[محمد العيدان]

تصديقاً للمثل القائل: «رب ضارة نافعة»


رب ضارة نافعة .. تنطبق هذه المقولة على النجم المصري نور الشريف الذي تعرض مؤخرا لأزمة عنيفة بعد ‏قيام إحدى الصحف بنشر خبر القبض عليه ضمن شبكة للشواذ جنسيا، الأمر الذي اضطره لتقديم بلاغ إلى النائب ‏العام أعقبه نفي من وزارة الداخلية المصرية عن الواقعة وصدور قرار بإغلاق الجريدة لحين نظر القضية بعد أن ‏فشل رئيس تحريرها في إثبات الأدلة التي دفعت جريدته لنشر الخبر.

عقب النشر قامت الفنانة بوسي طليقة نور بالاتصال به للوقوف إلى جانبه في هذه الأزمة العنيفة وهو ما خفف من ‏حدة الآلام التي عاشها الشريف.. واصطحبت بوسي معها ابنتيهما مي وسارة وأجبرنه على السفر معهن ‏للاستجمام والابتعاد عن كل ما يعكر صفوه لدرجة أنهن أجبرنه على تغيير هاتفه المحمول حتى لا يتذكر تلك ‏الشائعة السخيفة.. وخلال ساعات لعبت سارة ومي دورا كبيرا لإقناع بوسي ونور بضرورة عودة الوئام بينهما ‏والعودة إلى بعضهما بعد طلاق استمر لـ5 سنوات فشلت فيه كل محاولات المقربين منهما لإنهاء الانفصال.

ورغم أن تصريحات كل من بوسي ونور كانت تشير إلى احترام كل منهما للآخر وأنهما على اتصال مستمر فإن المقربين أكدوا أن هناك حالة من الغضب العارم يحمله كل منهما للآخر بدليل أن بوسي لم تتحدث عن نور ‏الشريف عند تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي قبل الماضي رغم حضورها للفعاليات وهو الأمر نفسه الذي ‏حدث في دورة العام الماضي عند تكريم بوسي وإن كان الشريف أقل قسوة؛ حيث حرص على التواجد داخل ‏القاعة وقام بالتصفيق لبوسي ثم سرعان ما انصرف عن الحفل واكتفى بالتصوير مع ابنتيه‏.

كل المؤشرات كانت تقول إن وراء هذه الحالة من الغضب يكمن حب كبير تولد منذ أكثر من ربع قرن وجاءت ‏الأزمة الأخيرة لتؤكد هذه الحقيقة؛ حيث كانت بوسي هي أكثر المنزعجين من الشائعة المتهم فيها زوجها السابق ‏ووالد ابنتيها حتى إن نور الشريف لم يجد أمامه سوى الذهاب لابنتيه عبر نشر الخبر ليطمئنهما ويرتمي في أحضانهما.. ووقفت بوسي تشد من أزره وسط دموعها وشجعته على ضرورة تقديم بلاغ للنائب العام وظلت ‏معه خطوة بخطوة.. ليكون المشهد شبيها بالأعمال الدرامية التي تؤكد المعدن الأصيل للزوجة العربية.

نور وبوسي رفضا الإعلان عن قرار العودة ولكن المقربين أكدوا أن القرار تم الاتفاق عليه ولكن لن يتم الإعلان ‏عنه إلا بعد أن تهدأ الأزمة المثارة حاليا؛ حيث أجبرت بوسي نور على التقاط أنفاسه بعد المجهود الكبير الذي بذله ‏في تصوير مسلسلين في توقيت واحد خلال شهر رمضان الماضي وطالبته بأن يستعيد هدوءه، خصوصا بعد ‏اختياره ضمن لجان تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي القادم.

أسعد الناس بقرار العودة بين بوسي ونور هما مي وسارة؛ حيث ظهرتا خلال الأيام الماضية بروح معنوية مرتفعة ‏وظهر كل منهما على غير عادتهما في التجمعات العامة التي تجمع أهل الفن والمثقفين في رسالة ‏واضحة للتأكيد أن الشائعة السخيفة التي تم إطلاقها على والدهما لا تؤثر عليهما، حتى إن اعتذاراتهما عن عدم ‏الإدلاء بأي تصريحات صحافية جاءت بشكل مقبول بعيدا عن التهرب وهو ما احترمه الصحافيون المصريون.

من ناحية أخرى، أصبحت الموجة السائدة حاليا حول قضية الشذوذ المفبركة تسير في اتجاه آخر بعد أن أعلن ‏حمدي الوزير أحد الذين طالتهم الشائعة بأنه يثق في أن هناك جهة خفية من خارج مصر تقف وراء ‏ما حدث.. وهو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه البعض بعد ظهور اسم نور الشريف؛ حيث تم الربط بين أحداث ‏مسلسل متخافوش الذي كشف الألاعيب الصهيونية والخطط الصهيونية التي تستخدم وسائل الإعلام كأسلحة ‏استراتيجية للنيل من أي هدف.. وبالتالي فهناك من يحاول تسييس ما تعرض له نور الشريف.. وهو ما سيتم ‏التركيز عليه خلال الفترة القادمة ولكن نظرا لحساسية الموقف فلن يتم الحديث بشكل مباشر؛ حيث من الصعب أن ‏تتم التلميحات بتوغل النفوذ الصهيوني في الإعلام المصري على أساس أن الصحيفة التي نشرت الخبر ورغم ‏ترخيصها الأجنبي فإنها مصرية.. وفي هذا الصدد أيضاً فقد بدأت حالة من الصدامات المستترة تحدث بين ‏الصحافيين المصريين من جهة والفنانين المصريين بعد أن أشعلت الفضائيات المصرية الخاصة الحرب بينهما؛ ‏حيث استغلت بعض القنوات الأزمة في استضافة عشرات الفنانين سواء داخل الاستوديو أو عبر الهاتف ليقوم ‏أكثرهم بشن هجوم عنيف على الصحافة المصرية التي قامت بدورها بشن هجوم مماثل على هذه الفضائيات ‏متهمة إياها بأنها السبب الرئيس في إحداث الفتنة بينهم.

http://www.alarab.com.qa/details.php...o=662&secId=19