الآن وقد أشرف شهر رمضان الكريم على الانتهاء، وتابعنا خلاله كما كبيرا من الأعمال الدرامية والبرامج المنوعة لنجوم الساحة المحلية، ولعدد من المنتجين الذين تحولوا إلى أبطال في مسلسلاتهم التي يقومون بإنتاجها بين ليلة وضحاها بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، الآن يمكن لنا أن نتوقف عند ظاهرة أفرزتها هذه الأعمال الدرامية.
لقد وضح مدى الضعف الذي تعانيه معظم الأعمال الدرامية التي قدمت في شهر رمضان الفضيل على مستوى النص الدرامي، وإذا تجاهلنا ما تقدمه بعض العناصر الطارئة، التي ظهرت في غفلة من الزمن وتحولت بقدرة قادر إلى ممثلين ومنتجين ومؤلفين، فإننا نوجه اللوم إلى الأسماء البارزة التي تسير على نهج هؤلاء الطارئين،هذه الأيام.
ففي مسلسل «الحب الكبير» على سبيل المثال نجد ضعفا واضحا في النص المكتوب رغم أن الفكرة الأساسية له جميلة ويمكن أن تناقش بأسلوب أفضل، وقد استعان الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا بسيناريست معروف هو طالب الدوس، الذي قدم من قبل العديد من الأعمال الدرامية الناجحة نذكر منها مسلسل «اللقيطة» الذي لعبت بطولته الفنانة البحرينية هيفاء حسين، وحقق الكثير من النجاح.
مواصفات خاصة
عبدالحسين عبدالرضا يحتاج إلى نص بمواصفات خاصة تناسب حجمه ومكانته الكبيرة وقدراته التمثيلية، واسلوبه في الإداء، وهذا ما لم يستطع الدوس القيام به، لذا ليس غريبا أن يخرج الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن النص ويقدم لمساته الكوميدية وهو معذور في ذلك، لكن يبقى عبدالحسين ممثلا وليس كاتبا، وعلى الرغم من بعض الأعمال التي كتبها فانه غير قادر على تأليف نص درامي متكامل، وهذا ما أوضحه مسلسل «الحب الكبير»، الذي اعتمد في الدرجة الأولى على جهود عبدالحسين عبدالرضا، وهو جهد يشكر عليه بطبيعة الحال، لكنه لم يصل إلى المستوى المتوقع من فكرة جميلة، فقد ضاعت معالم الفكرة، وتابعنا حوارات ضعيفة ومكررة قريبة من النص الإذاعي، ولم يكن هناك عمق في كل شخصيات المسلسل، حتى الشخصية التي قدمها عبدالحسين عبدالرضا لم تكن عميقة رغم الفكرة التي تريد طرحها.
تكرار واضح
انتهجت الفنانة الكبيرة حياة الفهد ومنذ سنوات عديدة نهجا في معظم أعمالها الدرامية، فقد اعتمدت على نفسها في التأليف مستندة الى تاريخها الطويل في الفن، وجهودها في التأليف الدرامي، ولا شك أن جهود حياة الفهد في الكتابة واضحة، وقدمت العديد من الأعمال الناجحة مثل «الخراز» و «الداية» وغيرهما من أعمال، لكن مشكلة حياة الفهد تكمن في تكرار الشخصيات التي تقدمها في كل عمل، فهي دائما المرأة المظلومة في المجتمع التي تحاول أن تثبت للآخرين أنها الشخصية المثالية التي بإمكانها أن تعمل كل شيء وأي شيء، وأن حاولت أن تغير قليلا من هذا النهج في مسلسلها الأخير «دمعة يتيم»، إلا أن الشخصية التي تقدمها فيه تكاد تكون مكررة فهي خليط من شخصيتها في مسلسلي «خالتي قماشة» و «سليمان الطيب»، نعتقد ان حياة الفهد بحاجة ماسة إلى التوقف عن الكتابة الدرامية لعام او عامين، والاستعانة بنصوص أخرى قبل ان تعاود الكرة من جديد.
جهود سعاد
الفنانة سعاد عبدالله لم تقدم على التأليف للدراما واحترمت تاريخها الفني، وهي دائما تبحث عن النص الجيد، وربما تشكل ثنائيا مع الكاتبة هبة مشاري حمادة، وهبة كاتبة موهوبة وطموحة وربما يتضح أسلوب كتابتها في السنوات المقبلة.
وقد اقتحم الساحة الدرامية عدد من الأسماء الشابة في مجال الكتابة من أبرزهم عبدالعزيز الحشاش الذي يسير على درب التأليف بخطى ثابتة وهو كاتب موهوب ومن أعماله مسلسل «رسائل من صدف» وكذلك فاطمة الصولة.
من المهم أن يختار نجومنا الكبار نصوصا تليق بمكانتهم وتاريخهم، وألا يغامروا بنصوص مهزوزة قد تسيء إلى تاريخهم.
ومن المهم ايضا أن ينتبه هؤلاء النجوم إلى أهمية النص في أعمالهم، وليأخذوا العبرة من النجوم العرب البارزين مثل نور الشريف ويحيى الفخراني اللذين دائما يستعينون بكاتب سيناريو محترف في أعمالهم التي يقدمونها.
هذا الرابط:http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=18092009 __________________
___________
كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...
للتواصل :