الفنان الكبير سعد الفرج: «تورا بورا»عمل أراهن عليه بقوة.. وسيغيّر فكر المنتجين بالرغم من ضخامة العمل الذي تتميز فكرته، وتنفرد بنقاش جانب حساس من القضايا التي تشغل العالم، إلا أن بطله فضل تغييبه عن لائحة الأعمال الرمضانية، إيماناً منه بضرورة اختيار التوقيت المناسب، كي
لا يضيع هذا العمل العملاق -كما يراه- وسط زحمة المسلسلات.
بين المغرب والكويت وألمانيا تنقل الممثل الكبير سعد الفرج، ليصور مشاهد مسلسله الجديد «تورا بورا»، الذي يعتبره أشبه برسالة تحذيرية تناهض الإرهاب، الذي يجند أدمغة الشباب العربي، ويطلق صرخة ومحفزات بصرية تلفت أنظار واهتمام الأسرة إلى كيفية تنشئة أبنائها.
إطلالته في رمضان هذا العام بمسلسل «شر النفوس 2» الذي أنتجه نايف الراشد، وعرض على MBC، خدمت العمل ومنتجه بشكل واسع، لما يتمتع به الفرج من قاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة أن الراشد كاسم في عالم الفن، يثار حوله الكثير من اللغط، وتوصف أعماله بالسطحية، وتقديم النماذج المشوهة للنساء، غير أن للفرج وجهة نظر مختلفة، فهو يرى أنه قادر على تحديد الكيف والكم والمستوى الذي سيقدمه، بغض النظر عن آراء الجمهور أو النقاد، لأنه بلغ من الخبرة عمرا يبحث بعده عما يحب أن يقدمه، ويجد نفسه وسعادته فيه.. أمور أخرى كثيرة حدثنا عنها الفرج..
{ أنتهيت من أخر أعمالك «تورا بورا» ماذا تقول عنه؟
- هو عمل تضافرت فيه الجهود ليكون على مستوى يميزه عما قدم من أعمال في الخليج بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، صرف على هذا المسلسل مبالغ طائلة وأعد له إعداداً جيداً حتى يخرج بالشكل الذي يجعله يتصدر قمة الأعمال الدرامية، «تورا بورا» سيجعل المنتجين يفكرون كثيرا قبل الإقدام على إنتاج أي مسلسل، وأعتقد أنه سيكون عملا يقتدى به.
{ كيف تم الاستعداد لهذا العمل؟
- بداية أمضى مخرج ومنتج العمل وليد العوضي عاما كاملا في إعداد وتحضير النص، ثم عكفنا على اختيار فريق عمل كامل محترف ومتخصص في الحياة الأفغانية ليساعدنا على تصوير المسلسل، وأغلبهم كان لهم مشاركات في أفلام أجنبية وعالمية، ثم استغرقنا ثلاثة أشهر لاختيار مواقع التصوير في المغرب في منطقة تعتبر «هوليوود العرب» وتم فيها تصوير أغلب الأعمال التي تحكي عن أفغانستان، وهي منطقة صحراوية مناسبة ومطابقة لموضوع العمل، صورنا فيها نسبة 70 % من العمل، أما المشاهد الاخرى فتم تصويرها مابين الكويت وألمانيا.
{ لماذا لم يلحق العمل في سباق رمضان هذا العام؟
- هذه المسألة تخص الجهة المنتجة، لكن في رأيي الشخصي لم أشجع على عرض العمل في رمضان لأن تكلفته كبيرة ولو عرض في رمضان كان حتماً سيضيع وسط زحمة الأعمال المعروضة.
{ هل المسلسل من وجهة نظرك كفنان كبير يستحق كل هذه الضجة الإعلامية؟
- أعتقد أن هذه المسألة سيحكم عليها الجمهور بعد عرض العمل، لكن من حق منتجي العمل أن يعلنوا عنه بالطريقة التي ترضيهم لثقتهم في عملهم وللمجهود المبذول فيه أيضا.
{ ما أهم القضايا الذي سيطرحها العمل؟ وما الدور الذي ستقوم به من خلاله؟
- سيطرح «تورا بورا» موضوعا ربما ليس بجديد في فكرته، لكن طريقة التناول ستكون مختلفة ومميزة، المسلسل يبحث في طريقة تنشئة الطفل من قبل الأسرة، والعواقب التي ستواجهها الأسرة إذا أغفلت وأهملت في حق أطفالها، غالباً ما نحمل الشباب المستهترين والمتطرفين الذين دخلوا دائرة الإجرام مسؤولية أعمالهم، لكن الحقيقة أن المسؤولية الحقيقية تقع على كاهل الآباء والأمهات الذين ساهموا بقصد أو دون قصد في إفراز هذه النوعية من الشباب المتطرفين؛ هذا هو محور العمل الرئيسي. فالمسلسل يدور حول أسرة مكونة من أب وأم وشاب خضع لعمليات «غسل دماغ» كثيرة حتى أصبح متطرفا نتيجة لإهمال الأسرة في تربيتة، أجسد بالطبع دور الأب أما الشاب فهو خالد أمين.
{ هل سيضيف هذا الدور لرصيدك الفني؟
- ما يهمني أولاً أن أشارك في عمل أقتنع به، بصرف النظر عن رأي النقاد والجمهور مع احترامي لهم، وأعتقد أني إدرك تماما كيفية اختياري لأدواري بحكم سني وباعي الطويل في الفن.
لا أقيّم دوري على أساس الشهرة أو الفلوس التي ستدفع لي مقابله، ففي الفترة الأخيرة قررت أن أعمل مايروق لي وحدي، وأحاول إشباع ميولي، وأكون مقتنعاً بما أقدمه تماما.
وقناعتي بهذا الدور تحديدا كبيرة جدا لأني قرأت عن حالات كثيرة عانت من هذه المشكلة وتعاطفت معها.
{ هل أعتبر هذا الكلام ردا على الهجوم الذي طالك في الفترة الأخيرة بسبب بعض الأدوار التي شاركت فيها؟
- «يضحك.. مثل ما أنتم حابين»، القضية أن هناك بعض الناس تهاجم أعمالي لأغراض أخرى شخصية، هؤلاء
لا يهمونني نهائيا لأني أراجع نفسي عشرات المرات قبل الإقدام على أي عمل، وصدقوني أرحب كثيرا بالنقد البناء الذي يتناول الجوانب الفنية في العمل الذي أشارك فيه، إنما المؤامرات التي تحدث في الوسط الفني
لا تشغلني وأنا بعيد عنها تماما.
{ لماذا لم نجد سعد الفرج في الإنتاج مثل عبدالحسين وسعاد وحياة؟
- لقد عملت ولوقت طويل منتجاً منفذاً لصالح تلفزيون الكويت، لكني توقفت بسبب مشاكلي معهم، وقطعت عهدا على نفسي بأن لا أكون منتجا منفذا لهم إذا لم تحل خلافاتي، أما في القنوات الخاصة
فلا يعجبني وضع المنتج المنفذ بسبب عمليات التوزيع، فلم يعد العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه في توقيت عرضه من بين الأعمال، إنما أصبحت العمليه تتم بالواسطة واللعب من تحت الطاولة، وأنا لست من هذه النوعية لذلك توقفت عن الإنتاج حتى أجد الأفضل.
{ ما المشكلة الأساسية بينك وبين تلفزيون الكويت؟
- لا أحبذ نشر خلافاتي معهم من خلال الصحافة أو مجلس الأمة، عندي أمل دائم بأنه سيأتي اليوم الذي تسعى فيه وزارة الإعلام لحل هذه المشكلات التي تسببت فيها.
{ معنى ذلك أنك توقفت عن منصبك كمستشار للدراما في وزارة الإعلام؟
- يُسأل في هذا وزير الإعلام، فقد سبق وصدر قرار بتعييني مستشاراً للدراما في التلفزيون، منذ أن كان صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وزيراً للإعلام، ومن بعده الدكتور سعد بن طفله، وحتى الآن، لم أسمع نهائيا بصدور أمر رسمي بفصلي والاستغناء عن خدماتي، لكني للأسف لم أكلف نهائيا بأي مهام في وظيفتي، والمسؤولون في الوزارة يعلمون هذا جيدا.
{ بعيدا عن الإشكاليات الحادثة بينك وبين الوزارة، هل بدأ التلفزيون يسترد هويتة الكويتية؟
- بكل تجرد أجد أن تلفزيون الكويت قد فقد هويته، وضاع بين القنوات الحديثة، لذلك أرجو من القائمين عليه أن ينتبهوا لهذا الشيء ويحاولوا إعادته إلى ما كان عليه أيام زمان، مميزا وعلى القمة دائما.
{ ما رأيك في خطة البرامج الرمضانية المحلية التي اتبعتها المحطة هذا العام؟
- بالرغم من كوني فناناً خليجيا، إلا إنني لست معهم في هذا الموضوع، لأن تلفزيون الكويت مشاهد من نسبة كبيرة من المجتمع الكويتي، ومجتمعنا يحتوي على الكثير من الجنسيات الأخرى، لذلك يجب أن يشبع رغبات الجميع ويقدم أعمالا عربية، لكن المميز منها.
{ ما رأيك في الدراما الخليجية الحالية بشكل عام؟
- اختلط الحابل بالنابل، وضاعت الأعمال المميزة وسط الزحمة، وبات من الصعب الحكم على العمل الجيد، حتى أعمال النجوم الكبار فقدت زهوها، ودخلت الواسطة في الدراما.
{ اذاً لماذا لا تتكاتف مع عبدالحسين وسعاد وحياة في عمل درامي يرجعنا إلى الماضي وزمن الأعمال المميزة؟
- صعب جدا هذا الأمر لسببين أولهما كلفة إنتاج المسلسل الذي سيجمع هذه النخبة من النجوم، خصوصا مع تزايد أجورنا، ثانيا سنجد صعوبة في ايجاد النص الذي سيعطي لكل واحد منا حقه الأدبي في البطولة، لذلك تجدون أن الأعمال الحالية باتت مقتصرة على النجم الأوحد، إنما عن نفسي ليس لديّ أي مانع من المشاركة.
{ درست الإخراج وحصلت على شهادات كثيرة فلماذا لم نجدك مخرجا لأحد أعمالك الدرامية؟
- ميولي وتوجهاتي ليست إخراجيه بالرغم من أني مؤهل لذلك، وسبق أن أخرجت عملا تلفزيونيا واحدا وقت تخرجي من الـ bbc سنة 1969لأوصل رسالة معينة لمن كانوا يعملون معي في تلفزيون الكويت آنذاك، بأني أفهم جيدا اللعبة، ولست دخيلا عليكم.. لكن توقفت عن الإخراج من يومها.
{ مارأيك في تزايد إسناد المسلسلات الخليجية للكثير من المخرجين الأجانب بدلا من الكويتيين؟
- يرجع هذا الشيء لشركات الإنتاج، ومحطات التلفزيون الخليجي، من المفترض أن يكون لهؤلاء دور في تكويت الفريق القائم على الأعمال الخليجية، ويجب إعطاء الفرصة للمخرجين الكويتيين، ويكون من أحد شروط التعاقد على إنتاج أي مسلسل خليجي، ولو بنسبة معينة حتى نستطيع بناء جيل من المخرجين الخليجيين للمستقبل.
{ ما رأيك في المسرح حاليا، ولماذا غاب عنه النجوم؟
- حقيقة منذ وقت التحرير وحتى الآن واجه المسرح الجاد عدة معوقات ومشكلات، ولا أعرف ما إذا كان المسؤولون يتعمدون خلق هذه المشكلات أم لا، وأعتقد أن المسرح لن تقوم له قائمة إذا لم يفسح المجال له لأن يعمل بحرية، فمنذ فترة قليلة كنت أحضر مسرحية أجيز نصها من قبل وزارة الإعلام لكني فوجئت بإقامة دعوى قضائية ضدها قبل أن تعرض، من أحد الشخصيات من دون ذكر أسماء، واستدعيت وفريق العمل إلى النيابة والداخلية والمحاكم، وتوقف بالطبع عرضها، لأن الرقابة الحالية لم تعد رقابة وزارة الإعلام فقط، بل باتت من حق الأفراد العاديين الذين يسيرون في الشارع، ومن حقهم مقاضاتنا إذا لم ترق لهم المسرحية أو حتى اسمها، وهذه مشكلة من أهم مشاكل المسرح الحالي.
{ إلامَ يحتاج المسرح برأيك كي يعود من جديد؟
- يحتاج للمزيد من المرونة في الرقابه، وعدم السماح لتدخل الأفراد العاديين، ناهيك على تخفيض قيمة الإعلانات في الشوارع، وبالطبع لن أطالب بتجديد خشبة المسرح التي تهالكت منذ زمن، يكفي أن يحققوا الطلبين الأولين لأني مقتنع بأن العمل الجيد سيفرض نفسه في أي مكان يعرض عليه.
{ ألست متخوفا من تعاونك مع نايف الراشد، خصوصا لأن اعماله دائما تقع داخل دائرة الجدل والنقاش؟
- نايف أخ وصديق، ويكفي أن أعماله دائما تعرض عبر شاشة mbc تلك القناة العزيزة كثيرا على قلبي، والرائدة إعلاميا. __________________ كل شي يهون لأجل عبد الحسين عبد الرضا
|