية ويسبر اغوارها الا وهي احلام اليقظة.
وربما يتعرض الجميع لاحلام اليقظة ولكن ليس لمثل الاحلام التي تزور بطل مسلسل «فتى الاحلام» عنبر (عبدالله الحبيل) الذي توفيت والدته وهو في سن صغيرة وقام برعايته والده (كنعان حمد) الذي كان يكن لابنه حبا جما ولكنه سيطر عليه تماما وكان يتدخل في جميع أموره حتى نشأت شخصية عنبر مهزوزة، وبعد رحيل الأب عانى مع من يحيط بهم نتيجة لطيبته وسلبيته وضعفه الزائد عن الحد.. لذا تولدت عنده عقده النقض ولجأ إلى احلام اليقظة لكي يحقق ما لا يستطيع تحقيقه على أرض الواقع، وكانت المشكلة ان عنبر يصدق أحلامه ويعتقد انها حقيقة ويتصرف على اساسها وهذا ما ادخله في مشاكل عويصة من محيطه.. الأسرة.. العمل.. الشارع.
بالاضافة إلى انه كان يتحدث مع والده المتوفى ويتخيل انه يناقشه في أمور الحياة. يصل عنبر إلى ذروة مأساته نتيجة تضارب أحداث أحلامه مع احداث الواقع، ولا يعرف ماذا يعمل ويقرر في نهاية المطاف الانتحار.. وقبل ان يرمي بنفسه إلى البحر يسمع صوت والده يحدثه ويأمره بانه اذا غير موضع الخاتم العتيق الذي يلبسه في يده اليمنى إلى يده اليسرى فسوف تحل جميع مشاكله وسيغدو شخصية بارزة في المجتمع، على عكس ما هو عليه الآن، يسمع عنبر كلام والده ويغير الخاتم ويهم برمي نفسه إلى البحر ولكن على حين غرة تظهر له فتاة شابة جميلة تدعى سلوى (اسمهان توفيق) وتطلب منه بطلف تصليح سيارتها التي تعطلت في الطريق.
وبعد رؤيته لسلوى يعزف عن فكرة الانتحار، وبالفعل تتوالى النجاحات عليه واحدا تلو الآخر ويصل إلى اعلى المناصب الادارية ويتحول إلى شخصية ثرية للغاية.
وتنشأ أيضا قصة حب بريئة بينه وبين سلوى.. كل هذه النجاحات يعتقد عنبر انها من صنع الخاتم وليست نتيجة طيبته واخلاقه العالية وذكائه ومثابرته، لذلك يرفض الزواج من سلوى ويشرح لها انها تحبه بفعل الخاتم وليس من اجل شخصه، سلوى تستنكر ما يقوم به عنبر وتقف معه في هذه المحنة المرضية وتأخذه إلى معالج نفسي ويقوم هو بدوره بمعالجة عنبر وتخليصه من العقد النفسية وسيطرة الوالد عليه حتى بعد مماته ويقنعه بان الخاتم مجرد خرافة زرعها الوالد في عقله الباطن لاسيما وان سلوى نجحت بخطتها التي استبدلت فيها بخاتم عنبر خاتما مطابقا له تماما اشترته من السوق وبهكذا تنتهي احلامه.
صور العمل في اغسطس 81 وعرض في العام نفسه وهو من انتاج تلفزيون الكويت والمنتج المنفذ المسرح العربي، اسندت مهمة الاخراج لحمدي فريد بعد ان كانت لفؤاد الشطي ولكن انشغالات فؤاد المسرحية بالاضافة إلى اخراجه لسباعية اجزاء الخيانة حالت دون اخراج «فتى الاحلام»، مؤلف المسلسل حسين عبدالنبي والاعداد لحسين البدر وشارك في البطولة عبدالله الحبيل - اسمهان توفيق - أحمد الصالح - محمد المنيع - جوهر سالم - كنعان حمد -خليل اسماعيل - باسمة حمادة - داود حسين - جاسم الصالح، غادة وهبي - علي سلطان - علي جمعة - أحمد عبدالرضا - حسين نصير - عبدالمجيد قاسم.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=14092009