عادت الفنانة هدية سعيد من القاهرة مؤخراً بعد مشاركتها في بطولة مسرحية: "قصة حب طبل وطارة" للكاتب المخرج حمد الرميحي والتي عرضت على هامش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وتقول الفنانة هدية أنها غير راضية عن الجو العام للمهرجان هذا العام بسبب غياب العروض الخليجية المنافسة خصوصاً أن كل دول الخليج خارج المسابقة الرسمية، والأمر الذي يبعث على الأسى أكثر أن العروض الغربية سيطرت على المسابقة الرسمية للمهرجان، كما أن إدارة المهرجان كانت تصب اهتمامها على الفرق الغربية بينما الوفود العربية كانت تعاني من اهمال فيما يتعلق بحجز الغرف للوفود المشاركة والمواصلات.
الفنانة هدية سعيد تتذكر مشاركاتها المتعددة في فعاليات المهرجان التجريبي خلال السنوات الماضية قائلة: كانت روح المهرجان مختلفة من ناحية الوفود المشاركة والتنظيم، لدرجة أن بعض العروض الخليجية التي عرضت على هامش المهرجان أهملت لدرجة كبيرة، وتم تجاهلها من إدارة المهرجان ومن وسائل الإعلام، كما كان معظم أعضاء الوفود العربية يضطرون لتدبير مواصلات على حسابهم الخاص، كانت جهود إدارة المهرجان موجهة نحو الفرق الأجنبية التي ورغم الحفاوة والاهتمام الذي لاقته لم تقدم عروضاً بالمستوى المطلوب، بل كانت أقل من متوسطة، وأكدت الفنانة هدية بأنه لم يتم توفير صالة للبروفات للعرض القطري الأمر الذي دفع الفرقة لتأجير قاعة صغيرة على حسابها الخاص ولم يكن المشاركون يستطيعون العمل في تلك القاعة إلا في الفترة الصباحية وهو وقت قصير، لأن القاعة مشغولة بأنشطة طلابية بعد الظهر، كما تطرقت هدية سعيد للحديث عن آلية اختيار العروض فقالت: مع احترامي الشديد للسادة أعضاء لجنة التحكيم الذين يتم اختيارهم، لكن قراراتهم تثير دائماً انزعاجاً لدى المشاركين فهناك الكثير من العروض الخليجية التي تأتي بحماس كبير وتكون مستعدة للمنافسة ثم يتم استبعادها من دخول المسابقة الرسمية بينما يتفاجأ الجميع بعروض لا يعرف على وجه التحديد كيف تم اختيارها، فليست هناك آلية أو حتى ملامح عامة للشروط التي يتم على أساسها اختيار العروض، وأضافت: التجريب مصطلح مطاط، حتى النقاد مختلفون حول تعريف محدد للتجريب، لكن المهرجان في هذه الدورة بالذات صدم الجميع إذ كانت آراء النقاد والمتابعين في واد وآراء لجنة التحكيم في واد آخر.
وتساءلت "الراية" عن رأي الفنانة هدية في قرار دولة الإمارات السابق بمقاطعة المهرجان التجريبي وعدم المشاركة مرة أخرى، اتسعت حدقتا هدية كعادتها حين تتفاعل مع موضوع ما وقالت بسرعة: قرار صائب لأنه يعبر عن موقف ويجب أن تحذو دول الخليج حذو الإمارات ولو لفترة محدودة لإيصال رسالة احتجاج على الطريقة التي يتم التعامل فيها مع عروض الدول الخليجية.
شجون مسرحية
هدية سعيد الدائمة الضحك لم تتمكن من إخفاء حزنها الشديد عندما تحدثت عن الحالة الراهنة للمسرح في قطر وقالت: الحركة المسرحية لدينا تدهورت كثيراً، وكل الذين أعرفهم أو التقي بهم يسألونني عن السبب، ولكي أختصر اجترار الوجع أقول لهم (ما أدري)، مضيفة: النشاط المسرحي ينحصر الآن في فترة الأعياد، حيث يقدم القطاع الخاص مسرحيات للأطفال ليست بمستوى الطموح سواء من حيث المضمون أو من حيث الامكانيات الانتاجية، ويقدم المهرجان فرصة في موعده السنوي لتقديم عمل أو أكثر، والمحزن أن الفرق المسرحية سابقاً والفرقتين الحاليتين لم تهتم كثيراً بتعويد الجمهور على ارتياد المسرح، وللجمهور كل العذر لأن معظم ما يقدم إما أعمال ذات صبغة تجارية خالية من قضايا الناس أو أعمال غريبة لا يفهمها الجمهور، وغالباً ما يتم تقديمها سعياً للسفر إلى أحد المهرجانات العربية .. ورغم سوداوية الوضع الراهن أبدت الفنانة هدية سعيد تفاؤلاً كبيراً بتفعيل فرقة مسرح الخليج الموقوفة منذ ما يقارب العامين لتحريك المياه الراكدة وتنشيط الحركة المسرحية، وكذلك هي متفائلة بأن الوزارة الجديدة ستقوم بلا شك بالتدخل وتقوم بتنفيذ بعض الدورات والورش المسرحية لصقل الطاقات الشابة وتنشيط المسرحيين القدامى وتحفيزهم أكثر على العمل والاستفادة من خبراتهم في تنفيذ تلك الدورات، وتساءلت: كيف نتمكن من صنع جيل مسرحي مثقف قادر على المنافسة دونما تأهيل وتدريب وتوجيه.
فكرة المنتج المنفذ
وعندما انتقلت دفة الحوار للحديث عن الدراما التلفزيونية ومشكلاتها الحالية قالت هدية: نظام المنتج المنفذ دمر الفنانين القطريين، كما أن إنتاج التلفزيون لم يتطور فقد كان انتاجنا فيما مضى أكثر، وكان الفنان القطري يعمل طوال العام تقريباً، مضيفة: فكرة المنتج المنفذ فكرة ذكية كان المفترض أن تثري الإنتاج الدرامي للتلفزيون من خلال خلق حالة من التنافس ستؤدي حتماً لتطوير مستوى ونوعية الدراما التلفزيونية القطرية، وكذلك رفع شأن الفنان القطري وتحقيق انتشاره والاسهام في تأكيد تفوقه، لكن للأسف عندما تم تطبيق نظام المنتج المنفذ تم حصره في دائرة محدودة من المنتجين الذين يعملون مع دائرة محددة من الفنانين شبه مكررة، كما أن المنتج المنفذ لا يهتم كثيراً بإشراك الفنانين القطريين في أعماله وإنما يكون حرصه منصباً على إشراك فنانين من مختلف دول الخليج الأخرى ليضمن توزيع عمله لدى تلك الدول، وتساءلت الفنانة هدية عن الشروط والضوابط التي يضعها التلفزيون القطري لحماية الفنانين القطريين؟ ولماذا لا يقوم بإلزام المنتج المنفذ بأولوية مشاركة أبناء بلاده؟ ثم أضافت بنبرة حزينة: من الأمور التي تحز في نفسي أن تلفزيون قطر وصل إنتاجه الدرامي في الثمانينات إلى أكثر من عشرة مسلسلات في بعض الأعوام مابين أعمال محلية وأخرى مشتركة، بينما كانت الكويت لا تنتج أكثر من مسلسلين أو ثلاثة، الآن الصورة أصبحت مقلوبة ففي الوقت الذي أصبحت فيه دول الخليج تقدم باقة كبيرة من المسلسلات غزت بها معظم الفضائيات العربية، نرى في المقابل تلفزيون قطر غائباً عن الميدان، ويكتفي كل عام بتقديم عمل أو عملين، وإشراك عدد محدود من الفنانين القطريين، مع أن العديد من الفنانين القطريين الذين أصبحوا مطلوبين لدى الدول المجاورة يتم استبعادهم من المشاركة في أعمالهم المحلية.
عروض لأعمال عربية
واختتمت الفنانة هدية سعيد بالقول إنها تعكف حالياً على قراءة عدد من النصوص، فقد عرض عليها مؤخراً المشاركة في مسرحيتين: (30 يوم حب) و (أنغام) والمشاركة في مسلسل تلفزيوني بعنوان (حسناء الصحراء) من تأليف جابر عبد السلام ومن المتوقع إذا وافقت على العمل في أحد تلك الأعمال أن تتوجه للقاهرة لتنفيذها مع مجموعة كبيرة من نجوم الفن المصري، كما رشحت كذلك للمشاركة في مسلسل كويتي سيرسل لها نصه قريباً، بالإضافة إلى ترشيح سعودي للمشاركة في مسلسل تلفزيوني وآخر إذاعي.
__________________
___________
كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...
للتواصل :