زاوية عكس / سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد... الضاحكة الباكية حين نتجه الى عالمنا العربي تحاصرنا ألالقاب من كل مكان وفي كل ميدان، ونجد هوسا ممجوجا في الحصول عليها من خلال اطلاق الصحافة على بعض الممثلين والمطربين بعض المسميات لتسلط الاضواء عليهم من غير مبرر، وفي هذا مبالغة عاطفية غير متزنة نراها استغفال العقل المتلقي وحيلولة له دون التفكير في ما يسمع او يقرأ او يشاهد، رغم ان الانسان في وقتنا الحالي قادر على اصدار أحكامه دون الرضوخ لضغوط هذه الألقاب التي يستحقها البعض ولا يستحقها البعض الآخر.
من خلال هذه الزاوية سنحاول تسليط الضوء على بعض القاب المطربين والممثلين وان كانت تتناسب مع تاريخهم والى اين أدت بهم؟ وكيف يتعاملون مع من حولهم بسببها؟
من الفنانين الذين عاشوا التسلسل الحقيقي للنجومية وحازوا الريادة الفنية، سيدة الشاشة الخليجية الفنانة القديرة حياة الفهد، وهناك الكثير من الروايات التي قرأناها من قبل تؤكد ان الظروف التي مرت بها ام سوزان في صغرها وقسوتها انعكست عليها كفنانة قادرة على اقناع المشاهد سواء في الدراما او الكوميديا، كما ان بدايتها من خلال الاذاعة وهي في عمر الزهور ساهمت بشكل او بآخر في نضوج موهبتها مبكراً الى ان وصلت ما وصلت إلى اليه حالياً.
ضاحكة باكية... تستطيع ان ترسم على وجه المشاهد الابتسامة وفي اي لحظة بأفيه أو حركة، وخير دليل ما قدمته من اعمال تلفزيونية مثل خالتي قماشة، ورقية وسبيكة، وعلى الدنيا السلام، والملقوفة، والاخ صالحة... الخ، ومسرحيات ايضاً مثل، قناص خيطان، وسيف العرب، وارض وقرض، وباباي عرب... الخ، وبالمقابل دمعتها على «طريف» تذرف بكل عفوية وتبكي من امامها بمجرد تجسيدها لدور يتطلب ذلك.
شخصيتها الفنية مستقلة، لا تكترث للنظر الى الخلف بقدر اهتمامها الى المستقبل، غير مبالية بتقدم العمر والقلب «خضر» محاطاً ومدعوماً برعاية بناتها اللاتي تعتبرهن لجنة اجازة اعمالها، كما قالت في احد لقاءاتها، تأخذ برأيهن ومن هنا تتخذ القرار في المضي قدماً لاستكمال اي نص أو التوقف عن كتابته، كما تبنت الكثير من الاسماء في الساحة الفنية وابرزت اكثر من نجم، لرؤيتها الثاقبة ولخبرتها في احتضان المواهب، وحرصت على ان تدفع بالدماء الجديدة في كل عمل جديد ليضيف كلاهما الى الآخر.
اتهمت في الكثير من الاحيان بتحيزها الى المرأة ككاتبة ترى الواقع بعين واحدة، الا انها اثبتت في اعمالها الاخيرة عكس ذلك وكانت مرنة جداً في توزيع الكعكة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، نصوصها عميقة اجتماعياً... مغلفة سياسياً... لا تخلو من القفشات الفكاهية... فاستحقت عن جدارة لقب سيدة الشاشة الخليجية.
|