[بحر الحب]

«دروب المطايا» يصل الى قناعة أكيدة، بأن هذه الفنانة الرائعة، تعيش مرحلة متطورة من مشوارها، تحمل كثيراً من النضج الفني، والعمق في التعامل مع شخصية «الأم المفجوعة» حينما يختلط الحزن بالبكاء والنحيب وأيضاً ذلك الوشاح الأسود الذي تقرر ان تضعه على عينها حتى لا ترى أي شيء، في هذه الدنيا، بانتظار عودة ابنها الذي جاءت الاخبار به مقتولاً...
عمل درامي بسيط، ولكنه مشبع بالقيم التراثية والموروث الشعبي والبيئة القديمة... وهو أحد أهم الأعمال الدرامية التي يقدمها تلفزيون «أبوظبي» خلال الدورة الرمضانية الحالية..
وفي حديث مع الفنانة الاماراتية هدى الخطيب، ذهبت بعيداً، وعبرت عن سعادتها الكبيرة بهذا العمل، حيث كررت أكثر من مرة، بان العمل الجديد، يمثل نقلة في مشوارها، ثم وصفته بانه «الأهم» في مشوارها.

كيف ترين هذه التجربة الدرامية؟

«دروب المطايا» الأهم في مشواري، عمل كبير، وأنا اعتز به، وقد عشت لحظات انجازه لحظة بلحظة، اعتباراً من البداية في كتابة النص الجميل، الذي كتبه الفنان الاماراتي سلطان الينادي، والذي بذل جهوداً كبيرة في كتابة النص وأيضاً اعداد البحوث الخاصة بكل تفاصيله من أحداث وشخصيات وروايات وأيضاً بقية المفردات الخاصة بهذا العمل الكبير، الذي اتشرف بأن اكون أحد عناصره.. وتستطرد:

هذا العمل يمثل تجربة درامية، اعتز بها كأماراتية، لانه يمثل قيمة ومضامين فكرية وانسانية واجتماعية، في اطار احداث تجري في عالم البادية، وكل ما استطيع قوله، بان «دروب المطايا» يستدعى تاريخ البداوة في الامارات.

عمل يختلف عن كل ما سبقه من مسلسلات البادية؟

اجل، ومن هنا اهمية هذه التجربة، انا اثق في رأيك كناقد، واستطيع ان اكرر، بان «دروب المطايا» يختلف كليا عما سبقه من مسلسلات البادية، عمل يستمد جذورة من رحم البيئة الاماراتية، وكما اسلفت، فإن العمل ومنذ اللحظة الاولى لكتابته، والكاتب المنتج الفنان سلطان النيادي، ليسخر جميع وقته وجهده وخبرته من اجل انجاز هذا العمل، كما استعان بعدد كبير من الشخصيات التي عاشت تلك المرحلة من اجل بلوغ اقصى درجات التكامل... ونحن هذه الايام في الايام الاخيرة من شهر رمضان المبارك، ويكاد يتفق الجميع، هنا في الامارات على جودة العمل واهميته، كما اتلقى يوميا عشرات الاتصالات من دول مجلس التعاون الخليجي تشيد بالعمل وطروحاته..

المفردات الاماراتية حاضرة بسخاء؟

هذه احدى معطيات التميز في العمل، حيث تم اعتماد استخدام المفردات الاماراتية الحقيقية، التي تجمع بين عالم اهل البحر وعالم البداوة،

في تناسق مشترك، بل ان العمل يمثل دراسة حقيقية في استحضار المفردة الاماراتية الشعبية القديمة، واشير هنا الى انه واثناء تصوير العمل، الذي استغرق اكثر من ثلاثة اشهر، كان معنا فريق من الاستشاريين لمتابعة نطق كل مفرة، بالنسبة لجميع الفنانين، خصوصاً ان العمل يضم فنانين من دول مجلس التعاون الخليجي، بينهم اسمهان توفيق وشهد وعبدالمحسن النمر واخرون.

اراك بدون ماكياج...

لم اضع المساحيق، وعشت حياة امرأة البادية، لقد حاولنا ان نعيش التجربة بجميع تفاصيلها، واكتفت بأن حياة البادية مشبعة بالبساطة وايضا القيم الإنسانية والحياتية العالية.

وتستطرد الفنانة هدى الخطيب: لقد ارتديت - البطولة - (البرقع) كما تسمونه في الكويت، وقدمت جميع مشاهد وحلقات المسلسل، بالملابس التراثية حيث حرصت قبيل التصوير بفترة، على تفصيل ملابس خاصة للعمل والشخصية، بل انني ذهبت الى الاسواق الشعبية، واشتريت الالوان والنقشات الخاصة، التي كان

يرتديها النساء في الماضي، وهذا ما أضاف الكثير للشخصية.

وتتابع: وفي «دروب المطايا» كتبت الشعر، وارتجلت بعضه، وانا سعيدة بهذه التجربة، وكل ما يمكن ان اقوله بأنه العمل الذي طال انتظاره، واليوم حينما يحصد كل هذه النجاحات الكبيرة، فانني اشعر بأن الجهود التي بذلت ذهبت الى موقعها، سواء من فريق العمل من فنانين وفنيين ومخرج كبير «عارف الطويل» الذي قاد التجربة الى بر الامان، ومنهم الفنان القدير سلطان النيادي وبقية عناصر العمل وايضا تلفزيون ابوظبي الذي كان وراء انجاز هذا العمل الكبير، الذي يمثل لفتة حقيقية في صناعة الدراما البدوية في الامارات وفي العالم العربي.

ردود الفعل ايجابية تجاه العمل في عدد من المطبوعات الاماراتية؟

يوميا عشرات المقالات الايجابية، التي تشيد بالعمل ونجومه، وهذا ما يجعلنا امام مسؤوليات اكبر، مع تطور الاحداث، وايضا مطالبة الجمهور الاماراتي من جميع انحاء الدولة، بتقديم اعمال جديدة في هذا الاطار، ونحن نفكر جديا في تقديم جزء ثانٍ وضمن مضامين جديدة، نذهب بعيدا في استثمار ذلك الجانب الثري من حياة الانسان في الامارات في تلك الفترة الزمنية الخصبة.

اعرف بأنك ستصورين عملاً بدوياً جديداً؟

اجل، امامي عمل درامي بدوي جديد بعنوان «وعد لازم» بالاشتراك مع المنتج الشاعر خالد البذال، والنص كتبه ندا الظفيري، وشخصيتي مختلفة (جدا) عن تلك الشخصية التي قدمتها في (دروب المطايا).

صورت في الكويت «أشياء لا تشترى»

أجل، وكان من المتوقع ان يعرض العمل في رمضان، ولكنه اجل لدورة اكتوبر، وهذا امر لصالح الجميع، وانا سعيدة بتأجيل الموعد الى اكتوبر، والمسلسل تأليف فاطمة الصولة واخراج حسين المفيدي وفي العمل ابراهيم الصلال وجاسم النبهان وعبدالرحمن العقل وزهرة الخرجي وعبير الجندي...

عندي بعض التحفظات على مسلسل «العقيد شمة»

احترم وجهة نظرك... ولكنه عمل كوميدي خفيف تأليف سمير القلاف وانتاج عادل المسيليم وشارك في العمل انتصار الشراح وسعاد علي وطيف وعبدالامام عبدالله وحشد آخر من الفنانين. وجسدت خلال العمل دور امرأة عسكرية حازمة...

في المحطة الأخيرة.. كلمة لجمهورك.

كل المحبة للجميع، واهنئ الجميع بمناسبة قرب عيد الفطر المبارك.

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=167224